مبعوثة الشروق إلى واشنطن أمام البيت الأبيض بعد أقل من 36 ساعة ستثبت الرؤية ويكشف للجميع من الرجل الذي سيرأس مجلس إدارة العالم، أو بالأحرى من سيقود أكبر قوة سياسية واقتصادية وعسكرية في العالم، وعلى الرغم من أن الأزمة العالمية قرعت طبولها وشكلت أراضي الولاياتالمتحدةالأمريكية بولاياتها الخمسين مسرحا رئيسيا لها. * "الشروق" أمام بيت الرئيس الأمريكي وتستطلع اراء الأمريكيين حول رئيسهم القادم * * بعد أقل من 36 ساعة ستثبت الرؤية ويكشف للجميع من الرجل الذي سيرأس مجلس إدارة العالم، أو بالأحرى من سيقود أكبر قوة سياسية واقتصادية وعسكرية في العالم، وعلى الرغم من أن الأزمة العالمية قرعت طبولها وشكلت أراضي الولاياتالمتحدةالأمريكية بولاياتها الخمسين مسرحا رئيسيا لها، غير أن هذه الأزمة عجزت في التشويش على أهم موعد سياسي على الإطلاق ببلاد العم سام.. فأجواء الحملة الانتخابية تحتلف باختلاف لونها ومذاقها من ولاية إلى أخرى، فمن العاصمة السياسية واشنطن إلى كارولينا الشمالية التي تمردت على العرف معلنة طلاقها مع الجمهوريين وعقد قرانها مع الديمقراطيين مرورا بهيوستن بتكساس مقر إقامة عائلة بوش إلى سانت دييغو ولوس انجلس بكاليفورنيا وصولا إلى العاصمة الاقتصادية نيويورك تشكل الحملة الإنتخابية وبورصة الأصوات الجو العام ولا حديث في الشارع الأمريكي سوى على يوم الثلاثاء الأكبر وعن حظوظ خيارات التغيير وتصحيح الأخطاء التي اعترفت الإدارة الأمريكية نيابة عن الحزب الجمهوري الوقوع فيها، والأنظار مشدودة الى صاحب البشرة السمراء ابن المسلم ذو الجذور الإفريقية الذي مازال متقدما حسب استطلاعات الرأي، على غريمه ماكين وهل له أن يقطع الطريق أمام خيارات المواصلة والتشبث بسياسة الحفاظ على الأمن الداخلي من على حدود الدول الأخرى أو بالأحرى سياسة الحروب والبقاء المزيد من الوقت في العراق؟ فلمن ستذهب كلمة المواطن الأمريكي وهل باستطاعة أمريكا أن تمحي بصفة نهائية من تاريخها مفارقة البشرة واللون وتسلم قيادة شؤونها وشؤون العالم من خلالها لرجل أسود. * "الشروق اليومي" فضلت أن تجوب الشارع الأمريكي وتتحسس حرارة الحملة الإنتخابية وتقرأ كيفيات تفاعل الأمريكي عبر صفحات مكتوبة بقلم الأمريكان مع مناظرات المترشح الديمقراطي باراك أوباما وغريمه ماكين وكيف لآليات العمل السياسي الجديد أن تهزم آليات العمل السياسي التقليدي، وكيف للصوت الشعبي والفقراء والأقليات والطبقات المتوسطة أن ترفع صوتها عاليا، وتتفوق على أموال وأصوات الأغنياء واللويبات الصناعية الكبرى. * وعبر خمس ولايات تعد أرقاما هامة وفاعلة في قلب موازين نتائج الانتخابات التقينا طلابا بالحرم الجامعي بكارولينا الشمالية، فكانت خلاصة حديثنا إليهم وعلى الرغم من أن التنافس مازال يحافظ على تفاصيل أخلاقيته، فإن أوباما استطاع أن يقنع شريحة الشباب من الطلاب العازف عن السياسة بضرورة تغيير واشنطن، وبضرورة تحقيق التغيير، فمثلا يقول أحد الطلاب في معهد الصحافة بكارولينا الشمالية إن سياسة بوش وشغفه للحروب والحرب على العراق أساء لسمعة أمريكا، وحمل الشباب الأمريكي متاعب هو في غنى عنها، ويضيف "إن مصلحة أمريكا في وقف حروبها ولا تكمن في تخفيض نسبة ضرائبها على المواطن، ولا في تجريم الإجهاض وعن اعتراف الإدارة الأمريكية بأخطائها"، يقول هذا الطالب إن الأهم تصحيح الأخطاء وليس الإعتراف بها، وبالرغم من البشرة البيضاء لمحدثنا غير أنه يعارض الخوض في الحديث عن لون بشرة أوباما ويفضل الحديث عن كفاءته العلمية ونبوغه السياسي، وضرب مثلا كيف أن ولاية كارولينا معروفة بولائها للجمهوريين تنقلب عليهم وتفضل الديمقراطي الراغب في التغيير وعتق الطبقات الوسطى من عبودية عولمة الإقتصاد الأمريكي، ويكاد محدثنا يجزم بفوز أوباما. * في الجانب الآخر، تحدثنا إلى "جيم" طالب بنفس الجامعة انتماؤه للجمهوريين لم يمنعه من انتقاد أخطاء جورج بوش، غير أنه يرفض انتقاد الحرب، ويفضل أن يبررها بضرورة الوقوف في وجه الإرهاب، ويتحدث عن التخفيف من الضرائب وتصورات مرشح حزبه للوقوف في وجه الأزمة المالية، وإن كان يبدو غير مؤمن بما يقول، الأهم في كل هذا أن مدرجات وساحات الحرم الجامعي تتحول إلى منابر للحملة وحشد الأصوات خارج أوقات الدوام. * بواشنطن العاصمة السياسية، استنفذت الحملة الإنتخابية كل مظاهرها بداية من تنظيم التجمعات، وصولا إلى جمع التبرعات لصالح المرشحين، على اعتبار أن أموال التبرعات هي وقود الحملة الإنتخابية، من دون منازع، هذه الآلية التي تمكن من مراقبة الموارد المالية لتنشيط الحملة الإنتخابية، وإن كان الشارع يبدو هادئا فقوة الإقبال على متابعة المناظرات، يعكس اهتمام سكان واشنطن وضواحيها بمصيرهم وغدهم. * غير بعيد عن بيت آل بوش بهيوستن بولاية تكساس، فضلت "الشروق" الوقوف للحديث إلى أحدهم فكان رجلا في الخمسينيات من عمره، ورغم أنه ابن نفس المنطقة التي ينحدر منها الرئيس جورج بوش فإنه لم يتورع عن انتقاد سياسته وتعداد أخطائه طيلة العهدتين فكسرت أصوات انتقاده هدوء المنطقة التي يقع بها بيت آل بوش. ومن خلالها انتقد سياسة الحزب المحافظ، ولم يشفع تجريم الإجهاض ولا تخفيض الضرائب لأخطاء بوش، وقال صراحة أنه يجب أن يحاسب ويحاكم، حدثنا عن الديمقراطية، وقال أنه يتابع الحملة الإنتخابية ووصفها بالرتابة وقال أنها خير محاكمة للعائلة بوش لأنها تتابع يوميا تفاصيل هذه الحملة التي تذكره باخطائهم. * أما بسانت دييغو ولوس أنجلس، فأضواء هوليود تختار هذه الأيام أن تسلط على أوباما وماكين الذين دخلا في صراع مع الوقت لكسب أصوات المواطنين، ولا غير أصوات المواطنين إيمانا أن الكلمة الأخيرة ستقولها الولايات وستحترمها الفيدرالية، وتسري على رقاب الجميع. وفي العاصمة الاقتصادية نيويورك التي تعتبر عاصمة المال، فإنها أرجأت النظر في تأثيرات الأزمة المالية الى وقت لاحق، وصور أوباما وماكين تباع على طول شارع "تايم سكوير" وامتداداته الأفقية والعمودية، ورغم أضواء وضوضاء نيويورك ولوحاتها الإشهارية التي تشكل واجهة كل منشآت الولاية فإن لا حديث سوى عن توجهات أوباما، ومقاومة ماكين رغم اورامه وتقدم سنه وتشبثه بأمل وحظوظ الفوز بدخول البيت الأبيض، وقيادة أمريكا وحتى وسائل الإعلام الأمريكية بجميع توجهاتها بداية من قاعة تحرير الواشنطن بوست التي دخلناها والنيويورك تايمز التي تحدثنا إلى رئيس تحريرها الذي عمل مراسل حرب لمدة طويلة من العراق، وقاعة تحرير "الأو أسا تو داي" الذي يعد اليوم منافسا عنيدا في الساحة الإعلامية، أجمعت قاعات تحرير هذه الوسائط الفاعلة في صناعة الرأي العام الأمريكي أنها تفرض مبدأ تكافؤ الفرص في تغطية نشاطات وفعاليات حملة المترشحين، وعدم الترويج لمرشح على حساب آخر عدا ما تعلق بالإعلانات الإشهارية. * الشارع الأمريكي يبدي اهتماما منقطع النظير بموعد هذا الثلاثاء، وعلى الرغم من اختلاف الإيقاعات التي يرقص عليها المرشحان أوباما وماكين لنيل إعجاب المواطن الأمريكي، وإقناعه بمنحه صوته، وإن دخلت الحرب في العراق المزاد بين الديمقراطيين والجمهوريين، فإن الموقف حيال القضية الفلسطينية والحصار في غزة يبقى خارج الحسابات، وتصور حلول القضية يبقى على حاله في الشارع الأمريكي وفي الحكومات الولائية كما عليه في الحكومة الفيدرالية، مما يؤكد أن اللوبي الصهيوني مازال يحكم خيوط اللعبة في أمريكا، وخير دليل أنه استطاع أن يخلط حسابات أوباما ويؤلب عليه الرأي العام إثر تصريحاته المتعلق بدعم إسرائيل، قبل أن يقلب الرجل 90 درجة، ويجهر معلنا أنه غير مسلم، ويحرص على التأكيد في كل مناسبة أنه مسيحي من أصول مهاجرة، وهي من الأشياء التي تؤمن بها أمريكا مادامت تضمن تجدد الدم الأمريكي ومعه تجدد الطاقة على مواصلة البناء والتربع على عرش زعامة العالم. * * : الشارع الجزائري"لم نتابع انتخابات الجزائر، فكيف نتابع انتخابات أمريكا؟!" * بين المهتم وغير المهتم.. بين المدعم لأوباما والممجّد لماكين.. جزائريون اختلفت آراؤهم وتباينت مواقفهم.. لكنهم في النهاية معنيون بشكل أو بآخر بانتخابات أمريكا.. على حد قول أحدهم: "أنا واحد من الشعب العالمي.. أطالب بحق التصويت لانتخاب رئيس العالم".. ومنهم من يرى في أوباما خلاصا للعراق من الهيمنة الأمريكية، ومنهم من يرى في ماكين نسخة أخرى لبوش. * * "انتخابات الجزائر لم نكترث بها.. فكيف تهمنا انتخابات أمريكا".. هو جزء من تصريحات بعض الجزائريين ممن اقتربت منهم الشروق اليومي. محمد واحد من هؤلاء، كان رد فعله سلبيا حول مدى مشاهدته ومتابعته لمجريات الانتخابات الأمريكية، فرغم أنه طالب جامعي في كلية العلوم الإقتصادية، إلا أنه يرى في كل مترشح للبيت الأبيض وجهين لعملة واحدة، ألا وهو بوش.. فيما يرى صديقه "لطفي" عكس ذلك، مؤكدا أن أمريكا لا تتأثر بشكل كبير بتبعات السياسة الأمريكية لأي رئيس بقدر ما يتأثر العرب والمسلمون بالسياسة الخارجية لأمريكا. * "سيفوز "اوباما" لأن "ماكين" نسخة ل"بوش" * رشح "أحمد.ف"، 55 سنة، أستاذ بإكمالية في العاصمة، المرشح الديمقراطي للانتخابات الأمريكية باراك أوباما للفوز برئاسة الولاياتالمتحدةالأمريكية، مبررا ذلك بقوله: "لا أظن أن لماكين حظوظ كبيرة للفوز في الانتخابات الأمريكية، خاصة وأن سياسته واضحة للعيان من خلال برنامجه الانتخابي، وهي سياسة نسخة طبق الأصل لسياسة "بوش" المثقلة بالفضائح والأزمات.. أظن أن الرئيس المقبل للولايات المتحدةالأمريكية هو "أوباما".. وأبدى المتحدث اهتماما كبيرا بالانتخابات الأمريكية، مؤكدا أنه "يجب أن نهتم جميعنا بانتخابات الولاياتالمتحدةالأمريكية، فهي نموذج في الانتخابات الديمقراطية، وإن كانت السياسة العامة للولايات تشوبها العديد من العيوب والتجاوزات". فيما يرى "عبد الله"، تاجر لمواد التجميل عكس ذلك تماما، فهو يرى أن أمريكا تطبق ديمقراطية حقيقية في الصعود إلى البيت الأبيض خدمة لشعبها، لكنها دائما تدعم السياسات الديكتاتورية والحروب للحفاظ على مصالحها الشخصية. * * "يعجبني التراشق وكشف الفضائح في المناظرات فقط.." * كثيرون هم أولائك الذين تابعوا بشغف كبير المناظرات التلفزيونية بين المترشح الديمقراطي والجمهوري أو بين أوباما وماكين.. ونور الهدى واحدة من هؤلاء، طالبة في العلوم السياسية، تقول: "كان غرضي من متابعة مجريات الانتخابات الأمريكية أخذ فكرة عن نظام الانتخابات في أمريكا، وأعجبتني لحد كبير سياسة المناظرات التي تكشف للرأي العام مدى قدرة أي مترشح على الإقناع ببرنامجه وبأفكاره".. ريما أيضا تؤيد صديقتها في مثل هذه الفكرة، لكنها ترى من خلالها زاوية أخرى، فهي تعتبرها نافذة للترفيه، فعلى حد قولها "أستمتع لحد كبير بسياسة التراشق وكشف الفضائح ومدى تحمل كل واحد من المترشحين للآخر". * * "ماكين" و"أوباما" وجهان لعملة اللوبي اليهودي في العالم" * من بين الجزائريين من يرى في أوباما وماكين وجهين لعملة واحدة، فكلاهما يمثل اللوبي اليهودي، حيث يرى "حميد.ب"، 40 سنة، موظف في بريد الجزائر، أن السياسات العالمية، لا سيما على رأس الولاياتالمتحدةالأمريكية، فهي دائما تعمل على ضرورة أن يكون الرئيس الأمريكي مدانا للسياسة الأمريكية، أو بالأحرى اللوبي اليهودي، الذي يعمل من خلال دعم المترشح على خدمة المصالح الإسرائيلية في الشرق الأوسط. يتحدث حميد بإسهاب كبير عن دور اللوبي الإسرائيلي في تحويل منطقة الشرق الأوسط إلى واحدة من بين أكبر وأكثر المناطق الخطرة بعد أحداث 11 سبتمبر، وكيف تمكن الصهاينة من تحويل العرب والمسلمين إلى منبوذين في العالم. يرى حميد بأن فوز ماكين أو أوباما، وبالرغم من اختلافهما في وجهة النظر إزاء العالم العربي، لكنها في النهاية تنصب في خدمة الكيان الصهيوني، وهو موقف تؤيده ليندة 24 سنة، طالبة بكلية الإعلام والإتصال، والتي ترى أن السياسة الخارجية الأمريكية والأوربية تصب دائما في خانة إرضاء الكيان الصهيوني. * * "أتمنى أن يفوز "ماكين" حتى يُسقط أمريكا في الهاوية كما فعل "بوش".." * "زهية.م"، 28 سنة، صحفية لها موقف مغاير تماما، فهي تتمنى فوز ماكين من زاوية توريط السياسة الخارجية الأمركية أكثر، على غرار ما فعله بوش عندما ورط أمريكا في مستنقع العراق منذ أكثر من خمس سنوات، مما جعل لأمريكا أكثر من عدو واحد .. يتفق مع زهية أكثر من شخص، فكثيرون هم الجزائريين الذين من روح الانتقام لأمريكا يفضلون فوز ماكين انطلاقا من معادلة سقوط أمريكا في المستنقع أكثر إلى غاية الاعتراف بأخطائها المفتعلة في دول العالم.. في حين يرى جزائريون آخرون أن ترشح أوباما للرئاسيات الأمريكية دليل على بحثها عن مخرج مما أصبحت تعانيه السياسية الخارجية لها، إذ يرى "محمد.ع"، 42 سنة، تاجر، أن الكثير من الشعب الأمريكي يرى أوباما تكفيرا لأخطاء بوش المفتعلة، سواء في العراق أو في أفغانستان، بالرغم من الضربة القاضية جراء أحداث 11 من سبتمبر، إلا أن الشعب الأمريكي مثله كبقية الشعوب يفضل العيش في استقرار. * * جزائريون يطالبون بحق التصويت لاختيار رئيس العالم * من أطرف ما صادفناه في استطلاعنا، أن بعض الجزائريين وبروح تهكمية طالبوا بحق التصويت في الانتخابات الأمريكية، انطلاقا من أن العالم تحول إلى قرية صغيرة، وهذه القرية الصغيرة لها رئيس واحد يخطط لها سياساتها الداخلية والخارجية، وحتى الاقتصادية. ويقول أمين طالب في المدرسة العليا للتجارة انه إذا كانت أسعار النفط تخضع دائما لبعض المتغيرات الجيوسياسية، والتي على رأسها السياسة الخارجية الأمريكية وتأثيراتها على الشعوب، فإنها كلها معنية بهذه الانتخابات". ويقول من جهته رضا (بتهكم).. "أعتقد أنه من حقي المطالبة بالتصويت لاختيار رئيس العالم.. أو على الأقل أطالب بفتح صناديق للاقتراع عبر الأنترنت للتصويت عليها من قبل بقية الشعوب غير القاطنة على التراب الأمركي، والتي تتأثر بما يصيب أمريكا". وبعيدا عن تهكمات رضا، هناك مثل يقول "إذا عطست أمريكا أصيب العالم بنزلة برد". وعلى حد قول محمد.. "نحن لا ننتخب رئيس أمريكا القادم، لكن على غرار الشعوب المستضعفة، ما نتمناه هو عودة الاستقرار للعراق في حال فوز أوباما.. والحفاظ على تأشيرة سفر لأرض الأحلام في عهدة ماكين إذا فاز".