أعترف أني لا أحبّ محطّات الوداع ولا خطابات الوداع..ولكنّي أشهد أن الحُلم الكبير بإنشاء قسم للأخبار في الإذاعة الثقافية كان بمثابة تحدّ لمن أرادوا أن يخرجوا هذه الإذاعة "المغبونة" من سراديب الرطوبة القسرية..وأؤكد لكم أن شهود الزور على الرداءة كُثر في هذه المؤسسة الكبيرة وأن العاملين عليها قلّة، وأنّ الذين يسوّقون لأنفسهم إعلاميا ويحلمون بالاستوزار ولو باستحمار من حولهم، سيمعنون في انتهاج نفس أساليب البريكولاج لتمييع جهود الكفاءات التي تزخر بها هذه المؤسسة الثقيلة.. إن أسوأ أنواع الاحتقار أن لا يلتفت أحد إلى جهودك ولو ليقول لك: تفوه عليك.. ! لكنه أسلوب يفتقد أهله إلى المروءة وصفات الفروسية، ولعلّ ذلك حسدا من أنفسهم..لقد ابتليت هذه المؤسسات الكبيرة الإعلامية والثقافية برجال يستحلّون كل شيء في سبيل أطماعهم الشخصية وليس طموحاتهم المشروعة، وأنا أعني ما أقول..إنهم يتصرّفون كما لو كانت هذه المؤسسات التي ائتمنوا عليها "رزق ابيُهم" ويعيثون فيها ارتجالا وميوعة.. ! لا يملك هذا البلد مؤسسات جادة للرقابة ومحاسبة المسؤولين على أدائهم، وغاية ما في الأمر الولاء لهذا أو ذاك، أو المبايعة..ولذلك سيستمرّ أسلوب هدم كل ما هو متميّز أو جميل من مشاريع تحسين الأداء والرفع من شأن ما هو إعلام أو ثقافة، وبدل ذلك يتمّ تشجيع أسلوب ال "تبهيج" والذي يصرف الأنظار والأذواق عن كل ماهو جيد ونوعي لصالح الميوعة.. ! لم أنل من هذه المؤسسة الكبيرة غير التنكّر والجحود منذ عام 1998، وما قدّمت لها من برامج وحصص ومسلسلات مسجّلة في ديوان حقوق المؤلف أحتسبه للمستمعين ولمن أثنوا على ما أعطيت وما منحت.. أما الآن فأكتفي بأن أشدّ على أيديكم لتواصلوا المشوار على نفس الطريق ولا تفشلوا فتذهب ريحكم، وناضلوا من أجل حقّكم في التثبيت فليس الأمر منّة من أحد إنما هو حقّكم المشروع، ولا يعقّكم أي مفتر بأن ما تقومون به هزيل، فالغرض دنيء وهو تأخير تثبيتكم سنوات أخرى بائسة.. أعترف أني لا أحب محطات الوداع ولا خطابات الوداع، ولكنّك يا فريق الأخبار في الثقافية الجزائرية لبنة ضمن مشروع كبير أُزيح عمدا من بدأه، وكذلك فعلت أنا بانسحابي كي لا أشهد على ممارسات حقيرة غايتها الإبقاء على هذه الإذاعة، التي بلغت 13 سنة من العمر ولم تبلغ، في سراديب الرطوبة القسرية .. وأكتفي بهذا حتى لا أقول أكثر.. أما بعد: "أقلب الغريب كقلب أخيك؟! أعيناه عينا أخيك؟! وهل تتساوى يد.. سيفها كان لك بيد سيفها أثكلك"؟ أمل دنقل*