تعود المشاريع المؤجلة الخاصة بإنشاء عدد من المحطات التلفزيونية العمومية الجديدة في الذكرى ال 45 لاسترجاع السيادة على التلفزيون الجزائري والإذاعة، لتطرح بقوة بعد مرور أزيد من 5 سنوات من إطلاق أفكار جملة من المشاريع التي يتهيأ التلفزيون لإنجازها، ويتعلق الأمر بمجموعة من القنوات المتخصصة، لكننا بقينا طيلة هذه المدة نسمع عبارة واحدة حولها وهي: - سترى النور قريباً !؟- . في الوقت التي قطع فيه جيراننا في تونس ، المغرب ومؤخرا ليبيا أشواطا كبيرة في هذا المجال، وتم استحداث محطات تلفزيونية موضوعاتية متخصصة حتى تحاول تلبية حاجيات ورغبات الجمهور ، هذا طبعا دون الحديث عن سماح حكومات هذه الدول بإطلاق قنوات فضائية خاصة وخوصصة القطاع السمعي البصري وكان أخرها في موريطانيا، كونها أدركت أهمية فضاء الصورة والصوت في عالم أصبح لا يعترف إلا لمن يتحكم بتكنولوجيا الاتصال والمعلومات، و رغبة في إيجاد موقعا مناسبا في الفضاء السمعي البصري العربي والعالمي. الوزير بوكرزازة يعيد طرح المشاريع مرة أخرى يعود وزير الاتصال الحالي عبد الرشيد بوكرزازة ليؤكد على ذكره أخرين من الوزراء الذين حملوا حقيبة الاتصال كالوزيرة تومي ، بوجمعة هيشور و الهاشمي جيار أن مشاريع إنشاء قنوات جهوية ومضوعاتية توجد ضمن أهم الأهداف التي سطرتها الوزارة. وأكد الناطق الرسمي باسم الحكومة بوكرزازة في كلمة ألقاها أمس بمناسبة إحياء الذكرى ال 45 لاسترجاع السيادة الوطنية على التلفزيون و الإذاعة إلى ضرورة إعطاء دفع قوي للقطاع السمعي البصري ، وكذا إطلاق إذاعات موضوعاتية وتعميم إرسال قناة القرآن الكريم و الإذاعة الثقافية عبر كامل القطر الوطني. واستكمال إنشاء الإذاعات المحلية عبر كل الولايات ، إضافة إلى تعميم التلفزة الأرضية الرقمية مع آفاق 2009. تلفزيونات حمراوي منذ 6 سنوات لم تر النور ! تعود فكرة إنشاء محطات تلفزيونية متخصصة إلى عام 2000 ، حينما تحدث مدير المؤسسة الوطنية للتلفزيون الجزائري حمراوي حبيب شوقي والوزير السابق للاتصال عن وجود نية في إطلاق مشاريع محطات تلفزيونية جديدة، وقرر وقتها العمل على إنشاء قنوات جديدة متخصصة ذات برامج متنوعة وهادفة، وهي: قناة "المعارف" ،"الأعمال" ،"الاقتصاد"، "الجهوية" " الإخبارية" ، إضافة إلى قناة للأمازيغية (اللغة البربرية). و تحدث أيضا أن التلفزيون الجزائري استكمل كافة الترتيبات للاستفادة من تجهيزات حديثة وضعت تحت تصرف العاملين في هذه القنوات، وقد أعطى التلفزيون مساحة ضخمة لبناء مركز جديد، وذلك بالتوازي مع إنجاز 12 أستوديو تقدر مساحتهما ب 1500متر مربع. كما تحدث مساعد حمراوي ورئيس القسم الرياضي بالتلفزيون الجزائري حفيظ دراجي منذ أكثر من 5 سنوات عن قرب إطلاق قناة تلفزيونية متخصصة في الرياضة. ! قناة.. لكل وزارة ! بعدها ركبت وزيرة الثقافة خليدة تومي الموجة، ولم تتوان في إطلاق تصريحات مماثلة في العديد من المناسبات والتظاهرات الثقافية، تخص مشاريع استحداث محطات تلفزيونية متخصصة واحدة خاصة بالمرأة وأخرى بالشباب ، لكن هذه المشاريع ظلت مجرد أفكار لم تعرف طريقها إلى التنفيذ. زميلها في الحكومة بن بوزيد تحدث هو الأخر عن نية الوزارة في إنشاء قناة تلفزيونية تربوية موجهة لفئة تلاميذ الأطوار الثلاثة، ليواصل وزير التعليم العالي المسيرة ويعلن رغبة الوزارة في فتح قناة تلفزيونية متخصصة تهتم بمواضيع تخص الطالب الجزائري، ثم سمعنا أيضا عن مشروع قناة تتابع نشاطات غرفتي البرلمان من قبل الوزير المكلف بالعلاقات مع البرلمان. هل يبقى الجمهور رهين 3 قنوات متشابهة المضمون؟ لا تزال "اليتيمة" موضوع الساعة تستقبل كم هائل من الانتقادات التي لا حصر لها، بسبب غياب البرامج الجادة والهادفة و ورداءة الحصص والمنتوج الإعلامي المقدم من قبل التلفزيون، حيث لم يترافق التطور الحاصل على مستوى التقنيات والوسائل الحديثة المستخدمة مع الأداء وتحسين البرامج وفتح فضاءات جديدة للجمهور، الذي يظل دائما يطالب بالبديل ، بغير التلفزيونات الموجودة الأرضية الثالثة وكنال ألجيري التي لا تعدو في الأصل أن تكون متشابهة المضمون، من خلال فتح قنوات جديدة متخصصة تلبي رغبات مختلف شرائح الجمهور الجزائري. المختصون: توفير الهياكل الطاقم الفني والصحفي قبل كل شيئ المعلومات التي استقتها الشروق أون لاين من مصادر مطلعة من داخل مبنى التلفزيون، تفيد بأن مشاريع التلفزيونات الموضوعاتية تبقى تراوح مكانها ، حيث لم يحرز مشروع قناة الأمازيغية تقدما يذكر باستثناء قيام القائمين على هذا المشروع بترجمة بعض البرامج والأشرطة الوثائقية إلى الأمازيغية بالتنسيق مع عدد من الوكالات الخاصة ، كما أنهم لم يتحصلوا على الإمكانيات والتجهيزات اللازمة للمباشرة فعلا في تنفيذ مشروع قناة الأمازيغية سواء من ناحية الطاقم الصحفي أو التمويل المادي. أما بالنسبة للمشاريع الأخرى قناة "المعرفة"، "الاقتصادية" "الرياضية"، "الإخبارية" ....فتبقى حبيسة مصطلح مشروع سيرى النور قريبا، حيث يشير المختصون في الإعلام إلى ضرورة إنشاء مقر جديد للتلفزيون بكامل المواصفات العالمية و استوديوهات مجهزة بأحدث تقنيات البث، و حشد طاقم فني وصحفي متخصص واحترافي أولا، ثم ساعتها نستطيع الحديث عن مشاريع قنوات متخصصة في كل شيء. عرض : خير الدين. ب ( الشروق أون لاين)