اعتبر ممثل البوليساريو بالاتحاد الأوربي محمد سيداتي في حوار خص به "صوت الأحرار" على هامش الندوة الدولية ال34 للتضامن مع الشعب الصحراوي بفالنسيا الاسبانية محاولة المغرب توريط الجزائر في النزاع حول الصحراء الغربية أسطوانة لم تعد لها أي صدى في العالم، موضحا أن إلحاق اللائمة بالسلطات الجزائرية يعكس أن الحكومة المغربية ليس لديها أي رغبة في حل عادل ونزيه ، وفي سياق آخر ، أكد سيداتي أنه إذا ما نفذ صبر الشعب الصحراوي وأظهر المنتظم الدولي عجزه وعدم توفر الإرادة السياسية للحكومة المغربية فإن الصحراويين سيبقون أصابعهم على أزندة البنادق في إشارة منه إلى أن خيار الكفاح المسلح لايزال قائما. *ما تقييمكم للندوة الدولية للتضامن مع الشعب الصحراوي ال34؟ -أعتقد أن قيمة الندوة للتضامن مع الشعب الصحراوي تكمن في أنها دورية، أهم شيئا أصبحت تأخذ صبغة دولية بحكم توسع المشاركة بعدما كانت تقتصر على أوربا، الآن توسعت رحابها أصبحت تشمل إفريقيا أمريكا اللاتينية واسيا، النقطة الأخرى هي أنها جاءت في متغيرات ومعطيات خاصة يشهدها العالم وتطورات تعرفها القضية الصحراوية، كان تمثيل من أعلى المستويات و الرئيس التقى على هامشها بحاكم فالنسيا، تأتي في وقت صادقت فيه اللجنة الرابعة الأممية بالإجماع على لائحة تؤكد حق تقرير مصير الشعب الصحراوي، جاءت في ظرف انتخاب رئيس أمريكي جديد، كما أتت هذه الندوة في وضع يتسم أساسا بانسداد أفق استئناف المفاوضات الثنائية التي أرجئت بسبب تعنت المغرب الذي أظهر عدم توفره على إرادة سياسية ونية صادقة يلجأ إلى أساليب هدفها إلهاء المجتمع الدولي، ومحاولة مصادرة حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره والدليل على ذلك انه لم يوافق لحد الآن على تعيين المبعوث الأممي الخاص حول الصحراء الغربية، من حيث المشاركة أكثر من 500 مشارك، ومستوى الشخصيات والأحزاب. * ماذا أضاف اللقاء الذي احتضنته الجمعية الوطنية الفرنسية شهر جوان الفارط للقضية الصحراوية؟ -اللقاء الذي كان في فرنسا كان له دلالات لأول مرة ينظم هذا النوع من اللقاءات وخاصة في مركز القرار الشعبي الفرنسي، أضف إلى هذا تورط الحكومة الفرنسية في القضية الصحراوية وموقفها الذي يتنافى حقيقة والشرعية الدولية يجعل أصواتا من فرنسا تنادي وتقول إنها لا تقبل هذا الموقف الفرنسي الذي يحمل المضاعفات السلبية على السلم والحل العادل والنزيه للصحراء الغربية، إلى جانب بحكم من حضر هذا الاجتماع وهو ما يعطي دفع وزخم لعملية التضامن في أوربا مع الشعب الصحراوي، ويؤكد على أن القضية الصحراوية لا يمكن تناسيها أو تجاوزها. *قام الاتحاد الأوربي بمنح وضع متقدم للمغرب ، ما هي إجراءات الرد على القرار الأوربي من قبل جبهة البوليساريو؟ -معروف أنه إعطاء المغرب وضعا متقدما يبقى قرار مبدئي ولم يدخل حيز التنفيذ، لا يحل محل الاتفاقيات بين الاتحاد الأوربي والمملكة المغربية لكن أساسا ما رأينا أن المغرب لا يستجيب للمقاييس التي وضعها الاتحاد الأوربي كاحترام حقوق الإنسان والديمقراطية فالبتالي إقحام فرنسا أوربا في موضوع، لا يجب أن ننسى أن الاتحاد الأوربي يتحرك لإيجاد حل للملف الصحراوي ويؤكد على احترام حقوق الإنسان، نحن ننبه من محاولة استفادة المملكة المغربية من الموقف الفرنسي الطرف الصحراوي بلغنا الاتحاد الأوربي وحذرنا أساسا من مغبة محاولة المغرب استغلال هذا الموقف لتدعيم أطروحاته الكولونيالية وأعتقد أن الرسالة كانت واضحة سنواصل ومازلنا في ردات فعل. *في ظل هذه التطورات الأخيرة التي يشهدها الملف الصحراوي، كيف ترون مستقبل المفاوضات المباشرة مع المغرب؟ -لا شك انه ما لمسناه أثناء الجمعية العامة للأمم المتحدة وخصوصا النقاشات التي دارت والمصادقة بالإجماع على حق تقرير مصير الشعب الصحراوي والتأكيد على أن القضية الصحراوية هي قضية تصفية الاستعمار، نلاحظ أن تصرفات المغرب محاولة تحريف مسار النزاع ومحاولة تنكر للالتزامات تجاه المنتظم الدولي يجعل انه يطرح تساؤلات هامة وكل يلقي بظلاله على مستقبل المفاوضات الثنائية التي فرضها المجتمع الدولي لكن أدينا رغبتنا التي لا غبار عليها باستئناف المفاوضات والدخول الشوط الخامس من أجل التوصل لحل سياسي، لكن من خلال تصرفات ومحاولات المغرب ورفض غير معلن عن الموافقة على تعيين المبعوث الخاص المقترح من طرف الأمين العام الاممي بان كي مون، كلها إشارات ودلالات جد سلبية على استمرار المفاوضات، يجب أن يعود المغرب لجادة الصواب ويمتثل للقرارات الدولية وأن يترك كل هذه المناورات من أجل إيجاد حل للنزاع الصحراوي. *رغم كل هذه العراقيل وسياسة القمع من طرف القوات المغربية، لماذا لازلتم متمسكين بالحل السلمي؟ -هناك وقف إطلاق النار والأمم المتحدة معترفة بجبهة البوليساريو الممثل الشرعي للشعب الصحراوي، هناك آليات للمنظمة الأممية في عين المكان والشعب الصحراوي دخل في انتفاضة سلمية في الأراضي المحتلة لفرض مطالب مشروعة في حق تقرير مصيره، إذن نحن تجاوبنا مع المنتظم الدولي نحن قدمنا الغالي والنفيس ، ورغم هذا فضلنا أعطينا الأولوية للحل السلمي، إذن ما نفذ صبر الشعب الصحراوي وأظهر المنتظم الدولي عجز تام في حل نزيه عادل وسلمي وإذا لم تتوفر الإرادة السياسية للحكومة المغربية، الشعب الصحراوي يشرع البندقية ويضع يده على الزناد، لازلنا ولا ندخر أي جهد ونفضل خيار الحل، الحرب لم نختارها كخيار استراتيجي، بل كانت مفروضة علينا، وإذا لم يتم تمكين الصحراويين من ممارسة حقوقه فسيقوم باستردادها بكل الوسائل المتاحة لديه. * صعد المغرب خطابه ضد الجزائر ويواصل الزج بها في النزاع الصحراوي، ما تعليقكم؟ * أعتقد أنه حقيقة موضوع الصحراء الغربية ليس فقط هاجس وإنما نتيجته كانت هي أزمة خانقة يتخبط فيها المغرب وتنعكس سلبا على تصورات وآفاق تطوره، قضية الصحراء الغربية والدخول في هذه الحرب كل مقومات، نتيجته أزمة يعيشها المغرب جراء هذه الحرب، وبالتالي للان فشل البحث عن الحل والهروب إلى الأمام وإلحاق اللائمة بالآخر لا يوجد نزاع بين الجزائر والمغرب، المغرب شن حربا على الشعب الصحراوي الذي دافع عن نفسه منذ أزيد من ثلاثين سنة وبالتالي الجزائر على غرار كثير من الدول أيدت حق تقرير مصير الشعب الصحراوي انطلاقا من قيمها ومبادئها ومواقفها التاريخية والمستمدة من المقاومة و الثورة التحريرية التي قادتها ضد الاحتلال لمدة 132 سنة، فالموقف الجزائري يبقى واضحا، المغرب يلجأ إلى هذه الأساليب من باب المراوغة والمغالطة والهروب إلى الأمام لاشك، الجزائر احتضنت اللاجئين من النساء والأطفال المشردين الجزائر قدمت دعما إنسانيا وأيدت حق ثابت ومبدئي يتماشى مع الشرعية الدولية وعليه فمحاولة المغرب بإلقاء اللائمة يعني انه لا رغبه لديه في الحل العادل والنزيه ومن باب التحرش وخلق نوع من المغالطة ومحاولة خلط أوراق الصحراء الغربية ومن ناحية أخرى محاولة لربح الوقت وأعتقد أن هذه الأسطوانة لم يعد لها أي صدى في المجتمع الدولي، اتهامات زائفة وغير مبنية على أسس صحيحة. * لماذا جبهة البوليساريو تعتمد على التضامن الأوربي والإفريقي والأمريكي اللاتيني، وتتخلى عن التضامن العربي؟ * التضامن الإفريقي والأوربي والأمريكي اللاتيني يعني احتضان شعوب هذه القارات للقضية الصحراوية أما فيما يخص العالم العربي فعندما تطلع الشعوب العربية على واقع الصراع فتساند الجانب المظلوم فهذا من الواضح ، ما يحز في النفس توجد دول لها مواقف تتنافى ومبادئ لكن هناك قوي ديمقراطية في البلدان العربية لن تتوان في تأييد حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير. * هل هناك مساعي من طرفكم للتعريف بقضيتكم في العالم العربي؟ * هناك مجهود ربما محدود، وأؤكد أن الشعب الصحراوي له متعاطفين في العالم العربي. * ما هي قراءتكم لعدم توصل المجتمع المدني الاسباني الذي يدعم بقوة الشعب الصحراوي في تقرير مصيره إلى تغيير سياسة اسبانيا الرسمية تجاه النزاع حول الصحراء الغربية؟ * السواد الأعظم من الشعب الاسباني يتعاطف مع الشعب الصحراوي، لكن الأطراف الرسمية الاسبانية تحاول الحد من هذا الدعم للتقليل منه ومحاولة إعطاء أهمية لكن هناك نتيجة رغم غض طرفها على ما تقوم به المملكة المغربية من انتهاكات ضد الصحراويين يخجلون عن الإفصاح في الأوساط الرسمية، العملية لا تقتصر على يوم أو على سنة هي عملية طويلة الأمد لابد من أن يأتي يوما وتراعي فيه اسبانيا الرسمية رأي الشعب الاسباني. * ماذا تنتظرون من انتخاب باراك أوباما رئيسا جديدا للوليات المتحدةالأمريكية يوم 4 نوفمبر الجاري؟ * الشعب الصحراوي على غرار كثير من شعوب العالم ينظر بأمل إلى مجيء رئيس جديد للولايات المتحدةالأمريكية باراك أوباما وأعتقد أنه لاشك أن خلال عهد الإدارة الجديدة ستكون هناك تداعيات وتأثيرات إيجابية على العالم وعلى العلاقات بين أمريكا والدول الأخرى والمنطلق الأساسي هو أن أوباما في برنامجه السياسي وحملته الانتخابية ركز على احترام حقوق الإنسان والديمقراطية وعليه نحن على أمل مشروع تدعيم الحل العادل للقضية والمساهمة فعليا وايجابيا في الصحراء الغربية وتطبيق القرارات الدولية خاصة وأن الولاياتالمتحدةالأمريكية عضو فاعل في مجلس الأمن الدولي بما يخدم حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره، نحن نعلق كثيرا من الآمال عليه.