وصف محمد سيداتي ممثل البوليساريو بالاتحاد الأوربي، أمس، ما جاء في خطاب العاهل المغربي محمد السادس ب"الهذيان"، واعتبر تصريحاته التي أطلقها من الأراضي المحتلة تنذر بمرحلة مظلمة ستعيشها المنطقة لكون كلامه يتناقض مع التوصيات الأممية التي تؤكد حق تقرير مصير الصحراويين، داعيا اسبانيا بصفنها تتحمل المسؤولية التاريخية إلى مراجعة مواقفها السابقة. مبعوثتنا إلى فالنسيا الاسبانية: سهام بلوصيف انتقد سيداتي بشدة في ندوة صحفية نشطها رفقة بيار غالان رئيس التنسيقية الأوربية للتضامن مع الشعب الصحراوي وكرميلو راميز رئيس جمعيات المساندة الاسبانية بفندق"بياتريز"، التصريحات التي أطلقها الملك المغربي محمد السادس خاصة وأنها يضيف جاءت عقب مصادقة اللجنة الرابعة الأممية بالإجماع على حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره وفي وقت يخوض فيه المغرب والبوليساريو مفاوضات يرتقب إجراء الجولة الخامسة في المستقبل القريب. من هذا المنطلق، أشار ممثل البوليساريو إلى أن الموقف المغربي يعكس حالة الجمود في التعاطي مع الملف الصحراوي وسياسة التعنت والهروب إلى الأمام التي تتمسك الحكومة المغربية بانتهاجها، قائلا إن "هذا يعني أن دار لقمان مازالت على حالها"، ولم يتوقف المتحدث عند هذا الحد بل راح لبصف ما جاء في خطاب محمد السادس أول أمس ب" الهذيان"، مطالبا المجتمع الدولي بضرورة التحرك لوضع النقاط على الحروف والضغط على الحكومة المغربية للانصياع للقرارات الدولية. كما اعتبر ممثل البوليساريو بالاتحاد الأوربي أن التصريحات المغربية تدل على أنه لا أفق ولا تقدم ملموس للمفاوضات الثنائية التي دخلها الطرفان في جوان 2007 تلبية للدعوة التي وجهها مجلس الأمن نهاية أفريل من العام نفسه، وذهب ليؤكد أن الموقف المغربي ينذر بمرحلة مظلمة ستعيشها المنطقة مما يعني يقول سيداتي أن هناك خطر يهدد المحادثات بين المغرب والبوليساريو وعملية السلام. ورغم هذا، أضاف سيداتي تمسك القيادة الصحراوية بالتعامل مع المجتمع الدولي من أجل التوصل لحل سلمي لقضية الصحراء الغربية، إلا أنه طالب الحكومة الاسبانية بمراجعة مواقفها السابقة والسياسية التي تبنتها في المنطقة المغاربية باعتبارها تتحمل المسؤولية التاريخية على حد تعبيره، إلى جانب منح المغرب وضع متقدم في الاتحاد الأوربي. ورفض ممثل البوليساريو تقديم مقترح آخر لتسوية النزاع الصحراوي ردا على دعوة الأمريكي دافيد ولش بعدما ذكر أن القيادة الصحراوية اقترحت خطة لإنهاء الصراع حول الصحراء الغربية تراعي فيها أواصر العلاقات مع الشعوب، معتبرا المقترح الصحراوي واضحا، داعيا الأممالمتحدة إلى التمعن فيه خاصة وأن البوليساريو وضعت تقرير المصير أهم محور تماشيا مع القرارات الدولية. وفي تدخله، أكد بييار غالان رئيس التنسيقية الأوربية للتضامن مع الشعب الصحراوي أن انتخاب باراك أوباما رئيسا للولايات المتحدةالأمريكية تمثل بارقة أمل للقضية الصحراوية خاصة وأنه يقول أن الرجل يتبنى سياسة التغيير، داعيا الإدارة الأمريكيةالجديدة لإنهاء الأحادية لإنهاء الصراعات في العالم وتمكين الشعوب من التعايش، مبديا ارتياحه لاتساع رقعة التضامن الدولي مع الصحراويين.ذ فيما عبر غالان عن قلقه من تعامل الاتحاد الأوربي مع المغرب وإسرائيل رغم أنهما دولتان محتلتان وتخرقان القانون الدولي والمادة 2 من مسار برشلونة، مشيرا إلى أن هذه رسالة سيئة للاتحاد من أجل المتوسطأما مرميلو راميز رئيس جمعيات المساندة الاسبانية فقد اعتبر أن الندوة الدولية للتضامن مع الشعب الصحراوي التي شارك فيها أكثر من 500 منذوب يمثلون 25 دولة عبر العالم من أوربا ،آسيا، أمريكا اللاتينة وإفريقيا ، جاءت لتدق ناقوس الخطر في المناطق المحتلة الذي يعرف تدهورا وتصعيدا في عمليات القمع ضد الصحراويين، مشيرا إلى أن الجمعيات الاسبانية ستسعى بكل الطرق للتدخل لدى الحكومة المغربية للكف عن هذه الممارسات ضد حقوق الإنسان. هذا وقد عرفت الندوة الدولية التي افتتحت مساء أمس حضورا قويا للجزائر ترجمه مشاركة لوفد مثل كل فعاليات المجتمع المدني والأحزاب بمختلف أطيافها السياسية.