التزمت أمس "أوبك" باتخاذ أي إجراء ضروري لتحقيق التوازن بين العرض والطلب في سوق النفط خلال اجتماعها المقبل بالجزائر، وقال رئيس المنظمة ووزير الطاقة والمناجم شكيب خليل حول مدى تقيد الأعضاء بقرار التخفيض السابق "وفقا للمؤشرات الأولية للصناعة فان الاتفاق يجري تنفيذه"، من جهتها اعتبرت السعودية على لسان الملك عبد الله بن عبد العزيز أن 75 دولارا هو سعر عادل للبرميل. اجتماع "أوبك" الذي عُقد بعد ظهر أمس في مقر إقامة رئيس المنظمة ووزير الطاقة والمناجم شكيب خليل فيفندق "إنتركونتننتال"، انتهى بالإبقاء على الإنتاج الحالي دون تغيير مع التشديد على رفع مستوى الالتزام بالقرار المتخذ بفيينا والقاضي بخفض الإنتاج بمليون ونصف المليون برميل يوميا، وقال شكيب خليل في هذا السياق، أن المؤشرات الأولية للصناعة تؤكد أن الدول الأعضاء تتقيد بالقرار وتنفذ التزاماتها. ووصف أعضاء "أوبك" الاجتماع الذي عقدوه أمس بالقاهرة على هامش الدورة ال81 لمنظمة البلدان العربية المصدرة للنفط ب "التشاوري والتحضيري" في انتظار اتخاذ "قرار حاسم" سيكون في اجتماع وهرانبالجزائر، وأكد رئيس المنظمة أن بعض منتجي النفط يواجهون صعوبات في إيجاد مشترين لنفطهم الخام بسبب الانخفاض الحاد في الطلب بالدول الغربية مضيفا أنه يريد أن يشهد انخفاضا في مستوى المخزونات النفطية، وذهب المتحدث يقول "في الوقت الحالي لدينا مخزونات تغطي 56 يوما وهو مستوى مرتفع جدا، ومن الأفضل أن تكون 51 يوما" مواصلا "البعض منا لا يمكنه بيع النفط". أما وزير النفط السعودي علي النعيمي، فوصف الاجتماع بالتشاوري والتحضيري وذهب يقول "لا توجد خطط لاتخاذ قرارات بخفض أو زيادة أي شيء، هذا اجتماع للاطلاع على المعلومات وفهم ما يحدث في سوق النفط" موضحا أن الاجتماع تحضيري لقرار حاسم سيُتخذ في اجتماع الجزائر في 17 ديسمبر المقبل، وهي نفس التصريحات التي كان لجأ إليها شكيب خليل خلال الملتقى الدولي الرابع للطاقة الذي عُقد مؤخرا بالجزائر. واعتبر العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز في مقابلة نشرها صحيفة "السياسة" الكويتية أمس أن 75 دولارا هو سعر عادل للبرميل الواحد من النفط، وهو تصريح أراح الدول الأعضاء في الأوبك بما أن السعودية تحفظت مؤخرا عن أي تصريحات بخصوص الإنتاج، وقد ذهب علي النعيمي في نفس التوجه بتأكيده أن السوقبدأ يشهد زيادة سريعة في مخزونات النفط وان هناك قدرا كبيرا من القلق بين صغار منتجي النفط من أن يكون لأسعار النفط تداعيات على الطلب في المستقبل. في السياق ذاته، أكد وزير النفط الكويتي محمد العليم أنه "سيكون هناك قرار فيما يخص الإمدادات في الجزائر" موضحا أن "ما حدث في الأسواق اثر بلا شك في الطلب على النفط وعلى أسعاره" وأن "السوق ليست متوازنة". ويأتي اجتماع القاهرة في الوقت الذي تراجع فيه سعر برميل النفط بنسبة 70% مقارنة بمستواه القياسي المسجل في جويلية الماضي، أكثر من 147 دولارا ليبلغ الأسبوع الماضي أدنى مستوى له خلال أربع سنوات تحت مستوى 50 دولارا و45 دولار للبرميل الواحد من سلة أوبك. وكان وزراء النفط العرب عقدوا صباح أمس الدورة ال81 لمنظمة البلدان العربية المصدرة للنفط "أوابك" خصصت لمناقشة تداعيات الأزمة المالية العالمية على اقتصاديات الدول المنتجة والمستهلكة بعد الاضطراب الذي شهدته أسعار البترول في الفترة الأخيرة، وقد أقر الاجتماع مشروع الميزانية التقديرية للمنظمة لعام 2009 كما تم الإعلان عن أسماء الفائزين بجائزة "أوابك" العلمية لعام 2008 والخاص بموضوع استيراد ثانى أكسيد الكربون وتخزينه والتي فاز بها جميل حربى من الجزائر ووسام قاسم الشالجى من العراق. وأورد وزير النفط الليبي ورئيس الدورة الحالية لمنظمة "أوبك" شكرى غانم أن الأزمة المالية العالمية لها تأثيرات سلبية على قطاع النفط العالمي يتوقع أن تزداد خلال الفترة القادمة وسيكون لها انعكاسات كبيرة على قطاع النفط والغاز العربي والصناعات المتعلقة بها مشيرا إلى أن المنظمة ستتخذ كافة الإجراءات للحد من تأثيراتها السلبية. كما أكد وزير البترول المصرى سامح فهمى الذى سيتولى رئاسة المنظمة في دورتها الجديدة اعتبارا من العام القادم في تصريحات صحفية عقب الاجتماع علي أهمية المباحثات بين الوزراء العرب لتحقيق التنسيق والتكامل في مجال صناعة البترول والغاز.