تعقد اليوم الدول المصدرة للنفط "أوبك" اجتماعا بالقاهرة حيث سيتم فتح النقاش حول الانخفاض المتواصل لأسعار البترول ومدى أثر قرار التخفيض في الإنتاج الذي اتخذ في فيينا، وحسب التصريحات الأخيرة لرئيس المنظمة ووزير الطاقة والمناجم شكيب خليل، فإنه من المستبعد إقرار تخفيض الإنتاج بالقاهرة مرجئا ذلك إلى اجتماع الجزائر، وهو نفس الطرح الذي انتهت إليه في آخر لحظة قطر، إيران، فنزويلا ونيجيريا، بينما أعلنت العراق أنها مع إقرار الخفض، يحدث هذا في وقت سجلت فيه أسعار البترول تراجعا نهار أمس. اجتماع القاهرة الذي كان مخصصا في بداية الأمر إلى الدول العربية المنتجة للنفط فقط، توسع فيما بعد إلى كل أعضاء "أوبك" بسبب التراجع المتواصل الذي شهدته أسعار البترول والذي وصل مؤخرا إلى حد 44 دولار للبرميل، سلك أوبك، في هذا السياق، أكد أمس غلام حسين نوذري وزير النفط الإيراني، أنه من المرجح أن تبحث المنظمة الأوضاع في الأسواق على أن ترجئ أي قرار نهائي بشأن خفض ثالث في الإمدادات الى الاجتماع الذي تعقده الشهر المقبل في الجزائر، وذهب يقول لدى وصوله إلى القاهرة "هذا اجتماع تشاوري، سنعد بعض المعلومات الإضافية وسنتخذ قرارا نهائيا ربما في الجزائر" موضحا أن سعر النفط بين 70 و90 دولارا للبرميل ضروري لحفز الاستثمارات الجديدة في القطاع. أما وزير النفط الفنزويلي رافاييل راميريز، فأكد أنه لن يقترح خفض الإنتاج لكنه سيؤيده إذا اتفق الوزراء على أنه ضروري وقال "في هذا الاجتماع سنجري مشاورات، وسنبحث الوضع في السوق وإذا اتفقت أوبك على خفض الإنتاج سنؤيد ذلك." أما وزيري النفط القطري عبد الله بن حمد العطية، فأكد في رده على سؤال حول ما إذا كان على أوبك أن تنتظر اجتماعها المقبل لأخذ قرار بشأن احتمال خفض الإنتاج بقوله "نعم". وفي الوقت الذي لم تعلق فيه المملكة العربية السعودية وهي أكبر المنتجين على السياسة الإنتاجية، ذهب رئيس المنظمة ووزير الطاقة والمناجم شكيب خليل في آخر تصريحاته إلى استبعاد أن تلجأ "أوبك" إلى اتخاذ أي قرار في اجتماع القاهرة بخصوص إنتاجها مرجئا ذلك إلى اجتماع وهرانبالجزائر شهر ديسمبر، وحسب المتحدث، فإن أثر قرار التخفيض الذي اتخذ مؤخرا لم يتضح جيدا ومنه يقول" يجب أن ننتظر إلى غاية ديسمبر كي تكون لدينا كل المعلومات" موضحا أن اجتماع اليوم سيخصص لفتح النقاش حول الانخفاض المسجل في الأسعار ومنه الخروج بتوصيات على أن تكون كل المعلومات متوفرة في لقاء الجزائر. من جهته، أورد أمس وزير النفط النيجيري اودين اجوموجوبيا أنه من غير المرجح ان تتخذ أوبك أي قرارات مهمة بشان سياستها للإنتاج في اجتماعها اليوم قائلا "هذا مجرد اجتماع تشاوري ولا أعتقد أننا سنتخذ أي قرارات مهمة"، أما وزير النفط العراقي حسين الشهرستاني فأكد أن العراق يريد أن يتفق أعضاء المنظمة على خفض الإنتاج وذهب يقول "نعم نحن نؤيد خفضا الإنتاج.. نؤيد خفضا الآن على ان نراقب التقيد في الجزائر". في هذا السياق، ذكر عبد الله البدري الأمين العام للمنظمة أن السوق تتوفر على "وفرة كبيرة في المعروض" وأن " المنظمة تتطلع إلي تخفيض المخزونات النفطية لدى منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية بحوالي 100 مليون برميل إلى ما يكفي لتغطية نحو 52 يوما من الطلب الآجل لان 55 يوما يعد مستوى مرتفع جدا". يحدث هذا في وقت سجلت فيه أمس أسعار النفط تراجعا جديدا بحيث بلغ سعر برميل "برنت" تسليم جانفي 85ر52 دولار بعد أن ضيع 28 سنتا مقارنة بإقفال مساء يوم الأربعاء. و بدوره تراجع "لايت سويد كرود" بسوق نيماكس نفس التسليم ب 02ر1 دولار ليقدر ب42ر53 دولار. وتميزت أسعار النفط خلال الأسبوع الماضي بعدم الاستقرار حيث ارتفعت بأربعة دولارات يوم الاثنين الماضي وضيعت ثلاث دولار يوم الثلاثاء لتسترجع دولارين يوم الأربعاء وتضيع من جديد اقل من دولار أمس الأول.