قررت أمس منظمة "أوبك" في اجتماعها الاستثنائي المنعقد في فيينا، خفض الإنتاج بما يعادل 5.1 مليون برميل يوميا وذلك بداية من 1 نوفمبر الداخل، ورغم هذا القرار تواصل تراجع سعر النفط بما يقرب خمسة دولارات، في المقابل، لم يستبعد رئيس المنظمة ووزير الطاقة والمناجم شكيب خليل اتخاذ خطوات أخرى إذا اقتضى الأمر قبل الاجتماع المقرر عقده بالجزائر ديسمبر المقبل، علما أن حصة الجزائر في التخفيض تعادل 71 ألف برميل يوميا. أكد شكيب خليل رئيس منظمة الدول المصدرة للنفط ووزير الطاقة والمناجم في أول تصريح له بعد انتهاء اجتماع المنظمة أن هذه الأخيرة قد تتخذ خطوات أخرى إذا اقتضى الأمر قبل الاجتماع التالي المقرر عقده في الجزائر وبالضبط في مدينة وهران شهر ديسمبر المقبل وذهب يقول في هذا السياق "إذا تعين اتخاذ قرار آخر فسيُتخذ ولن ننتظر بالضرورة اجتماع وهران." ورغم الاتفاق الذي انتهى إليه أعضاء "الأوبك" والذي عادل ال5 بالمئة من إنتاج المنظمة إلا أن أسعار النفط ، وحسب ما نقلته وكالات الأنباء العالمية، واصلت تراجعها ظهر أمس بما يقرب خمسة دولارات متأثرة بالتشاؤم بشأن تباطؤ الاقتصاد العالمي الذي يحد من الطلب على الوقود، وقد سجل سعر الخام الأمريكي الخفيف انخفاضا بمقدار 80.4 دولار إلى 04.63 دولار للبرميل بعد أن سجل 85.62 دولار في وقت سابق من أمس الأول وهو أدنى سعر منذ شهر ماي 2007، مع العلم أن سعر الخام انخفض 42 دولارا خلال شهر واحد، في سياق متصل، انخفض سعر مزيج برنت خام القياس الأوروبي 42.4 دولار إلى 50.61 دولار للبرميل. في نفس السياق، أكد شكيب خليل أنه لا يشعر بالقلق لاستمرار أسعار النفط في الانخفاض حتى بعد القرار الذي اتخذته المنظمة معتبرا أنه من السابق لأوانه قياس أثار الخفض ويتعين الانتظار. وتضمن البيان الختامي للاجتماع أن السعودية ستخفض إنتاجها بمقدار 466 ألف برميل يوميا و إيران ب 199 ألف برميل والجزائر ب71 ألف برميل وأنجولا ب99 ألف برميل والاكوادور ب27 ألف برميل والكويت ب132 ألف برميل وليبيا ب89 ألف برميل ونيجيريا ب113 ألف برميل وقطر ب43 ألف برميل والإمارات العربية ب134 ألف برميل وفنزويلا ب129 ألف برميل. وقال وزير النفط السعودي علي النعيمي، إنه يتعين على "الأوبك" الانتظار حتى تظهر أثار القرار الذي اتخذته في سوق النفط قبل أن تدرس أي تخفيضات أخرى مضيفا أن السوق هي التي تحدد سعر النفط وأن المنظمة ليس لديها خطط لتبني نطاق سعري مستهدف، كما لم يستبعد إمكانية عقد اجتماع استثنائي آخر قبل المؤتمر الوزاري المقبل المقرر عقده في شهر ديسمبر بالجزائر، وذهب يقول "أوبك ستفعل كل ما هو ضروري لموازنة أسواق النفط". أما وزير النفط الإيراني حسين غلام نوذري فلم يُحدد سعرا مفضلا للنفط، واعتبر أن أهم الاعتبارات هو تحقيق التوازن بين العرض والطلب، من جهته أكد وزير النفط الكويتي أن أعضاء الأوبك وحتى المستهلكين متفقون على زيادة العرض عن مستوى الطلب في الأسواق. وحسب وزراء من الدول الأعضاء بالمنظمة فإن ضمان الجدوى الاقتصادية للاستثمار في صناعة النفط يتطلب أن يكون سعر البرميل بين 80 و90 دولارا. أما وكالة الطاقة الدولية فرأت أن قرار خفض الإنتاج ب 5.1 مليون برميل يوميا "غير مفيد" ويأتي في سياق تواجه فيه الدول الرئيسية المستهلكة للنفط كسادا حادا، واصفة القرار بأنه "ليس قرارا مفيدا لان الأسواق في غاية التوتر وحجم الخفض كبير جدا." بدوره وصف البيت الأبيض القرار بالمناوئ للسوق وقال توني فراتو المتحدث باسمه "رأيُنا على الدوام هو أن قيمة السلع الأولية بما فيها النفط يجب أن تتحدد في أسواق مفتوحة تتسم بحرية المنافسة وليس من خلال قرارات تتعلق بالإنتاج مثل تلك القرارات المناوئة للسوق."