استؤنفت في بيروت أمس جلسات الحوار الوطني اللبناني التي يتركز النقاش خلالها على الإستراتيجية الدفاعية للبنان، ويطرح في جلسة الأمس رئيس الهيئة التنفيذية للقوات اللبنانية سمير جعجع خطته المقترحة لهذه الإستراتيجية. وقالت مصادر إعلامية في بيروت إن جعجع سيطرح في خطته النموذج السويسري بما يتفق مع الحالة اللبنانية والتي قد يركز فيها على مسألة بقاء السلاح الشرعي دون غيره في الساحة اللبنانية، كما ويطرح النائب بطرس حرب تصوراته عن إستراتيجية الدفاع والتي لا يتوقع أن تكون بعيدة عن تصور القوات اللبنانية ومنسجمة مع أطروحات قوى الرابع عشر من مارس. وأضافت المصادر أن جلسة الحوار ستبحث مواضيع مستجدة ولكن متعلقة بإستراتيجية الدفاع مثل الخروق الإسرائيلية المستمرة للأجواء والأراضي اللبنانية وكذلك المساعدات الروسية العسكرية الأخيرة إلى لبنان والتي ترتبط بشكل أو بآخر بحالة الدفاع اللبناني. وتتزامن جلسة الأمس -وهي الثالثة من نوعها منذ انتخاب الرئيس ميشيل سليمان- مع العرض الروسي لمنح لبنان طائرات مقاتلة من طراز ميغ تسعة وعشرين وبعد يومين من خطف إسرائيل مواطنَين لبنانيَين على الحدود الجنوبية. وأعرب النائب سليم عون عن أسفه وعدم تفاؤله حيال النقاشات المتوقعة. وأكد عضو كتلة الإصلاح والتغيير المعارضة أن الاختلافات بين الفرقاء اللبنانيين ما زالت كبيرة. وقال إن قوى الأكثرية لا ترغب بحل مسألة إستراتيجية الدفاع الوطني "باعتبارها ورقة لعب في بازار السياسات المحلية واستخدامها لجمع الأصوات الانتخابية، ونقلت صحيفة السفير عن الزعيم الدرزي وعضو الأغلبية البرلمانية وليد جنبلاط قوله إن "المناقشات حول إستراتيجية الدفاع الوطني ستستغرق وقتا طويلا وأن الوصول إلى اتفاق حول ذلك سيتم تأجيله". وكانت الجلسة الثانية قد انعقدت في الرابع من نوفمبر الماضي وشهدت فترة الخمسين يوما الفاصلة بين الجلستين الأولى والثانية لمؤتمر الحوار مزيدا من المصالحات بين عدد من الزعماء السياسيين أبرزها اللقاء بين النائب سعد الحريري رئيس تيار المستقبل وحسن نصر الله الأمين العام لحزب الله الذي أثمر تخفيفا بارزا في التوترات والتشنجات التي كانت سائدة في بيروت. كذلك شهدت الفترة الفاصلة بين جلستي مؤتمر الحوار تطورين أمنيين مهمين تمثلا بالقبض على عناصر في شبكة تابعة لتنظيم "إرهابي" استهدف عسكريين من الجيش في الشمال، وبالقبض على شخصين يعملان لمصلحة الاستخبارات الإسرائيلية.