أكدت توصيات الملتقى السابع "بسكرة عبر التاريخ" على إدراج تاريخ دولة بني مزني في المنظومة التربوية وطلاق أسماء أعلام وأقطاب هذه الدولة على مؤسسات تربوية وعلمية تخليدا لذكراهم لأنه جزء من الذاكرة الجماعية للجزائر كما طالبت بترسيم الملتقى كملتقى دولي، من جهة أخرى ناشدت بوتفليقة بتقديم تكريم خاص للمؤرخ الجزائري الدكتور محمد العربي الزبيري بطبع أعماله في طبعة فاخرة، احتراما وتقديرا للعلم وأهله. اختتمت أول أمس الخميس أشغال الملتقى السابع "بسكرة عبر التاريخ" الذي تنظمه "جمعية الخلدونية للأبحاث والدراسات التاريخية" حول موضوع "دولة بني مزني ببسكرة تاريخ وحضارة" برعاية وزارة الثقافة ووالي ولاية بسكرة، بعد ثلاثة أيام من النقاش العلمي والتاريخي البناء خرج من خلالها المحاضرون بمجموعة من التوصيات ترفع للجهات المعنية للنظر في إمكانية تطبيقها على أرض الواقع، حيث دعا المشاركون المنظومة التربوية إلى التفاتة حضارية للتذكير في كتب التاريخ والآداب وترسيم أخبار وآثار دولة "بني مزني" التي نشرت العلم والسلم بين القبائل في منطقة "الزاب" ومجالها الجغرافي. كما حملت التوصيات اقتراح إطلاق أسماء أعلام وأقطاب هذه الدولة على مؤسسات تربوية وعلمية تخليدا لذكراهم، لأنه كما جاء في التوصيات جزء لا يتجزأ من الذاكرة الجماعية للجزائر ومن أشهر هؤلاء الرجال العلامة الفقيه المؤرخ "أبو زيان ناصر بن أحمد بن مزني" صاحب كتاب "معجم الرواة"، من جانب آخر دعت التوصيات إلى إصدار طابع بريدي يخلد هذه الدولة، كما رفعت الجمعية عبر توصياتها نداءا إلى رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة بتكريم خاص للمؤرخ الجزائري الدكتور محمد العربي الزبيري وهذا بطبع أعماله في طبعة فاخرة موصدة احتراما وتقديرا واعترافا للعلم وأهله، بالإضافة إلى المطالبة بطبع أعمال الملتقى الوطني السابع وتوزيعها على المؤسسات الثقافية والجامعية. في الأخير دعا المشاركون إلى ترسيم فعاليات ملتقيات "بسكرة عبر التاريخ" إلى مستوى الملتقى الدولي وتوفير الشروط المادية وتسهيل مهمة القائمين على "الجمعية الخلدونية"، هذا خدمة لأبناء وطنهم ونشر المعرفة التاريخية التي تساهم في الوعي والتنوير ورفع مستوى المجتمع خدمة للجزائر وأبناءها الأوفياء لخط الشهداء والمخلصين من المجاهدين. ارتأت جمعية الخلدونية كعادتها أن يكون حفل الختام مزج بين التكريم لمن كانوا أهلا له من أهل العلم والأدباء والشعراء وكل من ساهم من بعيد أو قريب في خدمة الملتقى، كان أول المكرمين الذي بدأ الملتقى بتكريمه واختتم كذلك، المؤرخ والسياسي والكاتب ابن "بسكرة" البار "محمد العربي الزبيري"، حيث أهدته الجمعية مدعومة من والي ولاية بسكرة "برنوسا" جميلا، تقديرا وعرفانا له لما قدمه للمنطقة وتاريخها وأثرى به تاريخ الجزائر من كتب وآراء ومقالات، كما كرمت الجمعية الذين وقفوا إلى جانبها في دعم الملتقى سواء من الجانب المادي أو المعرفي، بداية بالأساتذة المحاضرين، إلى المؤسسات التي قدمت خدماتها ودللت الصعاب أمامها والأفراد الذين ساهموا بدورهم في إنجاح الطبعة السابعة للملتقى. وتأكيدا لها لدعم ليس فقط البحث العلمي والتاريخي فضلت "الجمعية الخلدونية" أن يكون مسك الختام أمسية شعرية، شارك فيها مجموعة من شعراء الولاية وكانت بالفعل جلسة شعرية غنية، صفق لقصائدها الحضور، خاصة و أن جلها تمحور حول الموضوع الشعري العربي الذي هز الساحة الإبداعية العربية وانتقلت عدواه غالى شعراء "بسكرة" وهو الصحفي منتظر الزيدي وحادثة الحذاء والرئيس الأمريكي بوش، حيث أجمعت القوافي على مدحه وتمجيده بداية من أبيات الشاعر سليم كيران الذي يقول "غدا سيعلم كل غاز أنه...بالنعل ترفع عزة الأوطان"، تلتها قصيدة في تمجيد "بسكرة" ودولة "بني مزني"، كما قرأ في نفس الموضوع طارق ثابث صاحب الجائزة الثانية للشعر العالمي بالإسكندرية، منها هذين البيتين "اخلع نعليك ولملمها...واقذف بيمينك محتلا....بصنيعك كفكفت دموعا...وشفيت مريضا معتلا". أما الشاعر ميلود خزار فقد ألهب القاعة بقصيدة حذاء قال في إحدى أبياتها "حين رأيت حذاءك طائرا ...فهمت لماذا يريد حكامنا... أن نبقى دائما حفاة" وحذا حذوه الشاعر رحمون لخضر ورابح حمدي.