قالت إسرائيل أمس إن الظروف غير مواتية لوقف إطلاق النار في قطاع غزة وصعدت من استعداداتها لغزو محتمل للقطاع بعد أن وصلت الصواريخ الفلسطينية إلى منطقة سكنية رئيسية، وكشف إيهود أولمرت رئيس الوزراء الإسرائيلي عقب اجتماع لمجلس الوزراء المصغر المعني بشؤون الأمن أن الظروف غير مواتية الآن لوقف إطلاق النار في غزة لكنه لم يستبعد التوصل إلى هدنة في المستقبل. ونقل مساعد أولمرت عنه قوله "إذا نضجت المواقف أعتقد أنه يمكن أن يكون هناك حل دبلوماسي يضمن حقيقة أمنية أفضل في الجنوب حينها سندرس الأمر، لكن في الوقت الراهن لا يوجد هذا"، وفي وقت سابق رفضت إسرائيل اقتراحا فرنسيا بتطبيق هدنة مع حركة المقاومة الإسلامية "حماس" مدتها 48 ساعة لتمرير المساعدات الإنسانية لقطاع غزة ووصفته بأنه اقتراح غير واقعي. ويرى دبلوماسيون أن الصراع في غزة وهو الأشرس منذ أربعة عقود يقترب فيما يبدو من نقطة الذروة في اليوم الخامس من الغارات الجوية الإسرائيلية التي قتلت أكثر من 400 فلسطيني والهجمات الصاروخية الفلسطينية التي قتلت أربعة إسرائيليين. وصعدت قوى خارجية من دعواتها لإسرائيل وحماس لوقف الأعمال القتالية لكن الغضب الشعبي من اتساع مدى الصواريخ التي تطلق من غزة بعد وصولها إلى بئر السبع التي تقع على بعد نحو 40 كيلومترا داخل إسرائيل وهي أبعد نقطة وصلت إليها حتى الآن الهجمات الصاروخية الفلسطينية قد يدفع الحكومة الإسرائيلية إلى تصعيد عملياتها. واجتمع أمس مجلس الوزراء الإسرائيلي المصغر المعني بشؤون الأمن لمناقشة الخيارات العسكرية والدبلوماسية المتاحة بما في ذلك اقتراح الهدنة الفرنسية لمدة 48 ساعة للسماح بدخول المساعدات لسكان غزة وعددهم 5.1 مليون نسمة، وعلى طول الحدود المحصنة بين إسرائيل وغزة واصلت أطقم الدبابات الإسرائيلية استعداداتها للمعركة بينما أخذ النشطون التابعون للمقاومة المختبئون على بعد مئات الأمتار فقط يزرعون الألغام الأرضية والشراك تحسبا لاندلاع حرب برية. وداخل غزة غامر عدد كبير من السكان ولأول مرة بالخروج من منازلهم لتخزين الإمدادات مستغلين تراجعا نسبيا للغارات الإسرائيلية، وقد بدت غزة يوم أمس أكثر هدوء ولم تتعرض سوى لضربتين جويتين إسرائيليتين في تباين واضح مع الأيام الأربعة السابقة التي تعرض فيها القطاع الذي تسيطر عليه حماس لقصف جوي إسرائيلي مكثف. وقال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي إن الطائرات الإسرائيلية نفذت غارتين إحداهما على أنفاق على حدود غزة ومصر والثانية على مكاتب حكومية في مدينة غزة، وذكر مسؤولون طبيون فلسطينيون أن مسعفا قتل، لكن مسؤولين إسرائيليين أوضحوا أنهم لن يعطوا حماس فترة راحة لالتقاط الأنفاس، وقال مئير شتريت عضو مجلس الوزراء الإسرائيلي المصغر "لا نية لوقف النشاط العسكري" وأوضح ان العملية البرية مازالت مطروحة "على الطاولة". وأكد مسؤولون إسرائيليون إن إسرائيل لم ترفض الاقتراح الفرنسي قطعيا وإنها مستعدة لقبول تعديلات وبدائل تطرحها أطراف دولية أخرى، لكن وزارة الخارجية الإسرائيلية وصفت الاقتراح الفرنسي بصيغته الحالية بأنه غير واقعي، وقال أمس ييجال بالمر المتحدث باسم الخارجية الإسرائيلية "هذا الاقتراح (الفرنسي) لا يشمل أي ضمانات من أي نوع بأن حماس ستوقف إطلاق الصواريخ والتهريب". وأضاف بيجال "من غير الواقعي توقع أن توقف إسرائيل إطلاق النار من جانب واحد دون وجود آلية لتطبيق وقف الإطلاق والإرهاب من جانب حماس"، وقال مارك ريجيف المتحدث باسم أولمرت "إسرائيل تريد هدوءا حقيقيا مستداما في الجنوب، نريد أن نحرر سكاننا المدنيين من الذعر اليومي من صواريخ حماس القادمة، حل الإسعافات الأولية وهو غير مستدام وغير حقيقي سيعيدنا إلى ما نحن فيه اليوم بعد شهر أو شهرين.. يجب أن نكافح من أجل حل حقيقي".