قال مقاومون فلسطينيون إن قوات الاحتلال الإسرائيلي لا تعلن الحجم الحقيقي لخسائرها في المواجهات مع فصائل المقاومة خاصة في مناطق شرق مناطق الزيتون والتفاح وجباليا وبيت حانون وشمال بلدة بيت لاهيا في شمال قطاع غزة، مبررين ذلك بمحاولة العدو التغطية عن الضربات القوية التي تلقتها من سرايا المقاومة. وكشف هؤلاء أن الأعداد الحقيقية للقتلى في صفوف الاحتلال الإسرائيلي أكبر بكثير من المعلنة، مشيرين إلى أن قوات الاحتلال لا تعترف بالإصابات والقتلى خشية على الوضع الداخلي في إسرائيل، واعترفت تل أبيب خلال اليومين الماضيين ومنذ بدء الهجوم البري على مناطق متفرقة من قطاع غزة بمقتل جندي وإصابة نحو 40 آخرين. لكن المقاومة شككت مرارا في هذه الأرقام، وقد دلّل مقاوم من سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي على صدق ما تقوله المقاومة بقوله إن اشتباكا مع قوات راجلة تم في أقصى شمال بلدة بيت لاهيا لحظة بدء التوغل البري أدى لمقتل خمسة جنود إسرائيليين واعترفت إسرائيل حينها بإصابة ثلاثة فقط. وأكد أبو الساجد إن عناصر من السرايا وكتائب القسام الذراع العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" كانوا يرصدون بدء التوغل وفي حينها لم يكن جنود الاحتلال متأهبين فأمطرتهم المقاومة بالرصاص مباشرة، مضيفا: "شاهدنا أمامنا خمسة قتلى وعددا من الجرحى على أقل تقدير"، كما أوضح أن إسرائيل لا تريد إعلان خسائرها لكي لا ترفع معنويات المقاومة ولتزيد من التحريض على المقاومين بين المواطنين في غزة. من جهته، قال أبو مجاهد المقاوم من ألوية الناصر صلاح الدين الجناح العسكري للجان المقاومة الشعبية، إن عناصر المقاومة تصدت ببسالة لقوات إسرائيلية راجلة شرق حي الزيتون جنوب مدينة غزة، وأضاف أنه مع بدء التوغل فجّرت المقاومة عشرات العبوات الناسفة المزروعة في الأرض في قوات الاحتلال و"سمعنا صرخات جنود الاحتلال ورأينا الإسعافات الإسرائيلية تهرع للمكان المستهدف، لكن الاحتلال لم يعلن عن جرحى وقتلى في هذه العمليات". وفي موضوع آخر، أفشلت المقاومة في غزة مع بداية الهجوم البري على أطراف القطاع مخطط استدراج عناصرها من قبل قوات الاحتلال، حيث أفادت مصادر في المقاومة أن المقاومين تنبهوا مع بداية الهجوم البري إلى أن إسرائيل تريد استدراجهم لأماكن وساحات مواجهة مفتوحة لتنال منهم عبر الطيران، وهو ما فشلت به. من جانبه، قال عامر خليل الخبير في الشؤون الإسرائيلية إن جزءا كبيرا من المعركة الحالية معنوي، مشيرا إلى أن إسرائيل لا تعلن عن خسائرها لأن ذلك سيؤدي إلى ضغوط داخلية على الحكومة الإسرائيلية وعلى جيش الاحتلال، وأوضح خليل أن الاحتلال الإسرائيلي جند كل وسائل إعلامه وصحفييه في هذه المعركة مع قطاع غزة ليقولوا إن الجبهة الداخلية صامدة ومستقرة وتعطي للجيش الوقت المطلوب لتحقيق أهدافه في غزة.