يشكو الطلبة المتربصين بمراكز التكوين المهني بقسنطينة من غياب التكفل التام بعد تخرجهم والمصير المجهول الذي ينتظرهم، كون الشهادات المتحصل عليها غير معترف بها لدى الوظيف العمومي، كما هو الشأن بالنسبة للمتحصلين على شهادة تقني سامي تخصص كاتبة طبية، بالإضافة إلى هذا فإن جل المراكز تشكو من نقص التأطير وغياب وسائل الحماية . يعتبر قطاع التكوين المهني من القطاعات التي تخدم الشباب وتفتح له المجال لإعادة الثقة في نفسه واقتحام عالم الشغل والاندماج وسط المجتمع، بعد تسليم له شهادة تثبت جدارته بأنه أهل للثقة والبناء، فبالمقابل إذا ما نظرنا إلى جهود الدولة في دعم هذه الهياكل بكل ما يلزمها من تخصصات وأجهزة ومؤطرين عبر كل ولاية، فهي مايزال يشوبها النقص • فمعظم هذه المراكز أو المؤسسات تفتقر إلى فروع خاصة للتصوير والكاميرا وأخرى للإعلام بأنواعه، بعضها لا تتوفر على مطاعم، وأخرى تبحث لها عن مؤطرين أو مختصين في النشاطات الرياضية، وهذا حسب المؤطرين أن الوزارة الوصية لم تدرج لهذه النشاطات ميزانية خاصة، كون هذه الأخيرة حديثة النشأة أدرجتها وزارة التكوين المهني والتمهين في برنامجها التكويني، الأمر الذي أدى إلى تكليف المندوبين والمراقبين العامين إلى الإشراف على هذه النشاطات لتغطية العجز، وحسب المؤطرين فإنه بات من الضروري على الوزارة الوصية أن تخصص ميزانية خاصة للنشاطات الثقافية والرياضية، ودعم المراكز بمؤطرين جدد كل واختصاصه• شهادات غير معترف بها من قبل الوظيف العمومي أما بالنسبة للمتربصين فمشاكلهم تنحصر في نقاط عديدة بالغة الأهمية تتعلق أساسا بقدم البرامج وعدم تكيّفها مع التطور السريع وغياب المؤطرين والمكونين المختصين، دون أن ننسى الجانب الوقائي للطلبة المتربصين وحمايتهم من المخاطر والحوادث التمهينية، الأخرى، فجل مؤسسات التكوين تفتقر إلى وحدات للتمريض، مثلما هو الشأن في المؤسسات التربوية الأخرى، ونشير في هذا الصدد على وجود اتفاقية بين وزارتي الصحة والتكوين المهني بدعم هذه المؤسسات بطبيب وتقني في الصحة• ما يثير تخوف الطلبة المتربصين هو غياب التكفل التام بعد تخرجهم والمصير المجهول الذي ينتظرهم، كون الشهادات التي يتحصلون عليها غير معترف بها لدى الوظيف العمومي، وهي المشاكل التي تصادف المتخرجين من مراكز التكوين المهني، و يمكن أن تقدم نموذجا على ذلك بالنسبة للمتحصلين على شهادة تقني سامي تخصص كاتبة طبية دفعة 2000 / 2003 ويقارب عددهم ال 100 متربص ومتربصة تلقوا تكوينا خاصا في الشبه طبي باللغة الأجنبية لمدة ثلاث سنوات، بمعهد الخروب وسيدي مبروك، وأجروا تربصات في مختلف المصالح الاستشفائية لمدة 06 أشهر، وقدموا مذكرة التخرج وهو نفس النظام ونفس البرنامج الذي تابعه طلبة مدرسة الشبه الطبي بالولاية، الأسباب تعود إلى غياب اتفاقية تبرمها المديرية التي تشرف على تكوين هذه الشريحة والمؤسسات العمومية بعد التخرج أو إدماجهم مهنيا، سيما وهذه الشهادة تعادل شهادة الجامعي، خاصة وا لمتخرجين أثبتوا كفاءتهم، وهو السؤال الذي يطرحه المتخرجون بأن إدماج تعبير "مهني" إلى الوزارة الوصية يعني أن الشاب المتخرج أصبح "مهنيا" أي "بروفيسيونال" و يمكن الاعتماد عليه• أما المؤطرين فمشاكلهم تتمثل في الحجم الساعي لتدريس بحيث يعمل الأساتذة مدة 36 ساعة في اليوم، نقص الأجور وغياب الحماية من الحوادث ، وكذلك النقص الكبير في المؤطرين، الأمر الذي أدى بكل أستاذ أن يشرف على عدة فروع رغم اختلاف تخصصه وهم يتساءلون اليوم ما جدوى التكوين وما الفائدة من هدر الأموال التي تصرفها الدولة على هذه المراكز و تخصص لها وزارة وتضع لها سياسة وبرامج وتقيم لها المحاضرات والندوات، وقد أجمعوا على أنه آن الأوان لتأسيس جمعية لقدماء المتربصين أو نقابة خاصة بالأساتذة المكونين تهتم بمشاكلهم وتدافع عن حقوقهم