توقّع الشيخ الصباح الخالد الصباح، وزير الإعلام الكويتي، أن تعرف القمة الاقتصادية والتنموية والاجتماعية رغم الخلافات السياسية، نجاحا كبيرا في تحقيق الأهداف المنتظرة منها على الصعيد الاقتصادي واصفا إياها ب "القمة غير المسبوقة"، فيما أكد أن كل الخلافات العربية والأفكار المتعلقة بما يجري في قطاع غزة سيتم الحسم فيها بين القادة خلال النقاش الذي يخصص لهذا الملف. حرص وزير الإعلام الكويتي الذي كان يتحدث في الندوة الصحفية التي عقدها أمس بالمركز الإعلامي للقمة الاقتصادية، على التقليل من المبالغة في الحديث عن وجود خلافات عربية حادة وإمكانية تأثيرها المباشر على هذا الموعد الاقتصادي، حيث أفاد أن القادة العرب سيناقشون هذا الأمر "والمهم هو الخروج بموقف عربي واضح وصلب بشأن القضية الفلسطينية.."، وأبرز أنه "ليس لدينا خيار سوى تجميع الجهود لما يصب في مصلحة شعبنا في فلسطين"، مؤكدا أن ملف العدوان على غزة سيعرض للنقاش بعيدا عن التراكمات الأخيرة. وبخصوص عدم دعوة الفصائل الفلسطينية لحضور القمة إلى جانب الرئيس محمود عباس المنتهية عهدته، أوضح الصباح أن الكويت تعاملت مع الأمر وفق ما تقتضيه نصوص الجامعة العربية، أي أن لكل دولة ما يمثلها، ودافع عن موقفه من خلال إشارته إلى أن هذا التقليد ليس جديدا ما دامت كل القمم تعاملت مع الموضوع على هذا الأساس. وإذا كان الشيخ الصباح الخالد الصباح أحمد الصباح قد تحدّث بكثير من التفصيل عن ضرورة توحيد المواقف العربية في الظرف الراهن، فإنه في المقابل لم يغفل أهمية إعطاء القضية بعدها الدولي، حيث لفت إلى أن التركيز على المسؤولية الدولية مهم أيضا للضغط على إسرائيل وإلزامها بتطبيق القرارات الدولية. وقال المتحدث إن أمام العرب فرصة إضافية أخرى لبحث المشاكل السياسية بمختلف أبعادها، وذكر هنا موعد انعقاد الدورة العادية للقمة العربية مارس المقبل بقطر، مضيفا أن التجارب المريرة التي مرّ بها العالم العربي تقتضي التفكير في آليات ناجعة لتجاوز الوضع الراهن، ولذلك اعتبر قمة الكويت فرصة للانطلاق. وإلى جانب تأكيده أن القمة ستخصص محورا للتضامن مع غزة، أوضح الوزير الكويتي أن من بين الأهداف التي يجري السعي إلى تحقيقها "التنسيق العربي للتعامل مع تأثيرات الأزمة المالية العالمية"، لافتا إلى أن قرار من هذا القبيل سيكون كافيا على الأقل ل "التقليل من أضرارها على الوطن العربي الذي يمتلك من الإمكانات البشرية والمالية والمادية". إلى ذلك قال الصباح في رده على أسئلة الصحفيين، إن القمة الاقتصادية والتنموية والاجتماعية العربية تعتبر بمثابة "قمة غير مسبوقة"، وتوقع أن يكون نجاحها كبيرا بالنظر إلى الإمكانيات التي وضعتها دولة الكويت منذ عام لضمان تحقيق هذا الموعد الاقتصادي أهدافه، مشيرا إلى أن من بين الأهداف التي يتطلع العرب إلى تجسيدها إشراك القطاع الخاص في العملية التنموية إلى جانب المجتمع المدني، كما اعتبر موعد اليوم استهدافا للإنسان العربي لتحسين مستوى معيشته لما يخدم آماله. وبرأي وزير الشيخ الصباح فإن قمة الكويت ستضع الآليات الكفيلة بمتابعة مدى تطبيق النتائج التي سيخرج بها القادة العرب بشأن التعاون الاقتصادي بمختلف أبعاده، مؤكدا أن الحضور العربي القوي لأشغال القمة الاقتصادية لا يمكن سوى أن يخرج بتوصيات تكون في مستوى أول حدث اقتصادي عربي من هذا النوع.