عرض الوزير المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية والإفريقية عبد القادر مساهل بأديس ابابا، مواقف الجزائر بشأن عدد من المسائل والملفات المتعلقة بالقارة السمراء، خاصة ما تعلق منها بالشراكة بين إفريقيا والمناطق الأخرى من العالم، كما أشاد من جهته رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي، بمساهمة الجزائر في الجهود الرامية إلى تحقيق الأمن، في إشارة إلى مبادرتها الخاصة بالوحدات العسكرية الصومالية. جدد الوزير المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية والإفريقية عبد القادر مساهل، خلال جلسة للمجلس التنفيذي للاتحاد الإفريقي بأديس أبابا، مواقف الجزائر بشأن عدد من المسائل والملفات المتعلقة بالقارة الإفريقية، حيث أشار إلى عرض الجزائر الخاص بالصومال، والمتمثل في ضمان نقل فرق من الاتحاد الإفريقي إلى هذا البلد، والذي اعتبره "مساهمة للجزائر" في الدعم اللوجيستي لبعثة الاتحاد الإفريقي في الصومال طبقا لاتفاق جيبوتي وردا على نداء رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي، مضيفا بأن الجزائر قد التزمت بوضع ألبسة عسكرية تحت تصرف فوجين من الجيش الصومالي عقب النداء الذي وجهه رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي. وإلى جانب قضية الصومال، تطرق مساهل الذي يترأس الوفد الجزائري بالمجلس، إلى ثلاثة محاور أخرى، خلال تدخله عقب التقرير الذي قدمه رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي جون بينغ حول نشاطات المفوضية خلال الستة أشهر الأخيرة، ويتعلق الأمر بالوضع في السودان وموريتانيا وكذا مسألة الشراكة بين إفريقيا والمناطق الأخرى من العالم، حيث أشار فيما يتعلق بهذه النقطة إلى الشراكة القائمة بين إفريقيا مع عدد من مناطق العالم مؤكدا على أهمية أن تركز هذه الشراكات على انشغالات ومصالح القارة الإفريقية، كما ذلك دعا إلى إعادة تحديد هذه الشراكات بناء على أولويات القارة كما تنص عليه مبادرة النيباد وبرامج افريقية أخرى، ملحا على ضرورة مباشرة مسار "يعمل على تقييم هذه الشراكات يتم بموجه تحديد الشراكات التي تخدم مصالح إفريقيا". وعن الوضع في السودان وبالتحديد في إقليم دارفور، شدد مساهل على ضرورة تمكين السودان من إجراء مسار السلام ومباشرته في أحسن الظروف، حتى لا يعرقل إصدار مذكرة توقيف ضد الرئيس السوداني عمر البشير، كما ذكر في هذا الصدد بموقف البلدان الإفريقية الذي يدعو مجلس الأمن إلى تعليق الإجراء الذي أصدره المدعى العام لمحكمة الجنايات الدولية في حق الرئيس السوداني، معربا عن تشجيعه للمفاوضات التي تجمع الأطراف السودانية، في إشارة إلى النتائج التي تخرجت بها قمة الدوحة حول الوساطة العربية الإفريقية حول دارفور والتي وصف مشاركة الجزائر فيها ب"الحيوية"، ودعم الجزائر لمبادرة عقد لقاء آخر بالعاصمة القطرية بمشاركة جميع الأطراف السودانية المتنازعة. من جهة أخرى، أشار مساهل إلى القرار القاضي بتنظيم انتخابات بتاريخ ال6 من شهر جوان المقبل بموريتانيا، والتي أكد ضرورة أن تكون مفتوحة لكامل الشعب الموريتاني من دون أي تمييز، مضيفا أن التغيرات غير الدستورية التي طرأت في هذا البلد تبقى "غير مقبولة"، كما دعا المسؤول الجزائري المفوضية الإفريقية إلى التدخل والمساهمة في سير هذه الانتخابات بكل شفافية، وذلك ما دعت إليه عدة دول افريقية كالسنغال وليبيا وغامبيا، فيما أكد رئيس المجلس التنفيذي للمفوضية الإفريقية في تدخله أن هذه الانتخابات ستعود بالفائدة على موريتانيا، وأنه من شأنها أن تسمح لهذه الدولة الإفريقية باستعادة مكانتها داخل الاتحاد الإفريقي بمناسبة اجتماع مدغشقر شهر جويلية القادم. وكان الوزير المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية والإفريقية عبيد القادر مساهل، قد أجرى على هامش أشغال الدورة العادية ال14 للمجلس التنفيذي للاتحاد الإفريقي، محادثات بأديس أبابا جمعته برئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي جان بينغ، طرق من خلالها إلى التعاون بين الجزائر والاتحاد الإفريقي خاصة فيما يتعلق بالمسائل المتعلقة بمساهمة الجزائر في مسار السلم والأمن في إفريقيا، وكان الوفد الجزائري قد أشار إلى أن رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي قد أعرب عن ارتياحه لوسائل النقل التي خصصتها الجزائر لاحتياجات قوة الاتحاد الإفريقي لحفظ السلام في الصومال، إضافة إلى العتاد الذي قدمته لبعض الوحدات العسكرية الصومالية في إطار مساهمتها في الجهود الرامية إلى تحقيق الأمن.