عيّن رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة، الوزيرالأول أحمد اويحيى لتمثيله في القمة ال20 للجنة رؤساء الدول والحكومات المكلفة بتطبيق مبادرة الشراكة الجديدة لتنمية إفريقيا (نيباد) والمنتدى ال10 للآلية الإفريقية للتقييم من قبل النظراء، المقرر عقدها اليوم، بأديس أبابا. وتتمحور أشغال القمة ال20 للجنة تنفيذ النيباد حول مسألة إدماج هذه المبادرة ضمن هياكل ومسارات الاتحاد الإفريقي وحول الحوار بين إفريقيا ومجموعة الثماني للبلدان الأكثر تصنيعا. ومن جهته، سيعكف المنتدى ال10 للآلية الإفريقية للتقييم من قبل النظراء على دراسة التقارير حول تطبيق برامج العمل الوطنية لست بلدان من بينها الجزائرالتي ستقدم بالمناسب تقريرا عن الإنجازات الحققة في مجال تطبيق برنامج عملها 2007 - 2009 حول الحكم الراشد. وكان الوزير المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية والإفريقية السيد عبد القادرمساهل، قد جدد أول أمس بأديس أبابا خلال جلسة للمجلس التنفيذي للاتحاد الإفريقي، مواقف الجزائر بشأن عدد من المسائل والملفات المتعلقة بالقارة الإفريقية. وتطرق السيد مساهل الذي يقود الوفد الجزائري الى أربعة محاور خلال تدخله عقب التقرير الذي قدمه رئيس مفوضية الاتحاد السيد جون بينغ حول نشاطات المفوضية خلال الستة أشهر الأخيرة، ويتعلق الأمر بالوضع في الصومال والسودان وموريتانيا وكذا مسألة الشراكة بين إفريقيا والمناطق الأخرى من العالم. وبخصوص الصومال، جدد الوزير »عرض الجزائر المتمثل في ضمان نقل فرق من الاتحاد الإفريقي الى هذا البلد، مشيرا إلى أن هذا العمل يعد مساهمة للجزائر في الدعم اللوجيستي لبعثة الاتحاد الإفريقي في الصومال، طبقا لاتفاق جيبوتي واستجابة لنداء رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي. وبشأن الوضع في السودان ولاسيما في منطقة دارفور ألح السيد مساهل على »ضرورة« تمكين السودان من إجراء مسار السلام ومباشرته في أحسن الظروف التي من شأنها سد الطريق أمام اصدارمذكرة توقيف ضد الرئيس السوداني عمر البشير (في حدود منتصف شهر فيفري). وفي هذا الصدد، ذكر السيد مساهل بموقف البلدان الإفريقية الذي يدعو مجلس الأمن الى "تعليق" الاجراء الذي اصدره المدعي العام لمحكمة الجنايات الدولية في حق الرئيس السوداني عمر البشير. من جهة أخرى، أبى السيد مساهل الا أن يشجع المفاوضات التي تجمع الأطراف السودانية، مذكرا، بالنتائج التي خرجت بها قمة الدوحة حول الوساطة العربية الإفريقية حول دارفور، والتي شاركت فيها الجزائر بحيوية. أما النقطة الثالثة التي تطرق إليها السيد مساهل، فقد خصت الأوضاع بموريتانيا، حيث أكد ان التغيرات غير الدستورية التي طرأت في هذا البلد، تبقى غير مقبولة، إلا أنه ذكر بعدد من مؤشرات التقدم التي تم تحقيقها بموريتانيا وأشار في هذا الصدد الى القرارالقاضي بتنظيم انتخابات في 6 جوان القادم والتي قال السيد مساهل بوجوب أن تكون مفتوحة لكامل الشعب الموريتاني من دون تمييز. فضلا عن ذلك، دعا المسؤول الجزائري، المفوضية الافريقية الى التدخل و"المساهمة في سير هذه الانتخابات" ب"كل شفافية" وذلك مادعت إليه عدة دول إفريقية كالسينغال وليبيا وغامبيا. وفي هذا الشأن، أكد رئيس المجلس التنفيذي للمفوضية الإفريقية أن هذه الانتخابات ستعود ب"الفائدة" على موريتانيا ومن شأنها أن تسمح لهذه الدولة الإفريقية باستعادة مكانتها داخل الاتحاد الإفريقي بمناسبة اجتماع مدغشقر في شهر جويلية القادم. أما الموضوع الرابع الذي تطرق اليه السيد مساهل، فانحصر في الشراكة القائمة بين افريقيا وعدة مناطق من العالم، مؤكدا على أهمية أن ترتكز هذه الشراكة على انشغالات ومصالح القارة الإفريقية. ودعا الوزير الجزائري في هذا الصدد الى »اعادة تجديد« هذه الشراكة بناء على أولويات القارة كما تنص عليه مبادرة النيباد وبرامج افريقية أخرى، وألح المسؤول ا لجزائري في هذا السياق على ضرورة مباشرة مسار يعمل على تقييم هذه الشراكة لتحديد أنواعها بما يخدم افريقيا.