يشارك أرباب عمل جزائريون في ملتقى الاستثمار في المتوسط لسنة 2009 بلبنان، وذلك يومي 20 و21 فيفري الجاري، إلى جانب قادة جمعيات أرباب عمل أوروبيين وخليجيين، حيث يبحث هذا الملتقى في العلاقات بين أوروبا ودول المتوسط وبلدان الخليج، وكذا آفاق التعاون لخلق مشاريع شراكة من أجل تعزيز الاستثمار في حوض المتوسط، ويأتي هذا اللقاء في الوقت الذي يتحدث فيه بعض المختصين عن تراجع نسبة الاستثمار الأجنبي بسبب القيود التي فرضتها الجزائر مؤخرا. سيحظى أرباب عمل جزائريون بفرصة ثمينة لتطوير مشاريعهم الاستثمارية من خلال مشاركتهم في ملتقى الاستثمار في المتوسط لهذا العام بلبنان ابتداء من 20 فيفري المقبل، وهذا من خلال البحث عن سوق متوسطية-أوروبية مشتركة، حيث سيحضر هذا اللقاء وزراء ومسؤولين وقادة جمعيات رجال الأعمال في أوروبا والدول المتوسطية، إضافة إلى شخصيات عالية المستوى من بلدان الخليج وقادة المؤسسات المصرفية والاقتصادية والمجموعات الاستثمارية العربية والأجنبية. وسيتطرق المشاركون في هذا اللقاء إلى عدة محاور على رأسها العلاقات بين أوروبا ودول المتوسط وبلدان الخليج، وآفاق التعاون لخلق مشاريع شراكة، كما يناقش المشاركون في جلسات العمل موضوع الاستثمار من خلال بلورة مشاريع وفرص استثمارية في المتوسط، ومصادر تمويل هذه المشاريع من أوروبا ومن منطقة الخليج، إضافة إلى العوامل الضرورية لإنجاح هذه المشاريع وفي مقدمها فتح الأسواق للتبادل بين أوروبا ودول المنطقة وتسهيل انتقال الأشخاص وتوفير التكنولوجيا اللازمة. وعلى الرغم من أهمية هذا اللقاء في تعزيز فرص الاستثمار الأجنبي بالجزائر، فإن الشروط المتعلقة به والمستحدثة مؤخرا مازالت تشكل هاجسا لأرباب العمل خاصة مع تراجع الاستثمار في الآونة الأخيرة، نظرا لإجبار المؤسسات الأجنبية التي تعمل بالشراكة مع نظيرتها الجزائرية للاستثمار ومنعها لأخذ أكثر من 49% في مشاريعهم الاستثمارية، كما تفرض عرض جميع المشاريع على المجلس الوطني للاستثمار بدل الوكالة الوطنية للاستثمار مما سيجعل دراسة الملفات تتأخر كثير، إلى جانب فرض النص القانوني على المستثمرين التمويل المحلي دون سواه. وفي نفس السياق، أكد مختصون أن هاته الإجراءات تعقد أكثر الاستثمار الأجنبي ذلك بتسجيل التأخر في انطلاق مشاريع هيكلية ضخمة، كما عبرت مكاتب استشارات مختصة في ترقية الاستثمار الأجنبي عن تخوفها من تراجع الاستثمار الأجنبي في الجزائر لا سيما وأن الإجراءات الجديدة جاءت عشية الانتخابات الرئاسية المزمع تنظيمها في شهر أفريل القادم، ومن جانبه دعا رئيس اتحاد مقاولات الجزائر الحبيب اليوسفي الذي سيشارك في ملتقى الاستثمار المتوسط، الأوروبيين إلى تعميق العلاقات مع جنوب المتوسط والتطلع وتطوير فرص الشراكة والتعاون مع الجزائر، مؤكدا أن المرحلة المقبلة تتميز بزيادة وتيرة التعاون بين دول الجنوب ولاسيما دول المشرق ودول المغرب، ولن يمنع هذا الأمر من متابعة العلاقات القائمة حاليا مع أوروبا، إلا أن التعاون جنوب – جنوب يمكن أن يصبح أكثر أهمية بالنسبة للنمو الاقتصادي.