اندلعت اشتباكات عنيفة بعد ظهر أمس بين أنصار المعارضة وعناصر من الحزب التقدمي الاشتراكي الذي يترأسه الزعيم الدرزي وليد جنبلاط في بلدة عيتات في قضاء عالية بمنطقة الجبل في لبنان. وبدوره كشف رئيس الحزب الديمقراطي طلال أرسلان أن جنبلاط اتصل به منذ ليلة أول أمس، طالبا منه التفاوض باسمه مع المعارضة لتسليم مناطق ومخازن الأسحلة للجيش اللبناني. وناشد أرسلان -الذي كان يتحدث في مؤتمر صحفي- عناصر المعارضة بضبط النفس والتوقف فورا عن إطلاق النار، وأعلن أنه سيتصل فورا قائد الجيش ميشال سليمان، لوضع خطة لتسليم الجيش مراكز ومخازن الأسلحة التابعة للحزب التقدمي، مؤكدا أن الدروز في لبنان، يقفون إلى جانب المعارضة، التي قال إنها تصدت ببسالة للدفاع عن لبنان في وجه العدوان الإسرائيلي. وبدوره أكد رئيس تيار التوحيد وئام وهاب أن الاشتباكات مندلعة بين عناصر الحزب التقدمي الاشتراكي من جهة، وعناصر الحزب القومي السوري الاجتماعي والحزب الديمقراطي وتيار التوحيد من جهة آخرى. ونفى وهاب أي مشاركة لعناصر من حزب الله في الاشتباكات، مؤكدا أن جميع عناصر المعارضة المشاركة في الاشتباكات هم من أبناء المنطقة، وقال إن قوى المعارضة تمكنت من السيطرة على معظم المراكز ومخازن الأسلحة التابعة للحزب التقدمي الاشتراكي، مؤكدا أن الأسلحة المستخدمة بالاشتباكات هي من الأسلحة الثقيلة، ووصف وهاب طلب جنبلاط وساطة أرسلان بالمناورة. أما في طرابلس فقد توصل كل من أنصار المعارضة والموالاة لهدنة فيما بينهما، وضعت حدا للاشتباكات التي تجددت بينهم منذ فجر اليوم، بعد أن خلفت أمس 14 قتيلا وعددا من الجرحى. وعاد الهدوء ليسيطر على أجواء طرابلس، بعد أن انتشر الجيش على مداخل المدينة، والمناطق التي شهدت اشتباكات أمس مثل جبل محسن وباب التبانة والقبة، الأمر الذي أجبر آلاف السكان على ترك منازلهم. وفيما يتعلق بالأوضاع في العاصمة بيروت فلم يعد هناك أي تواجد لمسلحي أي من طرفي النزاع، وأن الجيش اللبناني وحده هو الذي يبسط سيطرته على كافة شوارع العاصمة، كما أن الكثير من سكان العاصمة بدؤوا العودة لمنازلهم التي نزحوا عنها إبان وقوع الاشتباكات، والتي خلفت عشرات القتلى ونحو 150 جريحا خلال خمسة أيام. ومع أن المعارضة أعلنت التزامها بقرار الجيش بسحب جميع مسلحيها من شوارع بيروت، فإنها أبقت على مظاهر العصيان المدني، بانتظار أن تستجيب الحكومة لمطالبها السياسية.