تلقت المصالحة اللبنانية ضربة موجعة نهاية الأسبوع على اثر اغتيال السياسي البارز في الحزب الديمقراطي صالح فرحان العريضي في عملية تفجير استهدفت سيارته في بلدة بيصور في جبل لبنان.واغتيل العريضي مساء الأربعاء عندما انفجرت عبوة ناسفة وضعت أسفل سيارته في بلدة "بيصور" مما أدى أيضا إلى إصابة أكثر من ستة آخرين. وكشفت مصادر قضائية لبنانية أمس أن التقنية نفسها التي استخدمت في عمليات الاغتيال السابقة التي طالت سياسيين وعسكريين وصحفيين استخدمت في تنفيذ عملية اغتيال العريضي. ورجحت المصادر نفسها أن يكون وزن العبوة التي استخدمت في جريمة تفجير سيارة القيادي في الحزب الديمقراطي نحو 700 غرام من مادة "تي ان تي " شديدة الانفجار. ونقلت صحيفة "النهار" اللبنانية في عددها الصادر أمس عن هذه المصادر ان تكون العبوة ألصقت تحت مقعد السائق وفجرت على الأرجح لاسلكيا ومن مسافة قريبة. وتعتبر هذه المرة الأولى منذ بداية مسلسل الاغتيالات في لبنان يتم فيها استهداف قيادي سياسي من الموالين لسوريا حيث كان يعتبر العريضي الذراع الأيمن لطلال أرسلان رئيس الحزب الديمقراطي والخصم التقليدي لوليد جنبلاط زعيم الحزب الاشتراكي التقدمي المناهض لسوريا. وكانت العلاقة بين أرسلان والزعيم الدرزي ورئيس اللقاء الديمقراطي والمتحالف مع الأغلبية النيابية وليد جنبلاط متوترة حتى وقت قريب وقد تصالحا مؤخرا عندما سيطر عناصر حزب الله على العاصمة بيروت خلال ماي الماضي وعملا معا لمنع انتقال المواجهات المسلحة إلى المناطق الدرزية. وهو ما يطرح التساؤلات إن كانت هذه العملية جاءت بهدف خلط الأوراق خاصة وأنها تمت في ظرف خاص يميز الساحة اللبنانية التي تسعى إلى طي صفحة الأزمة السياسية التي كادت تعصف بالبلاد وترمي بها في متاهة الحرب الأهلية. فقد جاء اغتيال العريضي بعد أيام قليلة من المصالحة التي شهدتها مدينة طرابلس خلال الأسبوع الماضي والتي أطلق عليها اسم "طي صفحة سوداء"بعد ثلاثة أشهر من مواجهات دامية نشبت بين سكان منطقة "باب التبانة" السنية التابعين لزعيم تيار "المستقبل" النائب سعد الحريري وسكان "جبل محسن" ذات الأكثرية العلوية الموالية للمعارضة المدعومة من سوريا. ثم أن عملية الاغتيال جاءت قبل أيام من انطلاق جلسات الحوار الوطني برئاسة الرئيس اللبناني ميشال سليمان في مسعى الى تسوية جميع الخلافات بين مختلف القوى السياسية بالطرق السلمية. وقد سارع كافة الفرقاء اللبنانيين إلى إدانة جريمة الاغتيال التي وصفوها بالنكراء وتستهدف السلم الأهلي والمصالحة، واتهم كل من وليد جنبلاط رئيس الحزب الاشتراكي التقدمي وخصمه التقليدي طلال أرسلان زعيم الحزب الديمقراطي أطرافا أجنبية بالوقوف وراء عملية الاغتيال التي لم تتبناها أية جهة. وقال وليد حنبلاط الذي شارك في مراسيم تشييع جنازة العريضي أمس بمسقط رأسه بمدينة بيصور بجبل لبنان أن هذه العملية تثبت أن الساحة اللبنانية تواجه كل أشكال الاستخبارات الأجنبية. من جهته اتهم طلال أرسلان الذي يشغل منصب وزير الشباب والرياضة في حكومة الوحدة الوطنية إسرائيل بالوقوف وراء عملية الاغتيال وقال أن العدو الوحيد للبنان هي إسرائيل.