أعلنت قيادة الجيش اللبناني أنها ستمنع أي ظهور مسلح بالقوة إذا اقتضت الضرورة ابتداء من صباح أمس بعد أن عززت انتشار قواتها بالمناطق التي شهدت توترا خلال الأيام القليلة الماضية، فيما تجددت الاشتباكات العنيفة فجر أمس في طرابلس شمال البلاد. وجاء في بيان قيادة الجيش "على إثر الأحداث التي جرت خلال الأيام الأخيرة، وبخاصة في بيروت والجبل، عززت وحدات الجيش انتشارها في مناطق التوتر، وهي تعمل على التأكد من استتباب الأمن وفرض النظام، ومنع أي ظهور مسلح أو نشاط أمني من قبل أي من الفرقاء". وأضاف الجيش في بيانه "لذا ستعمد وحدات الجيش إلى ضبط المخالفات على أنواعها، فردية كانت أو جماعية، بالوسائل المعتمدة، ووفقا للأصول القانونية، حتى ولو أدى ذلك إلى استعمال القوة". وقد انتشرت قوات الجيش بالفعل في بيروتوطرابلس وجبل لبنان التي شهدت مواجهات عنيفة قبل ذلك بيوم. وفي غضون ذلك نقل عن مسؤول أمني تجدد ما وصفها بالمعارك العنيفة فجر أمس بطرابلس بين أنصار المعارضة والموالاة. واستخدمت بالاشتباكات الجديدة بمنطقتي باب التبانة وجبل محسن شمالي المدينة الأسلحة الرشاشة والقذائف الصاروخية والهاون. وشهدت نفس المنطقة ظهر أول أمس مواجهات خلفت قتيلا وستة جرحى وفق مصادر أمنية، لكن الهدوء عاد إلى المكان مساء أول أمس واستعاد الجيش السيطرة على القطاع الذي دارت فيه الاشتباكات داعيا المسلحين للعودة إلى منازلهم. ويسود هدوء حذر منذ مساء أول أمس بالمناطق التي شهدت قتالا عدا طرابلس. وفي بيروت ساد هدوء مشوب بالحذر رغم أن المدارس وبعض المحلات ظلت مغلقة. كما أمكن رصد بعض الحواجز المسلحة في بعض شوارع العاصمة. أما في جبل لبنان فقد فوض زعيم الحزب التقدمي الاشتراكي (الأكثرية) النائب وليد جنبلاط زعيم الحزب الديمقراطي (المعارضة) طلال أرسلان كي يتوسط مع حزب الله. وأشار أرسلان إلى أن مسلحي التقدمي الاشتراكي سلموا معظم مكاتبهم وأماكن سلطتهم في منطقة عاليه، لكنه قال إن عليهم تسليم أسلحتهم الثقيلة ومخازن الأسلحة. وردا على ذلك ذكر جنبلاط في تصريح له أن الجيش هو الجهة الوحيدة المخولة بالاطلاع على مخازن أسلحة حزبه وتسلّمها, في حال وجودها. وأشار إلى أن أهل الجبل وبيروت "سينتفضون على طريقتهم إذا وقع عليهم ظلم". ومنذ اندلاع الاشتباكات بين أنصار الموالاة والمعارضة الأربعاء الماضي تضاربت حصيلة الضحايا، فبينما ذكر مصدر أمني مصرع 61 شخصا وإصابة نحو مائتين آخرين، أشارت مصادر أخرى إلى سقوط 81 قتيلا و250 جريحا. ومن جانبه حذر حسين خليل المعاون السياسي للأمين العام لحزب الله من أن حزبه لن يقف صامتا في مواجهة أي هجوم على المناطق الخاضعة له، وسيتصدى له. وحمل الرجل الحكومة مسؤولية ما جرى من اشتباكات مسلحة خلال الأيام الأخيرة، مؤكدا أن هذه الأحداث ليست فتنة بل قطع طريق نحو أي فتنة. وقال في مؤتمر صحفي أول أمس إن تحرك المعارضة الأربعاء الماضي ضد قرار الحكومة تفكيك شبكة اتصالاتها بالمطار، كان سلميا لولا تدخل من وصفها بمليشيات الحكومة التي بثت منشورات تمنع التظاهر وألقت القنابل اليدوية إضافة إلى انتشار قناصتها بالمباني المحيطة. وأضاف خليل أن عناصر من المعارضة "خُطفوا وأعدموا ومُثل بجثثهم على أيدي مليشيات الحزب الاشتراكي التقدمي في معاليه" بجبل لبنان. وأوضح أن حزب الله كان قاب قوسين أو أدنى من نشر صور هذه الأحداث لكنه عدل عن ذلك "حتى لا يثور البلد".