شهدت المواجهة المسلحة بين المتمردين التشاديين والقوات الحكومية أمس والتي دامت أكثر من ثلاث ساعات،منعرجا حاسما بسقوط العاصمة التشادية نجامينا فجر أمس في يد المتمردين، في وقت لا يزال الرئيس التشادي إدريس ديبي محاصرا في مقر الرئاسة وسط دعوات إفريقية ودولية لتغليب منطق الحوار بين الطرفين المتنازعين. وأكدت مصادر سياسية وعسكرية في نجامينا أن "المدينة بأسرها باتت تحت سيطرة المتمردين ولم يعد هناك إلا معارك تطهير"، مشيرة إلى أن الرئيس ديبي "لا يزال في المقر الرئاسي" إلى حد كتابة هذه السطور مساء أمس. وأوضحت ذات المصادر أن إطلاق النار الكثيف الذي كان يسمع قبل الظهر أصبح "متقطعا أكثر بكثير" قبيل الساعة 00،12 (00،11 تغ). ومن جهته أعلن مسؤول في التمرد التشادي أن بإمكان الرئيس إدريس ديبي المحاصر في مقر الرئاسة الرحيل إذا أراد. وصرح اباكار توليمي في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس "نفترض وجود ديبي داخل قصر الرئاسة وإذا أراد الرحيل فإننا لا نرى مشكلة في ذلك". وأضاف "إننا نسيطر على الوضع وعلى المدينة، ثمة جيوب مقاومة لكن ما زال (جنود الحكومة) فقط حول القصر الرئاسي ويقصفون بالسلاح الثقيل". وأفاد مصدر عسكري أن إدريس ديبي حاول ظهر أمس فك الطوق المفروض عليه وأمر الدبابات من طراز تي-55 التي تحميه بإطلاق النار. وقال شهود أن السكان في بعض الأحياء رحبوا بوصول المتمردين الذين يجوبون العاصمة في شاحنات صغيرة مرقطة وهم يرتدون بدلات خضراء ويضعون عصبات بيضاء على أذرعهم. وقد حصلت أعمال نهب وتخريب فور وصولهم وفق ما أفاد مسؤولون في أجهزة أمنية تابعة لمنظمات دولية ،وقال شهود أن المتمردين احتلوا سجن نجامينا وأطلقوا سراح جميع السجناء. وحسب مصدر عسكري تشادي، فان رئيس أركان الجيش التشادي داود سمعان قتل الجمعة الماضية في مساغيت على مسافة خمسين كلم شمال نجامينا في أولى المواجهات بين المتمردين والقوات الحكومية. ومن المتوقع إجلاء رعايا أجانب تجمعوا في عدد من المواقع تحت حراسة الجيش الفرنسي مساء السبت بالطائرة إلى فرنسا، على ما أفاد بعضهم.ويقيم نحو 1500 فرنسي في تشاد بينهم 85% في نجامينا تحديدا. وأكد مسؤول في تحالف المتمردين لوكالة فرانس برس في اتصال هاتفي بواسطة الأقمار الصناعية أن المتمردين سيلتزمون "القواعد الدولية" في ما يتعلق بالأجانب. وقال اباكار توليمي "نطمئن جميع الأجانب أننا سنحترم كل القواعد الدولية المرعية في ما يتعلق بحماية الأجانب الفرنسيين وغير الفرنسيين". وعبر رتل من المتمردين يضم حوالى 300 شاحنة بيك أب صغيرة تتسع كل منها لحمل ما بين 10 إلى 15 عنصرا منذ الاثنين الماضي البلاد على مسافة 800 كلم انطلاقا من السودان حيث أقام المتمردون قواعدهم. وأمام هذه التطورات ،أعربت باريس أمس في بيان لوزارة الخارجية الفرنسية عن "إدانتها الشديدة لمحاولة الاستيلاء بالقوة على السلطة" في تشاد "من قبل مجموعات مسلحة أتت من الخارج" حسبما جاء في البيان. وقد دعت فرنسا رعاياها في العاصمة التشادية إلى لزوم منازلهم وعدم التوجه إلى مراكز التجمع التي كانت قد حددت سابقا لهم استعدادا لإجلاء محتمل. وكان الفرنسيون المقيمون في العاصمة التشادية قد بدؤوا بموجب تعليمات سابقة التجمع في ثلاثة مواقع من المدينة استعدادا لإجلائهم في حال صدور طلب بذلك من السفارة الفرنسية. كما دعت الولاياتالمتحدة رعاياها إلى الاستعداد لإجلاء محتمل، أما الأممالمتحدة فقد أجْلت موظفيها غير الأساسيين بالفعل.