تذهب عديد من المصادر إلى أن الرئيس بوتفليقة سيركز في خطابه الموجه للأمة الخميس المقبل بمناسبة إعلان ترشحه لرئاسيات 9 أفريل المقبل على النتائج التي حققها مشروعا الوئام المدني والمصالحة الوطنية في نزع فتيل الفتنة ومعالجة مخلفات الأزمة الأمنية، مع استعراض أهم ما تحقق خلال العهدتين المنقضيتين في مختلف المجالات، اقتصادية واجتماعية ودبلوماسية، إلى جانب التطرق إلى الخطوط العريضة لبرنامجه للعهدة الرئاسية المقبلة والذي يراهن من خلاله تقديم حلول واقعية لقضايا ومشاكل الشباب. تتجه أنظار الأوساط السياسية والإعلامية إلى ما سيحمله خطاب بوتفليقة الخميس المقبل بمناسبة الإعلان الرسمي عن ترشحه للسباق الرئاسي المقرر إجراؤه في 9 أفريل المقبل والذي سيلقيه في التجمع الشعبي الجاري التحضير له من قبل أحزاب التحالف الرئاسي وتنظيمات المجتمع المدني التي تؤيد ترشحه لعهدة جديدة، وحسب الأصداء الواردة من محيط التحالف الرئاسي فإن خطاب بوتفليقة سيتضمن جملة من النقاط الأساسية وفي مقدمتها استعراض انجازات العهدتين المنقضيتين بالتذكير بالصورة التي كانت عليها الجزائر سنة 1999 في مختلف المجالات أمنية وسياسية واقتصادية واجتماعية، وما أصبحت عليه سنة 2009، مع التركيز بشكل خاص على مشروعي الوئام المدني والمصالحة الوطنية اللذين سمح للجزائر بنزع فتيل الفتنة ومعالجة مخلفات عشرية كاملة من الدم والعنف والدمار. ويأتي تركيز بوتفليقة على نتائج وثمار المصالحة الوطنية من وجهة نظر المتتبعين للشأن الوطني لعدة اعتبارات في مقدمتها أن الأزمة الأمنية التي عرفتها البلاد لا تخلو من التعقيد وتتضمن العديد من الملفات الشائكة والمفخخة التي لم يكن من السهل الخوض فيها، وكانت المصالحة الرهان الأكبر الذي رفعه بوتفليقة في الحملة الانتخابية لرئاسيات 2004، ونجح في الوفاء بالالتزام التي قطعه للناخبين بتقديم وصفة محلية للمصالحة بين الجزائريين، أما الاعتبار الثاني فهو أن طي صفحة الأزمة الأمنية كان مفتاح التفرغ لمشاريع التنمية الاقتصادية والاجتماعية وإطلاق المشاريع الكبرى على غرار الطريق السيار شرق /غرب وتدوير عجلة الاقتصاد الوطني إلى جانب التسديد المسبق للمديونية واستعادة الجزائر لمكانتها في المحافل الدولية. وفضلا عن استعراض انجازات العهدتين المنقضيتين من المنتظر أن يعرض بوتفليقة في التجمع الشعبي الذي سيحضره 8000 مساند الخطوط العريضة لمشروعه الانتخابي والذي سيركز من خلاله على قضايا وهموم الشباب، وهي الفئة التي تحظى بعناية خاصة من بوتفليقة، مثلما سبق وأن أشار إليه في خطابات سابقة، حيث طالب الحكومة بوضع استراتيجة وطنية للتكفل بالشباب منتقدا في المقابل البرامج السابقة التي خصصت لها ميزانيات ضخمة لكنها لم تقدم الكثير لهذه الفئة التي قال إنها تنتحر على يد الجماعات الارهابية كما تنتحر في البحار وعلى يد مافيا الاتجار بالأشخاص بعد انتشار ظاهرة "الحرقة" والتي أودت بحياة مئات الشباب الذين لفظهم البحر جثثا هامدة أو انتهى بهم المطاف في محتشدات بشرية في الضفة الأخرى للمتوسط.