بات إعلان الرئيس بوتفليقة عن ترشحه للسباق الرئاسي قضية أيام معدودة، الإعلان الذي يترقبه المؤيدون والمطالبون ببقاء بوتفليقة لعهدة ثالثة على رأس البلاد، ويراهن أولئك على جمع أكبر عدد من استمارات التوقيعات المؤيدة لترشح بوتفليقة وبتحقيق فوز تاريخي يكون في مستوى الثقة الشعبية التي يحظى بها الرجل. من وجهة نظر المؤيدين والمساندين لترشح الرئيس بوتفليقة للسباق الرئاسي وفي مقدمتهم أحزاب التحالف الرئاسي فإن كل شيء أصبح جاهزا للانطلاق في المرحلة الأولى للسباق وهي عملية سحب استمارات التوقيعات والشروع في جمع توقيعات المنتخبين والناخبين، كل الأنظار تترقب إشارة الانطلاق وهي إعلان بوتفليقة عن ترشحه الذي بات وشيكا ومنتظرا قبل نهاية الأسبوع الجاري، وقد اختار عبد العزيز بلخادم الأمين العام للأفلان توجيه تعليمة إلى منتخبي الحزب تحثهم على التوجه إلى هياكل الحزب القاعدية بعد 48 ساعة من إعلان بوتفليقة ترشحه للتوقيع على الاستمارات والانخراط في عملية جمع توقيعات الناخبين، فيما ارتأى الأمين العام للأرندي بدوره إجراء تقييم أولي لمعرفة عدد المنتخبين الذين سيوقعون لصالح ترشح بوتفليقة للرئاسيات وبدورها استنفرت تنظيمات المجتمع المدني وممثلي الحركة الجمعوية والطلابية قواعدها للمشاركة في حملة جمع التوقيعات، فالرهان الذي يرفعه هؤلاء هو جمع أكبر عدد ممكن من التوقيعات تفوق ما يجمعه أي مرشح آخر، كما جعلوا من التوقيعات التي جمعها بوتفليقة في رئاسيات 2004 وهي مليون و200 ألف توقيع سقفا يجب تجاوزه. وتذهب آراء المتتبعين للشأن الوطني إلى أن بوتفليقة سيخوض الحملة الانتخابية في راحة كبيرة من أمره لأنه سيعتمد على رصيده في السنوات العشرة المنقضية لتسويق برنامجه الانتخابي للعهدة المقبلة، لأن حصيلة الرجل تتضمن العديد من الانجازات التي لا ينكرها حتى العدو، فهناك إجماع في الداخل كما في الخارج على النقلة والقفزة التي عرفتها البلاد خلال العهدتين المنقضيتين وأن صورة جزائر 2009 تختلف كثيرا عن صورتها الجزائر في أفريل 1999، ولعل الاختلاف الأبرز يكمن على المستوى الأمني بفضل النجاح الذي حققه مشروع الوئام المدني في العهدة الأولى ثم ميثاق السلم والمصالحة الوطنية في العهدة الثانية، حيث تمكن بوتفليقة من نزع فتيل الفتنة وفي معالجة وتسوية مخلفاتها والخوض في أكثر الملفات تعقيدا، ولا يستبعد المتتبعون أن تكون المصالحة الوطنية المحور الأهم في البرنامج الانتخابي للمرشح عبد العزيز بوتفليقة، مصالحة الجزائريين مع الذات ومع الوطن، إلى جانب الرهان على مواصلة معركة البناء. كما أن دخول الرئيس بوتفليقة السباق محاطا بأرمادة من المؤيدين والمساندين في مقدمتها أحزاب التحالف الرئاسي وما تتمتع به هذه الأخيرة من مناضلين ومتعاطفين وتجذر شعبي، إلى جانب التفات عديد من منظمات المجتمع المدني والحركة الجمعوية والمنظمات الثورية بدوره يمثل ورقة إضافية لصالح بوتفليقة تسمح له بتحقيق الفوز التاريخي الذي يراهن عليه الأنصار والمؤيدون والبقاء في قصر المرادية لعهدة جديدة.