أظهرت عمليات سبر للآراء نظمتها مجموعة من مراكز استطلاع الرأي في فرنسا تراجعا كبيرا في شعبية الرئيس نيكولا ساركوزي لدى أوساط متعددة من الفرنسيين خاصة بعد فشله في إقناعهم خلال تدخلاته التلفزيونية الأخيرة مما أثار لديهم شعورا بالقلق. وذكرت صحيفة لوفيغارو أن لا خطابات الرئيس ساركوزي المتعددة ولا تدخله التلفزيوني المباشر على ثلاث قنوات مكناه من تحسين شعبيته التي سجلت انخفاضا كبيرا حسب عدة استطلاعات للرأي نظمتها مراكز مختلفة. وتقول الصحيفة إن ساركوزي بعد أن تخلص من تأثيرات الأزمة المالية وسياساته الاقتصادية الجديدة لم يستطع التخلص من تبعات شعور الفرنسيين بالقلق والحيرة, ففَقد بالتالي من أربع إلى تسع نقاط، وفق عمليات سبر للآراء ظهرت منذ السبت الماضي ونظمتها صحف ومجلات فرنسية. وقد أجريت معظم عمليات سبر الآراء إثر التدخل التلفزيوني له في برنامج "في مواجهة الأزمة" الذي لم يستطع عبره إقناع 56% من الفرنسيين بطروحاته وأجوبته على الكثير من مشاغلهم. ويرى العديد من الخبراء أن كل الأضواء الحمراء اشتعلت في وجه ساركوزي حيث يؤكد بريس تانتيرييه من مركز "سوفراس" أن ساركوزي لم يفعل خلال تدخله سوى التخفيض من حدة الضجيج لكن ذلك لا يكفي لتجنب التدهور الكبير في شعبيته. ومن جهته يرى جون مارك لوش من معهد إيبسوس أن الرئيس يتحدث أكثر من اللازم عن نفسه ويغفل أن يقول شيئا للفرنسيين الذين يعانون في مواجهة الأزمة, بينما يرى جيروم سانت ماري أن ساركوزي بدأ يفقد رصيده حتى في صفوف أنصاره بنسبة ثمان نقاط رغم أنه لم يفقد كليا ثقتهم فيه. وفي مواجهة هذه التقديرات السيئة ينتظر قصر الإليزيه أوقاتا عصيبة خاصة أن الأزمة لها ثقلها لدى الفرنسيين الذين لا ينتظرون تغيرا كبيرا بعد لقاء 18 فيفري الجاري بين النقابات وساركوزي، وهو يراهن على الانتخابات الأوروبية المقبلة لأخذ زمام المبادرة.