أجرى الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى مباحثات في دمشق أمس مع الرئيس السوري بشار الأسد في إطار جهود لتنقية الأجواء وتحقيق مصالحة عربية. وتأتي زيارة موسى في إطار مشاورات في مجمل الأوضاع قبيل القمة العربية المرتقبة في الدوحة نهاية الشهر المقبل. كما تأتي الزيارة عقب لقاء الأسد مع الأمير مقرن بن عبد العزيز رئيس الاستخبارات السعودية الذي زار دمشق. وذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية أن الأسد تلقى رسالة شفهية من الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز "تتعلق بالعلاقات بين البلدين والتطورات في المنطقة وأهمية التنسيق لما فيه مصلحة الشعبين الشقيقين والشعوب العربية". وفي المقابل حمَّل الأسد الموفد السعودي رسالة إلى الملك عبد الله تتعلق بمستجدات الأوضاع في المنطقة ولاسيما بعد العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وأهمية تحقيق التضامن العربي. ومن جهته شدد موسى على أهمية الإسراع في المصالحة العربية "حتى يمكننا أن نقوم بعمل جماعي فعال وأن نتحرك سوياً كي يكون عام 2009 عاما فاعلاً وليس كعام 2008 بوعوده الكاذبة وخاصة في ضوء تغير عدد من الظروف ذات التأثير في الوضع بالمنطقة، فاليوم توجد إدارة أمريكية جديدة وحكومة إسرائيلية جديدة وانتخابات فلسطينية قادمة". وتحدث موسى في تصريحات صحفية عن الخطوط العريضة للمقترحات التي تقدم بها إلى الدول العربية، وقال إنها تتعلق بالعمل العربي المشترك وضمنها عناصر المصالحة العربية والمصالحة الفلسطينية والأمور الأخرى المتعلقة بالنزاع العربي الإسرائيلي وبالدور العربي. وتعليقا على الوضع الراهن قال موسى "إننا وصلنا إلى حالة مزرية من الانقسام تحتم العمل الجدي نحو تحقيق المصالحة العربية". ومن ناحية أخرى أكد الأمين العام للجامعة العربية أن قطر ستشارك في مؤتمر شرم الشيخ لإعادة إعمار غزة والمقرر في مطلع مارس المقبل، وأضاف "بالفعل لمست رغبة قطر في المشاركة، وسوف نسمع أخباراً إيجابية في هذا الشأن". وأشار موسى إلى استمرار التواصل مع قطر والدول العربية الأخرى لضمان التحرك إلى الأفضل نحو تشكيل المواقف التي تدعم وحدة الموقف العربي. تأتي هذه التحركات على خلفية دعوة الملك السعودي -على هامش قمة الكويت الاقتصادية والاجتماعية والتنموية العربية- الزعماء العرب إلى طي صفحات الخلافات، والتي أعقبها اجتماع مصالحة بينه وبين الرئيس السوري، وبين الرئيس المصري حسني مبارك وأمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، بحضور زعماء عرب آخرين.