كثف الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى تحركاته وتصريحاته واتصالاته من أجل إنجاح القمة العربية بالعاصمة السورية دمشق السبت القادم·واستقبل موسى أمس بالعاصمة دمشق من طرف الرئيس بشار الأسد في لقاء حضره وزير الخارجية السوري وليد المعلم تناولا فيه الاستعدادات لعقد القمة العربية· واستعرض الرئيس الأسد والأمين العام عمرو موسى مجمل النقاط المطروحة في جدول أعمال القمة والذي سبق للمندوبين الدائمين بالهيئة العربية صياغتها والمصادقة عليها قبل عرضها على اجتماع وزراء الخارجية العرب· وقالت مصادر دبلوماسية عربية بالعاصمة دمشق بعد هذا اللقاء أن موسى قدم للرئيس السوري شروحات مفصلة عن جدول الأعمال ومضمون نص البيان الختامي الذي سيعرض على قادة الدول العربية للمصادقة عليه وتبنيه باسم وثيقة إعلان دمشق· وينتظر أن يشمل نص البيان الختامي موقفا ازاء العديد من قضايا الراهن العربي وعلى رأسها قضية المبادرة العربية للسلام مع اسرائيل وكيفية التعاطي مع التطورات الحاصلة بخصوص مسألة التعامل مع اسرائيل بالاضافة الى تفاعلات الأزمة اللبنانية والانسداد الحاصل بالاضافة إلى الموقف من الأوضاع المأساوية في العراق خمس سنوات منذ احتلاله والكثير من القضايا العربية التي شكلت طيلة عقود نقاطا خلافية حالت دون تمكن مختلف القمم العربية من حسمها أو حتى التوصل الى اتفاق مبدئي بشأنها· يذكر أن الأمين العام للجامعة العربية كان التقى صباح أمس بوزير الخارجية وليد المعلم قبل لقائه بالرئيس بشار الأسد· وجاء تحرك عمرو موسى باتجاه العاصمة السورية مباشرة بعد مصادقة ممثلي الدول العربية في الجامعة على مشروع جدول أعمال القمة العربية العشرين· وينتظر أن تطرح نقاط مشروع جدول الأعمال على اجتماع مجلس وزراء الخارجية العرب بعد غد الخميس بالعاصمة دمشق لوضع اللمسات الأخيرة على نقاطه قبل عرضه على أشغال القمة· وبنظر العديد من المتتبعين فإن قضية الانسداد السياسي الحاصل على الساحة اللبنانية ستطغى على مجريات دمشق بل أنها ستكون "بارومتر" نجاحها أو فشلها من منطلق التأثيرات التي تركتها ليس فقط على الساحة الداخلية ولكن أيضا على الساحة الاقليمية العربية· وبدأت تداعيات هذه الأزمة تلقي بظلالها على القمة حتى قبل انطلاق أشغالها بعد أن قلصت السلطات السعودية درجة تمثيلها من الملك عبد الله إلى ممثلها في الجامعة العربية في وقت مازالت فيه العديد من العواصم المشرقية لم تكشف عمن يمثلها في قمة دمشق التي أملت السلطات السورية أن تجعل منها قمة توحيد الصف العربي· ولإدراكه لأهمية ملف القضية اللبنانية لم يفوت الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى أثناء تواجده بالعاصمة السورية للتعبير عن أمله في أن لايقاطع لبنان قمة دمشق· وجاءت رغبة عمرو موسى غداة تغيب ممثل لبنان عن اجتماعات ممثلي الجامعة العربية وهو مااعتبر على أنه اقرار لبناني لمقاطعة القمة· واستحال على فرقاء الأزمة اللبنانية انتخاب رئيس جديد للبلاد منذ نهاية نوفمبر الماضي إثر انتهاء عهدة الرئيس ايميل لحود وهو ما أبقى هرم السلطة في هذا البلد شاغراً في أطول فراغ سياسي في العالم·