الراحل رويشد أو أحمد عياد سيعود هذه الأيام إلى خشبة مسرح" عز الدين مجوبي" بمدينة عنابة من خلال العرض الأولي لمسرحية"بدون عنوان" ، ويعد هذا العمل سادس إنتاج مسرحي لجمعية "أصدقاء رويشد" التي أنشئت عام 2003 وتسعى إلى تثمين أعمال هذا الفنان وترقية الفن الدرامي. تعتبر المسرحية الجديدة" بدون عنوان" التي ستعرض أمام جمهور المسرح الجهوي " عز الدين مجوبي" الخميس المقبل أفضل تكريم للراحل رويشد حسب أعضاء جمعية " أصدقاء رويشد" على راسهم المخرجة و الممثلة صونيا ومصطفى عياد. ويروي هذا الإنتاج المسرحي -الذي كتبه خالد بوعلي ويتقاسم إخراجه الفنانان مصطفى عياد وصونيا- تراجيديا تجسد تعاسة الإنسان لتردده في اتخاذ القرارات التي قد تغير مجرى حياته.. واعتبرت الفنانة صونيا التي تتقاسم في هذا الإنتاج المسرحي يضا الدورين الأساسيين مع الفنان مصطفى عياد المسرحية مجموعة من اللوحات تطرح مشاكل إنسانية وتعكس طموحات تتعلق بحلم تحقيق السعادة. الجدير بالذكر إلى أن الراحل الممثل المسرحي والسينمائي رويشد من طينة الكبار ، عاصر ألمع الأسماء والوجوه الفنية التي عرفتها الجزائر مثل رشيد قسنطيني ، سيد علي فرنانديل ، محمد توري ، مصطفى كاتب ، حسن الحسني ، محيي الدين باشطارزي و عبد الرحمان عزيز ، اسمه يرمز لتاريخ المسرح الوطني الجزائري بإمتياز ، لاسيما أنه وظفه لخدمة قضايا ومشاكل شعبه وصورها بطريقة هزلية فكاهية . عرف أكثر باسم رويشد ، تصغيرا لاسم الفنان الكوميدي الكبير آنذاك رشيد القسنطيني ، لكن اسمه هو أحمد عياد ، المولود بالقصبة بالجزائر العاصمة سنة 1921 من أسرة متواضعة ، التحق بمدرسة الفتح الابتدائية بسوسطارة بأعالي القصبة ، لكنه سرعان ما انقطع عن الدراسة في سن الثالثة عشر كغيره من أبناء الجزائريين، فامتهن عدة حرف منها صباغ ، وبائع خضر وفواكه ، قصد كسب قوت عائلته. . لم يتسن لأحمد عياد تعلم المسرح ، بل أخذه بطريقة عصامية ، إلى أن اكتشفه محمود استامبولي ، رجل المسرح المعروف ، نظرا للاستعدادات المبكرة التي أبداها في مجال الفن المسرحي ، وهو ما أهله لخوض أول تجربة مسرحية بعنوان " استرجع يا عاصي " لعبد الحميد عبابسة وأدى فيها دورا بسيطا ، حيث ارتبط به الجمهور كثيرا نظرا للمشهد الهزلي الذي ضرب فيه رأس القاضي ، وهي الحركة التي راقت للجمهور الجزائري ، إذا علمنا مدى الظلم الذي كان يعانيه الجزائريون من قضاة الإدارة الاستعمارية.. التحق بعد ذلك بالعديد من الفرق المسرحية منها، فرقة محيي الدين باشطارزي، ومحمد غازي الذي لعب معه " الغبي ومغامرات بوزيد الإيميغري " وعندما تم إغلاق دار الأوبيرا ،من طرف الإدارة الاستعمارية، اتجه رويشد إلى تمثيل سكاتشات وتمثيليات في الإذاعة رفقة محمد التوري و سيد علي فرنانديل، على غرار حسان طيرو، حسان نية، حسان طاكسي، حتى غدا اسم حسان مرادفا لرويشد لدى الجمهور. . بعد الاستقلال انضم رويشد إلى فرقة المسرح الوطني الجزائري، حيث أدى عدة أعمال، كما برع في السينما من خلال أداء العديد من الأفلام، منها حسن طيرو سنة 1967 من إخراج لخضر حمينة، العصا والأفيون سنة 1971، هروب حسان طيرو سنة 1974، حسان نية سنة 1989، الظل الأبيض 1991 ، كما أدى أعمالا مسرحية منها على الخصوص مسرحية "البوابون " وهي عبارة عن إحدى عشرة لوحة هزلية فكاهية تعالج آفات اجتماعية مختلفة في قالب كوميدي رائع، وشاركه فيها كلتوم، نورية، سيساني، يحيى بن مبروك ، وسيد علي كويرات وغيرهم . توفي في 28 جانفي 1999 بالجزائر العاصمة ، تاركا وراءه سجلا حافلا بالأعمال المسرحية والسينمائية ، ومكانة كبيرة في قلوب جميع الجزائريين الذين لطالما أدخل عليهم البهجة والسرور بأعماله الفنية سواء في المسرح أو السينما ، أو من خلال مختلف السكاتشات التي أداها طوال مسيرته الفنية.