بعد العرض الشرفي بقاعة المسرح الجهوى عز الدين مجوبى بعنابة نهاية الأسبوع المنصرم جمهور قاعة الموقار على موعد سهرة اليوم الأٍبعاء مع العرص المسرحي المميز في إطار النشاطات المسرحية للديوان الوطني للثقافة والإعلام "بدون عنوان" في إخراج ثنائي للممثلة القديرة صونيا و الفنان مصطفى عياد ،كتابة السيناريو: خالد بوعلي تمثيل: صونيا – عياد- بوزرارزوهير ،جمال قرمي، محمد لعوادي على مدار الساعة وربع من الزمن الركحي تتداخل الشخصيات تتنافر وتتلتقي في تقمص شخصيات مهزومة تسعى دون جدوى إلى تحقيق الحلم والأمل في السعادة . هذه التراجيديا الدرامية الممثلين " صونيا ومصطفى عياد " في تقمص شخصيتا "ربيع و ربيعة " . ويجمع هذين الشخصيتين في المسرحية إحساس مشترك بخيبة الأمل وعدم الرضا بالأمر الواقع . وبين الرغبة في التغيير يبقى كل منهما يتردد في اتخاذ قرارات حاسمة قد تغير مجرى حياة كل منهما ،وفى غياب الجرأة تبقى الأحلام حبيسة الإرادة المفقودة . وعبر اللوحات والمحطات المتعددة لهذا العمل المسرحي تطرح جملة الأفكار والإسقاطات الفلسفية المرتبطة بالإحساس بالفراغ وصعوبة تعامل الإنسان مع المحيط الاجتماعي لتحقيق أحلامه وتخوفه المتزايد من تسارع وتيرة الزمن . قرار حاسم أو تبني موقف مسؤول يمكنه توجيه حياته نحو تحقيق قسط من السعادة ، حيث تعاسة الإنسان في حياته أحيانا تجعله يفر إلى المهجر ويفضل العيش مغتربا. أما ربيع جار ربيعة فهو ذلك الكهل الأعزب الذي لم يذق طعم الحب أبدا، هو شخص يعيش في قوقعة من الأفكار المثالية التي لم يحدث له أن حاول تجاوزها إلى التجربة، إلى الفعل والتطبيق، يكفيه فقط أن يكون هو شخصيا مقتنع بجودتها ، ثم لا يهمه الباقي إنه ذلك الرجل الذي لا يجرؤ على القيام بخطوة قد تكون فاصلة تغير مجرى حياته رغم تأكده من أن الأمور لا تسير كما يحب أن تسير، مما يستوجب اتخاذ قرار ما لإحداث التغيير المناسب، وقد يكون هذا التغيير هو الهجرة بعيدا عن المجتمع المريض، لكنه غير مقتنع بجدوى ذلك، فهو حين يعتزم الرحيل لا يرحل ويبقى متأرجحا بين الأقدام والأحجام، مترددا بين حتمية التغير و الرضوخ للأمر الواقع . ثم هناك بزوح والهامل شخصيتان أقرب إلى الخيال من الواقع ، وقد لا يمثلان إلا جملة من الأفكار . والمتناقضات عن الجنون والجريمة عبر اللامبالاة والنسيان، عن الحلم والأمل عن التيه والهذيان ذلك أن دوران الإنسان في بوتقة ضيقة وعدم تمكنه من التعامل بصفة طبيعية مع المحيط الاجتماعي لتحقيق أحلامه ، ثم احساسه المتزايد بتسارع وتيرة الزمن و مرور الشهور والأيام في فراغ مذهل ، كل ذلك كفيل بأن يفقد القدرة على التميز بين الأشياء و المعطيات بين الأمور و الأحداث بين الحاضر والماضي و بين الواقع و الخيال . مسرحية "دون عنوان" تكشف لنا عن شخصيات مهزومة تعاني جملة من الآلام لكنها تشترك جميعا في حلم الإنسان الأكبر ألا و هو تحقيق السعادةالعمل المسرحي السادس من نوعه في رصيد جمعية أصدقاء رويشد هو تكريم " روح الفقيد الفنان " احمد عياد " المعروف باسمه الفني " رويشد وذلك بمناسبة الذكرى العاشرة لوفاته . وهي فرصة للتذكير بالرصيد الفني الزاخر للفنان المتكامل الذي عشقه كل الجزائريين من خلال روائعه الفنية " حسان طيرو " و " اه ياحسان " حسان نية " والبوابون " والغولة " وغيرهم من الأعمال المسرحية والسينمائية والتلفزيونية التي أبدع فيها " رويشد " بعفويته الفنية المتميزة قبل أن يفارق الحياة يوم 28 جانفى 1999 عن عمر يناهز أل 76 سنة .