سيتم مساء الغد تقديم العرض الأول لمسرحية "بدون عنوان" وذلك بالمسرح الجهوي "عز الدين مجوبي" لمدينة عنابة تكريما لروح الفنان الفقيد أحمد عياد المعروف في الوسط الفني باسم "رويشد" حسبما علم من أعضاء جمعية "أصدقاء رويشد". واعتبر أعضاء ذات الجمعية من بينهم الفنانين صونيا ومصطفى عياد خلال ندوة صحفية نشطوها بمسرح عنابة تحسبا لهذا العرض الشرفي أن هذا الإنتاج الجديد يعد بمثابة أفضل تكريم للفنان رويشد الذي يلقبه الجميع ب"الفنان المتكامل" كما يشهد له بعفويته الفنية المتميزة. وأنتج الفنان الراحل رويشد الذي فارق الحياة يوم 28 جانفي 1999 وهو في ال76 سنة من العمر عدة نصوص وأعمال مسرحية وسينمائية بعد أن تداول على الرقص و الغناء والعزف على بعض الآلات الموسيقية ليتذكر العام و الخاص اليوم روائعه الدرامية والسينمائية على غرار "حسان تيرو" و"حسان نية" و"آه يا حسان" و"البوابون" و"الغولة" وغيرها من الأعمال. وتعد مسرحية "بدون عنوان" سادس إنتاج مسرحي لجمعية "أصدقاء رويشد" التي أنشئت عام 2003 وتسعى إلى تثمين أعمال هذا الفنان وترقية الفن الدرامي. ويروي هذا الإنتاج المسرحي -الذي كتبه خالد بوعلي ويتقاسم إخراجه الفنانان مصطفى عياد وصونيا- تراجيديا تجسد تعاسة الإنسان لتردده في اتخاذ القرارات التي قد تغير مجرى حياته. واعتبرت الفنانة صونيا التي تتقاسم في هذا الإنتاج المسرحي أيضا الدورين الأساسيين مع الفنان مصطفى عياد المسرحية مجموعة من اللوحات تطرح مشاكل إنسانية وتعكس طموحات تتعلق بحلم تحقيق السعادة. أحمد عيّاد "رويشد" (1921- 1999) أحمد عياد من مواليد 20 أفريل 1921 بحي القصبة بالجزائر العاصمة، بدأ حياته عاشقا للرياضة غير أنه يجد الترحيب من طرف نادي ريد-ستار أنداك، الذي وجهه مسؤولوه إلى العدو الريفي ثم ممارسة كرة القدم، ولكنه انقطع عنها فيما بعد وبمساعدة عمر لعواصي التحق بفرقة "رضا باي" المسرحية الهاوية التي مثّل فيها عديد الأدوار الكوميدية في مسرحيات قصيرة.وكان من محبي الفنان القدير رشيد قسنطيني 1887-1940 ومتتبعي أعماله، لذلك أصبح يعرف برويشد. و بدعوة من بشتارزي الذي كان يدير فرقة المسرح العربي بقاعة الأوبرا بالعاصمة انضم إلى الفرقة عام 1942، ومثل فيها عديد المسرحيات، وفي سنة 1949 انضم إلى فرقة محمد الرازي حيث مثل إلى جانب الممثل القدير حسان الحسني في العديد من المسرحيات منها: "مصائب بوزيد" و"بوزيد والجن"وغيرها . وابتداء من عام 1953 شرع في أداء بعض اسكتشات في حصة إذاعية تسمى "الدراوشي" ثم في حصة أخرى بعنوان " اشرب و اهرب" ونظرا لمواقفه المعادية للإدارة الاستعمارية في أعماله المسرحية أُدخل سجن سركاجي ما بين عام 1957 و1959. ومع الاستقلال تغيرت الأمور والبداية كانت سنة 1963 بقرار تأميم لمسرح الجزائري و إنشاء فرقة المسرح الوطني التي أصبح الفنان رويشد أحد أعضائها وأصبح نجما ساطعا في سماء المسرح و السينما الجزائرية، من خلال أعمال مشهورة مثل حسان طيرو التي ألفها رويشد وأخرجها مصطفى كاتب سنة 1963، ومسرحية البوابون التي ألفها هو أيضا وأخرجها مصطفى كاتب سنة 1970، وتحصلت كل منهما على الجائزة الأولى في مهرجان المنستير بتونس، كما ألف مسرحية الغولة وأخرجها عبد القادر علولة سنة 1964، ومسرحية "آه ياحسان" التي ألفها وأخرجها بنفسه سنة 1978. ومعروف عن رويشد أنه يكتب نصوصه من عمق الواقع الاجتماعي بأسلوب ساخر وناقد، ويقوم بأداء الدور الرئيسي فيها ويطوره عن طريق الارتجال والتفاعل مع الظروف المقترحة أثناء العرض أو أثناء التصوير بالنسبة للسينما، لقد كان فعلاً ظاهرة جديرة بالدراسة، كما مثّل في العديد من الأفلام السينمائية ك: "حسان طيرو" و"هروب حسان طيرو" و"حسان النية".في سنة 1993 كتب الفنان رويشد مذكراته ممزوجة بين الفرح والحزن،ولقد تأثر تأثراً شديدا بوفاة ابنه منير البالغ من العمر 13 سنة، ولقد كان هذا الحزن سببا في تفاقم مرضه إلى أن أدركته المنية بتاريخ 28 جانفي 1999 رحمه الله.