أكد أول أمس الدكتور جمال ولد عباس وزير التضامن الوطني والأسرة والجالية الوطنية بالخارج أن خمسة آلاف حافلة مدرسية ستوزع على مداشر وقرى 1541 بلدية بالوطن، ويدخل هذا في إطار التجسيد العملي لبرنامج رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، القاضي بالتكفل التام بمسألة النقل المدرسي في المناطق النائية والقرى المعزولة. وزير التضامن الوطني أوضح من وهران أول أمس أن وزارته أسهمت بشكل واضح في التخفيف من أعباء النقل المدرسي المطروحة خاصة على مستوى البلديات والمناطق الفقيرة المعزولة، حيث أكد أن وزارة التضامن وفرت 1300 حافلة نقل منذ سنة 2000 ، إلى جانب 2900 حافلة، التي وفرتها المجالس الشعبية البلدية. وقال الوزير أن عملية توزيع الحافلات متواصلة عبر كامل التراب الوطني، وهدفها مثلما هو محدد التخفيف من أعباء التلاميذ المتمدرسين وأوليائهم من أعباء النقل، لاسيما منهم الذين يقطنون بعيدا عن المؤسسات التربوية . ونشير إلى أن الدولة وفق ما أوضح وزير التربية مؤخرا خصصت حوالي 8 ملايير دينار لدعم النقل المدرسي للسنة الدراسية 2008/ 2009 ، ورغم هذا فإن الكثير من المناطق النائية والمعزولة مازالت محرومة من النقل المدرسي، وهو الأمر الذي يحتم على الدولة أن تعمق النظر في هذه المسألة الهامة والمصيرية لاسيما في المناطق الجنوبية وبعض مناطق الشرق والغرب والوسط ، التي لايتوفر بعضها على النقل المضبوط في توقيتاته مع الساعات الدراسية للتلاميذ، وقد تتضاعف معاناة سكان هذه المناطق خصوصا بالنسبة إلى التلميذات، والتلاميذ الآخرين الذين هم في سن التعليم التحضيري والسنوات الأولى من التعليم الابتدائي. وحسب عينات عن قطاع التربية وأولياء معنيين بهذا الإشكال المدرسي على مستواهم بولايتي باتنة وأم البواقي والبيض، فإنهم يرون أنه بإمكان الوصاية، عن طريق مديريات التربية بالولايات، أو عن طريق البلديات والدوائر أن توفر حافلات، وفق توقيتات محددة، يسهم في تغطية أتعابها أولياء التلاميذ، كل حسب قدرته المادية، والباقي تتكفل به المؤسسات الرسمية للدولة( مديرية التربية، الولاية، البلدية.... الخ) هؤلاء يرون أن ضمان النقل المدرسي للتلاميذ أهم بكثير من ضمان الإطعام، حتى وإن كان هذا الأخير مهما للغاية لاسيما بالنسبة للتلاميذ القاطنين بمسافات بعيدة عن مدارسهم، وطالما أن الدولة مثلما يضيفون آخذة على عاتقها بصفة تكاد تكون كلية مسألة الإطعام المدرسي، إلى جانب مجانية الدراسة، ومجانية دروس الدعم، والعلاج المدرسي،ومجانية جزء هام من الكتب، والمنحة المدرسية، وما إلى ذلك من التكفلات الأخرى، فإنه ليس من الصعب على دولة تتكفل بكل هذا، من أن توسع تكفلها التام بالنقل وفق الصيغ المختلفة التي تراها مناسبة، وتتوفر على قابلية التطبيق، حتى ولو كانت بإسهام من بعض الأولياء. وحتى نفهم ما يتحدث عنه هؤلاء بالنسبة إلى مسألة النقل المدرسي، نشير إلى أن الدولة وفق تصريحات الوزير بن بوزيد قد رصدت للسنة الدراسية الجارية 6 ملايير دينار، خاصة بمنحة التمدرس ل 3 ملايين تلميذ معوز، و5,6 ملايير دينار كمساهمة منها في ضمان مجانية الكتاب المدرسين لصالح أكثر من ثلاثة ملايين و870 ألف تلميذ، وكذا خصصت مبلغ 5,12 مليار دينار لتعزيز المطاعم المدرسية التي توسعت شبكنها بشكل ملفت للانتباه في السنوات الأخيرة، حيث انتقل عددها من 4114 مطعم سنة 1999 إلى 11622 سنة 2008 ، إلى جانب تخصيص مبلغ 2,7 مليار دينار للتكفل ب 776000 تلميذ نصف داخلي، و97000 تلميذ آخر داخلي، ومليار دينار خصصته لتوفير اللوازم المدرسية للمعوزين.