لايمكننا الاحتفال باليوم العالمي للمرأة دون الحديث عن دور المرأة الكاتبة التي ساهمت في صنع مجد المرأة الجزائرية من خلال حضورها المتميز في الساحة الثقافية ، حيث قدمت للمكتبة العربية العديد من المؤلفات واستطاعت أن تشرف الجزائر وتسجل اسمها بحروف من ذهب في سماء الإبداع العربي والعالمي. تعتبر الأديبة زهور ونيسي من أبرز الكاتبات الجزائريات اللواتي ولجن عالم الكتابة في ظروف جد صعبة ، فكانت من أول المبدعات اللواتي كتبن عن الوطن فقرأنا لها " من يوميات مدرسة حرة " ، "لونجة والغول" ، "الرصيف النائم" ،"على الشاطئ الآخر".. جاهدت ونيسي في ثورة التحرير وهي تحمل وسام المقاوم ووسام الاستحقاق الوطني، تقلدت مناصب عليا ثقافية وإعلامية واجتماعية وسياسية، منها عضو المجلس الشعبي الوطني في الفترة من 1977 إلى 1982م،وكانت أول امرأة تتقلد وزيرة للشؤون الاجتماعية ثم للتربية الوطنية،وكانت أول امرأة في الجزائر ترأس وتدير مجلة نسوية "الجزائرية" . وإلى جانب زهور ونيسي برزت الأديبة جميلة زنير والتي اشتغلت لفترة طويلة في مجال التعليم قبل أن تتفرغ للكتابة فألفت العديد من الروايات والمجموعات القصصية نذكر منها " تداعيات امرأة قلبها غيمة" ، "أسوار المدينة"، "أنيس الروح" هذه الأخيرة التي أهدتها إلى ابنها الذي قضى في حادث تحطم طائرة، وقد عانت جميلة زنير كثيرا جراء هذه الصدمة التي تعرضت لها لكنها استطاعت أن تنبعث من حزنها مثل طائر الفينق وتعود بقوة إلى المشهد الثقافي في بلادنا فشاركت في الملتقيات الأدبية وأشرفت على العديد من الفعاليات ومن ذلك ترأسها للجنة تحكيم جائزة رئيس الجمهورية. ولايمكننا أن نغفل اسم " أحلام مستغانمي " صاحبة الثلاثية الشهيرة " ذاكرة الجسد" ، " فوضى الحواس" ، " عابر سرير" وهي الحائزة على جائزة نجيب محفوظ عام 1982 عن روايتها ذاكرة الجسد التي سردت من خلالها حكاية عشقها الكبير لمدينة قسنطينة . واستطاعت أحلام مستغانمي أن تكرس لثقافة الاعتراف والتكريم من خلال رعايتها لجائزة مالك حداد للرواية والتي أرادت من خلالها تكريم الروائي الكبير مالك حداد وتشجيع الروائيين الجزائريين . وللشاعرة ربيعة جلطي حضورها الكبير في مشهدنا الثقافي، فهذه المرأة التي قدمت من الغرب الجزائري تركت بصمتها في المشهد الثقافي من خلال نشاطها الكبير ، حيث وبفضل مجهودها عندما كانت على رأس صندوق دعم الإبداع رأت الكثير من أعمال المبدعين الشباب النور ، وأذكر أنها كانت متألقة جدا وهي تقرأ قصائدها في منصات الشعر ، كما أنها مؤسسة مهرجان الشعر النسوي الذي يجمع الشاعرات في مدينة من المدن الجزائرية ماهذه سوى نماذج للمبدعة الجزائرية التي تؤكد دوما أنها على استعداد دائم للمساهمة في بناء وطنها من خلال قلمها وأفكارها المتجددة وأنها قادرة على الإبداع والعطاء خاصة إذا وجدت الدعم والمساندة من أخيها الرجال .