تكتنز الساحة الغنائية والفنية الجزائرية الكثير من الأسماء النسائية اللامعة، التي تألقت في الإخراج المسرحي والسينمائي، وكذا التمثيل والإبداع والتأليف، حيث تطل علينا العشرات من الوجوه النسائية المبتسمة من واجهات محلات بيع الكاسيت وأفيشات الأفلام والمسلسلات· سطعت في السنوات الأخيرة بعض الأسماء النسوية في مجال الإخراج السينمائي، على غرار فيلم مال وطني الذي نال إعجابا واسعا، للمخرجة فاطمة بلحاج، التي اقتحمت عالم الإخراج من خلال هذا العمل والتي كانت ناجحة جدا، وفيلم ما وراء المرأة للمخرجة نادية شرابي لعبيدي، وفيلم 5 ماي 1945 لمريم حميدات، ومجاهدات معركة الجزائر لباية الهاشمي، كما تألقت الكثيرات في عروض أبي الفنون، ومنهن المخرجة صونيا التي قدمت العديد من الأعمال الناجحة منها لغة الأمهات وحتى تتم·، في حين استطاعت أن تظهر المخرجة حميدة أيت الحاج موهبة التمثيل لدى مطرب الراي الأول لطفي دوبل كانون في مسرحية النهر المتحول الى جانب نجاحها في مسرحية فاطمة·· من جهتها، استطاعت المخرجة فوزية أيت الحاج أن تخط اسمها بحروف من ذهب، من خلال الأعمال التي قدمتها وعلى رأسها العشيق عويشة والحراز والمرسولة بنت الدايخ·· كما قدمت الروائية المخرجة آسيا جبار، العديد من الأفلام، منها نوبة نساء جبل شنوة وأغاني النسيان·· وأحرز فيلم رشيدة للمخرجة يمينة شويخ 16 جائزة عبر مهرجانات السينما العالمية· وافتكت الكثير من الممثلات الجزائريات جائزة الفنك الذهبي عن أدوارهن الرئيسية والثانوية في المسلسلات الجزائرية، حيث حصلت مؤخرا مليكة بالباي على الجائزة للمرة الثانية· وفي عالم التأليف الغنائي، برزت المؤلفة سلمى عنقر التي قدمت المئات من الأغاني لمطربين جزائريين وجزائريات في طبوع وألوان غنائية مختلفة، ولامست العزة بالنفس والكبرياء في رائعة مازالني أعلى ديداني التي أدتها نعيمة ادزيرية بدورها بأسلوب مميز، والحديث عن نعيمة التي فاجأت محبيها مؤخرا، برغبتها في اقتحام عالم الكلمة واللحن بالاعتماد على نفسها، يظهر إرادتها الفولاذية وقهرها لكل العقبات وتجاوزها لكل العقد· من جهتها، انفردت المطربة فلة عبابسة بأدائها لمختلف الطبوع والألوان الغنائية من شرقي، عاصمي، راي، عصري، واستطاعت أن تفتك لقب سلطانة الطرب العربي في موطنه، في حين تربعت شقيقتها نعيمة عبابسة على عرش سيدة الأعراس الجزائرية· مطربة الأندلسي زكية قارة تركي التي عشقت الموسيقى الكلاسيكية منذ نعومة أظافرها، والتي درست بجمعية الغرناطية التلمسانية والصنعة العاصمية، تسعى جاهدة للإيفاء بوعدها بتسجيل كل النوبات الاندلسية، حيث باشرت عملية تسجيل الكثير منها مثل نوبة الذيل، الرمل، الغريب1، الغريب 2، الرصد، كما تألقت في امريكا وسط العشرات من المطربين العالميين، حيث أصر الجمهور على عودتها الى المنصة بعد أداء وصلتها، وهو الأمر الذي لم يحدث مع أي فنان عربي، حسب قولها· كما استطاعت المطربة بهجة رحال أن تنتزع لقب سيدة النوبة الجزائرية بكل جدارة، خصوصا أن موهبتها الفنية القوية وشغفها بالموسيقى وعزفها على مختلف الآلات الموسيقية وعلى رأسها الموندولين والكويترا، جعلها متمكنة في أدائها وتميزت بطريقة الارتجال في الأداء ضمن التكامل الذي يطبع فرقتها الموسيقية، وقدمت الكثير من الأعمال منها نوبة الزيدان، نوبة المزموم، نوبة الرصد، نوبة الذيل، نوبة الغريب نوبة الحيسين، نوبة المايا، نوبة السيكا ونوبة المحنبة·· كما أوصت بالنوبات الجزائرية خيرا في لقائها الأخير بالصحافة الوطنية على هامش تقديم ألبومها الجديد الذي اشتقت كلماته من دواوين شاعرات الاندلس على غرار أم هانئ والولادة بنت المستكفي،ولا تزال الزهوانية ملكة الراي بدون منازع، رغم الزخم الفني والأصوات الكثيرة التي تشكل واقع الساحة الفنية الجزائرية، كونها مطلوبة بقوة في الحفلات، كما يتابع محبوها جديدها عن كثب· كما استطاعت المطربة نادية بن يوسف أن تعيد الى أذهاننا صورة أيام الفن الجميل في قعدات الشيخات، من خلال تأسيسها لفرقة موسيقية مشابهة لفرقة فضيلة ادزيرية، كما أسست مطربة المغربي فتيحة نسرين فرقتها النسائية نسرين منذ مدة· ظريفة، شريفة القبائلية، حسيبة عبد الرؤوف، حسيبة عمروش، زكية محمد، فائزة آمال، كريمة الصغيرة، أسماء حرموت، سيليا، كريمة القبائلية، نادية بارود، سميرة الوهرانية، الشيخة الريمتي وعشرات الأسماء التي نستسمح صاحباتها عدم ذكرها لضيق المكان···فهنيئا لمطربات الجزائر ونساء الجزائر بعيدهن العالمي·