شدد المترشح المستقل عبد العزيز بوتفليقة أمس من تلمسان على أهمية السند الشعبي والمشاركة القوية في الانتخابات كدعم للرئيس المنتخب المقبل على الساحة الدولية لمواجهة المخططات الأمريكية والغربية، كما أبرز أهمية إعداد سياسة وطنية للصحة العمومية لأن المشكل الذي يواجهه القطاع هو في التسيير وليس في الإطارات والإمكانيات. أشار بوتفليقة في التجمع المصغر الذي جمعه بإطارات قطاع الصحة لولاية تلمسان والولايات المجاورة لها إلى الأهمية والخصوصية التي تتميز بها الانتخابات الرئاسية مقارنة بالانتخابات المحلية والتشريعية، وهي الأهمية التي تتجاوز حدود الوطن، وقال إن الرئيس الذي سيتكلم باسم الجزائر في المحافل الدولية وحتى يكون صوته مسموعا يجب أن تدعمه قوة شعبية تعبر عنها نسبة المشاركين في التصويت، وخاطب بوتفليقة الحضور بالقول"عليكم أن تختاروا بين العودة بقوة إلى الساحة الدولية أو الصمت والذل" والمسافة بين الخيارين من وجهة نظر بوتفليقة تحددها نسبة المشاركة في الاستحقاق الرئاسي. وشدد بوتفليقة على أهمية أن يحظى الرئيس المقبل للجزائر بسند شعبي تعكسه نسبة المشاركة في الانتخابات الرئاسية، بالنظر إلى التحديات التي تواجهها البلاد لا سيما على الصعيد الدولي، ولم يخف بوتفليقة مخاوفه من المخططات الأمريكية والغربية خاصة في ظل الموقف الدفاعي الذي توجد فيه الجزائر على غرار بقية الدول العربية، مذكرا الحضور بسيناريو العدوان على غزة قبل أسابيع عندما انتظر مجلس الأمن أكثر من شهر ليجتمع ويفكر في توقيف المجزرة، بينما لو كانت الآية معكوسة وكان الشعب الإسرائيلي هو الذي يواجه العدوان لما تطلب الأمر أكثر من ساعة للتحرك، ويضيف بوتفليقة أنه من المهم أن نتحلى بالحكمة والعقل لكن ليس أن نسمح بأن تلحق بالشعب الجزائري الإهانة أو أن يقال عنه "جبان". وفي سياق عرض برنامجه الانتخابي، دعا بوتفليقة الناخبين إلى الاختيار بين الاستمرارية أو التغيير، وقال إن برنامجه ليس الاستمرارية لما تحقق في عشرية من الزمن وتلك الانجازات تغني عن الشرح في رأي بوتفليقة، وعلى الناخب أن يختار الاستمرارية أو التغيير. وفي حديثه عن قطاع الصحة فضل بوتفليقة أن يشير بإصبعه لمواطن الخلل بدلا من الحديث عن الانجازات التي تحققت خلال العهدتين المنقضيتين، وقال إن قضية الصحة ليست في الطبيب أو الممرض بل هي إشكالية التسيير، إلى جانب افتقاد البلاد لسياسة وطنية للصحة العمومية، ودعا إلى دراسات شاملة إقليمية ووطنية حول الصحة، متسائلا عن سبب تكليف الأطباء بتسيير المستشفيات رغم أنه وفي معظم مستشفيات العالم يقوم بهذه المهمة إطارات متكونة في القانون وفي الإدارة، كما انتقد بوتفليقة عدم تحكم الإطارات الجزائرية في قطاع الصحة في استعمال الأجهزة التي تقتنيها الدولة من الخارج والتي تضاهي تلك الموجودة في اكبر المستشفيات الأوربية.