اعترف المترشح عبد العزيز بوتفليقة أمس من ولاية ورقلة أن مواقفه كرئيس للجمهورية من ما كان يجري على الساحة الدولية على غرار العراق وفلسطينوأفغانستان كان يراعي من خلالها المصلحة الوطنية لأن صفوف الجزائريين ما تزال مصدعة، مشددا على أهمية الوحدة الوطنية والسند الشعبي للرئيس المقبل على الساحة الدولية. نزل أمس المترشح عبد العزيز بوتفليقة في إطار الحملة الانتخابية التي يخوضها لرئاسيات 9 أفريل الداخل على ولاية ورقلة التي كان له فيها لقاء مع أعيان المنطقة وشبابها وممثلين عن المجتمع المدني ومشايخ أهم الزوايا في المنطقة في خيمة عصرية نصبت في الملعب البلدي للمدينة، وحرص بوتفليقة في الخطاب الذي ألقاه أمام المشاركين أثار بوتفليقة جملة من القضايا ذات الصلة بملف المصالحة الوطنية الذي يعد أهم محاور برنامجه الانتخابي، كما توقف عند الهوية الوطنية والمستثمرين في هذا الملف لحسابات سياسية كما عاد إلى موقع الجزائر في الساحة الدولية وموقفها مما يجري في العالم المحيط بها. وفي تطرقه لحدث الساعة وهو الانتخابات الرئاسية شدد بوتفليقة مجددا على مواطني ولاية ورقة وعن طريقهم للشعب الجزائري على أهمية المشاركة في الموعد وتعبير الأغلبية من الناخبين عن خيارها لأن انتخابات 9 أفريل المقبل، مثلما يذهب إليه المترشح هو امتحان للجزائر على الصعيد الدولي لأن المشاركة القوية في الاستحقاق ستكون سندا للرئيس المقبل من شأنه المساهمة في رفع صوت الجزائر عاليا في المحافل الدولية، وأكد بالقول"لا نريد لصوت الجزائر أن يظل مبحوحا لا في فلسطين ولا في العراق ولا في أفغانستان"، مشيرا في إثارته لهذه الموضوع الذي تفاعلت معه القاعة بشكل كبير أن مواقفه في الماضي كرئيس للجمهورية من ما يجري في الساحة الدولية كان خوفا على المصلحة الوطنية، معتبرا أن الصمت إزاء بعض القضايا، والذي عبر عنه المترشح بالقول "صوتي كان مبحوحا" فرضته الضرورة، قائلا" لم يكن من طبعي لأنني سليل جيش التحرير الوطني وتتذكرون كيف كان صوت الجزائر مسموعا عندما كنت وزيرا للخارجية لكن للأسف صوتنا اليوم مبحوح لأن الصفوف مصدعة". نحن سلفيون لكن ليس بمفهوم "السلفيون الجدد" وفي سياق ذي صلة بالحديث عن الوحدة الوطنية التي تنعكس بشكل مباشر على وزن الدول ومكانتها في الساحة الدولية مثلما يذهب إليه المترشح، أكد المتحدث أن الوحدة الوطنية هي لصيقة بمسألة الأمن وأن دوامة العنف والإرهاب التي شهدتها البلاد خلال العشرية المنقضية حملت تهديدا كبيرا للوحدة الوطنية وكادت تهوي بالبلاد إلى الحضيض، وكان التحدي الأكبر حسب المتحدث هو إعادة هيبة ومكانة الجزائر في الخارج، وقال إنه لم يجد اصدق تعبيرا من "ارفع راسك يا با" شعارا لسياسته. وفي عودته للحديث عن الأزمة التي عاشتها البلاد أكد المترشح أن خطورة هذه الأزمة أن الجزائر ابتليت في أعز ما تملك وهو الدين، منتقدا في السياق نفسه الأطراف التي تسعى إلى التجديد للتيار السلفي أو ما يعرف دعاة السلفية الجدد، وقال "إن هذه السلفية لا نفقه منها شيئا"، مؤكدا في الوقت نفسه أن الجزائريين كلهم سلفيون لكن ليس بالمفهوم المطروح على الساحة الدولية هنا وهناك أو على الساحة الجزائرية مثلما يدعو إليه السلفيون الجدد، كما أشاد المترشح بالدور الذي لعبته الزوايا في منطقة الجنوب من تعليم للدين ونشر تعاليمه السمحة مما قلل من وقع الأزمة في المنطقة، كما عاد وذكر بموقف الشعب الجزائري من مشروعي الوئام المدني والمصالحة والوطنية والقدرة التي أثبتها في العفو والتسامح وهو ما كان وراء إطفاء نار الفتنة، وأضاف بوتفليقة أن الجزائر اليوم على استعداد للتصدي لبقايا الجماعات المسلحة التي تصر على إرهاب الجزائر، مثلما هي قادرة على فتح ذراعيه لمن يعود مجددا إليها وتقول له "عفا الله عما سلف". بوتفليقة يرد على المتاجرين بالهوية الوطنية من بين القضايا التي أثارها المترشح في لقائه مع أعيان منطقة ورقلة وشبابها الهوية الوطنية مجددا التأكيد على هوية الجزائر الأمازيغية قائلا" نحن أمازيغ عربنا الإسلام"، رافضا في الوقت نفسه المتاجرة بالهوية الوطنية موجها خطابه لهؤلاء قائلا"لمن يتغنى بالأصالة لستم أكثر أصالة منا"، وقضية الهوية الأمازيغية التي تستغلها بعض الأطراف من وجهة نظر المترشح لا تتلخص في مطالب إنشاء أكاديمية للأمازيغية أو مجلس أعلى للأمازيغية، وقال إن الدولة قادرة على فعل ذلك وستنشئ الأكاديمية والمجلس، كما أن الأمازيغية ليست في ترسيم عيد "يناير" مثلما يدعو البعض لأن كل الجزائريين مثلما يذهب إليه المترشح تحيي احتفالات "يناير"، مشيرا إلى أن قضية الأمازيغية يفترض أن تطرح بعيدا عن الحساسيات، وقال إنه صريح وواضح في التعامل مع هذه القضية"نحن لا نخفي ما نقول ولا نقول ما نخفي". تقليص الهوة بين الشمال والجنوب في عرض المخطوط العريضة لبرنامجه الانتخابي المبني على الاستمرارية أكد بوتفليقة أن من أهم الأهداف التي سطرها في العشرية الماضية والتي يعتزم العمل على تعزيزها في العهدة المقبلة إن اختار الشعب الجزائر تزكيته هو بناء دولة واحدة من الشمال إلى الجنوب ومن الشرق إلى الغرب، من خلال تقليص الهوة بين الشمال والجنوب، وقال إن انطلاقا من هذا الهدف كانت فكرة إنشاء برنامج تنمية ولايات الهضاب والجنوب، والتزم بوتفليقة ببرامج تكميلية في المخطط الخماسي المقبل.