دعا المترشح المستقل السيد عبد العزيز بوتفليقة أمس من تلمسان الشعب الجزائري إلى إيلاء الأهمية اللازمة لانتخابات التاسع أفريل المقبل، من أجل إعلاء صوت الجزائر بين الأمم في ظل عالم تعود فيه الهيمنة للأقوى، وأكد أن هذا الصوت العالي لن يتأتى إلا من خلال مشاركة واسعة وقوية في الرئاسيات القادمة، قائلا للناخبين "اختاروا من تشاءون بحرية، لكن المهم أن تصوتوا". وأشار المترشح في لقاء جواري مع إطارات قطاع الصحة بدار الثقافة عبد القادر علولة بتلمسان إلى أنه، يكفيه شرفا أن كان رئيسا على الجزائريين لمدة 10 سنوات، وان ماحققته الجزائر من انجازات خلال هذه المدة، تترجم كل أهداف برنامجه الذي يقترح الاستمرارية على نفس نهج البناء والتسيير "ولا شيئ غير ذلك"، موضحا في هذا السياق أنه علاوة على المشاريع المستقبلية التي يعتزم تجسيدها من خلال برنامج تنموي بقيمة 150 مليار دولار، فإن أبرز الجهود التي يحملها برنامجه تشمل تعزيز مسار السلم والمصالحة الوطنية، وقال في هذا الصدد مخاطبا الحاضرين بالقاعة أن "الاستمرارية التي نريدها للجزائر لا تأتيكم بجديد، عدا أن قضية المصالحة الوطنية ستركًز وتعمق أكثر فأكثر لأنها لن تتحقق بشكل كامل سوى بمشاركة كل الناس". وذكر السيد بوتفليقة بالمناسبة بأن ما قام به في هذا المجال بدعم وتزكية من الشعب الجزائري برمته، هو إعادة الأمور إلى مجاريها، ملخصا مساعيه الحثيثة في هذا الشأن بقوله "هناك ناس كانوا يريدون العودة إلى أحضان المجتمع بعد أن خربوا البلاد، فقابلهم الشعب واحتضنهم، والآن يقولون لنا لم تُعط لنا حقوقنا، فإجابتي لهم بأن الشعب هو الذي يعيد لكم هذه الحقوق". وحيا المترشح بالمناسبة وقفة الشعب الجزائري التاريخية من اجل الوئام المدني والمصالحة الوطنية، مقدرا بأن هذه الوقفة فاقت وقفة جيش التحرير الوطني الذي دافع عن البلاد وأعاد لها استقلاليتها، على اعتبار أن هذا الأخير كان يعرف عدوه. وفي حديثه عن واقع قطاع الصحة الذي شكل محور اليوم الثالث من حملته الانتخابية، أكد المترشح بوتفليقة ضرورة إعداد دراسة شاملة لسياسة الصحة العمومية، معيبا على السياسة المعتمدة في هذا القطاع لحد الآن أنها لا تكادتخرج عن إطار الطبيب والممرض والمستشفى أو المصحة"، وأوضح في هذا الخصوص أننا بحاجة في هذا القطاع إلى مهندسين وقانونيين وعلماء النفس وعلماء الإجتماع وان "الصحة هي سياسة شاملة تشمل عدة عناصر وفاعلين، أدى غيابهم إلى تردي أوضاع القطاع بالجزائر بدليل أن المريض الذي يقصد تكثيف علاجه بالخارج، يطلب منه إعادة كل الفحوصات والتشخيصات التي قام بها في الجزائر". كما اعتبر المترشح انه من غير المعقول أن يتولى الطبيب مهمة تسيير المستشفيات والمصالح الطبية فيما يفترض أن مهنته هي معالجة المرضى، مؤكدا بأن الهياكل الاستشفائية الجزائرية لا تقل أهمية عن غيرها في الخارج، من حيث حجمها والتجهيزات التي تتوفر عليها، "غير أن مردوديتها لا تساوي مردودية نظيراتها في الخارج". وأرجع السيد بوتفليقة أسباب ذلك إلى سوء التسيير وغياب سياسة واضحة للصحة العمومية، الأمر الذي يستدعي -حسبه - إعادة النظر في هذه السياسة وإحداث قطيعة مع النظرة التقليدية في تسيير القطاع واعتماد نظرة جديدة تراعي في محتواها ضرورة الكف عن إيلاء مهام التسيير والتخطيط للطبيب "الذي ينبغي أن يتخصص في التطبيب فقط" وتطوير سياسة القطاع في علاج مختلف الأمراض ولاسميا منها الأكثر انتشارا، مع التكفل بالجوانب الوقائية ولاسيما منها العوامل التي تؤثر على صحة الإنسان، داعيا في سياق متصل إلى العمل على التصدي لإشاعة ثقافة نقل المسنين إلى دار العجزة في مجتمعنا، وكذا إعطاء المرأة الطبيبة كل حقها في القطاع على اعتبار أنها تجاوزت حدود مهنة التمريض إلى أعقد تخصصات الطب، "وفاقت الرجل أحيانا في إجراء العمليات الجراحية". وفي ختام نشاطه الجواري جدد المترشح عبد العزيز بوتفليقة الذي ترجل عند وصوله وسط مدينة تلمسان على طول شارع العقيد لطفي، لتحية المواطنين، دعوته للحاضرين بضرورة الإدلاء بأصواتهم لاختيار من يرونه مناسبا لهم ولخير البلد خلال الاستحقاق المقبل، مؤكدا بأنه حتى وإن نال ثقتهم في الانتخابات الرئاسية فإنه سيكون دوما بحاجة إلى مساندة الشعب من أجل تطبيق أفكار الاستمراية.