قررت نقابة ميناء الجزائر العاصمة تأجيل احتجاجاتها إلى ما بعد الرئاسيات التزاما بالتعليمات التي وجهها لها مؤخرا الأمين العام للاتحاد العام للعمال الجزائريين عبد المجيد سيدي السعيد الذي وعد العمال بدراسة الملف مباشرة بعد التاسع أفريل المقبل، علما أن هؤلاء أعربوا عن رفضهم للعقد المبرم مع "موانئ دبي العالمية" ومنه برنامج العمل الذي بدأ تطبيقه بعد انطلاقها في تسيير نهائي الحاويات. عمال ميناء الجزائر العاصمة، كانوا ينوون تنظيم احتجاج آخر للمطالبة بإلغاء برنامج العمل الجديد الذي فرضته "موانئ دبي العالمية" والتعبير في الوقت نفسه على مواصلة رفضهم للعقد المُبرم مع هذه الشركة إلا أنهم تراجعوا عن ذلك بعد التزام الأمين العام للمركزية النقابية عبد المجيد سيدي السعيد بدراسة الملف مباشرة بعد الانتخابات الرئاسية، وقال أحد أعضاء المكتب الوطني للنقابة في اتصال به "نحن نعلم أنه من الصعب التراجع عن العقد لكننا نرفض أن يتم فرض برنامج عمل يتجاوز الحقوق التي اكتسبها العمال وغير مطابق لما هو معمول به في الدول التي تنشط فيها هذه الشركة". وواصل يقول "هدفنا من الاحتجاج الذي قمنا به هو الدفاع عن حقوقنا وليس التشويش على الانتخابات كما يُمكن أن يذهب إليه البعض الذين يريدون فعلا التشويش على هذا الموعد". وكانت النقابة مع بداية الأسبوع الماضي وبعد يومين فقط عن البيان الصادر عن "موانئ دبي" الذي تضمن الإعلان عن انطلاق الشركة في عملها، لجأت إلى شن احتجاج دام ساعتين وهو ما دفع سيدي السعيد إلى التدخل باعتبار أن الاحتجاج جاء موازاة مع الحملة الانتخابية ومُخالف تماما للعقد الوطني الاقتصادي والاجتماعي الذي التزم من خلاله الاتحاد العام للعمال الجزائريين كطرف اجتماعي بضمان التهدئة وإتباع مسار الحوار في حل أي مشكل قد يطرأ والابتعاد عن الاحتجاجات والإضرابات خلال مدة العقد المقدرة بأربع سنوات بداية من جانفي 2007. موازاة مع ذلك يرتقب أن تنظم التنسيقية الوطنية لنقابات الموانئ لقاء خلال الأيام الجارية يتم خلاله دراسة هذا الملف باعتبار أن منح عملية تسيير نهائي الحاويات قد يمس موانئ أخرى إضافة إلى العاصمة وميناء "جنجن" بولاية جيجل. وكان قومري محمد المنسق الوطني للتنسيقية، أكد لنا مؤخرا أن الهدف من التحركات التي ستلجأ إليها التنسيقية ستتركز على الدفاع على حقوق العمال والوقوف ضد أي عملية تسريح، لكن عملية الشراكة، برأيه، هي من اختصاص السلطات العليا. في سياق متصل، أكدت "موانئ دبي العالمية" في أول بيان أصدرته بعد انطلاقها في تسيير نهائي الحاويات أن العمال سيستفيدون من دورات تكوينية لمدة شهرين كاملين في كل من جيبوتي، السينغال ودبي، وهما دولتين من بين ال31 بلدا التي تنشط فيها عبر العالم والتي تدير فيها 48 محطة بحرية و13 مشروعا لموانيء جديدة. وفي آخر بيان أصدرته هذه الشركة العالمية حول الأزمة العالمية الحالية وتأثيرها عليها، أوردت أنها لا ترى نهاية في الأفق لتراجع النشاط الناجم عن التباطؤ الاقتصادي العالمي معلنة عن انخفاض أحجام التجارة ثمانية بالمئة في الشهرين الأول والثاني من 2009، كما أوضحت "موانئ دبي" وهي أكبر مشغلي محطات الحاويات في العالم عن زيادة 48 بالمئة في نتائجها الأساسية للعام 2008 لكن الربع الأخير من العام شهد انكماشا حادا.