يشرع أعضاء الجالية الجزائرية بالخارج والمقدر عددهم ب 455 941 ناخبا ابتداء من اليوم وإلى غاية التاسع من شهر أفريل الجاري في الإدلاء بأصواتهم لاختيار رئيس للجمهورية من بين المرشحين الستة الذين يخوضون غمار هذا الاستحقاق الرئاسي المرتقب تنظيمه هذا الخميس. حسب الأرقام التي أعلنتها مؤخرا وزارة الداخلية و الجماعات المحلية فإن عدد الناخبين المقيمين بالخارج كان سنة 1999 محددا ب 773383 ناخب، وسيكون أعضاء الجالية الجزائرية على موعد انطلاقا من اليوم وعلى مدى خمسة أيام لممارسة حقهم المدني وأداء واجبهم الوطني والإسهام في مسيرة الحياة السياسية لوطنهم الأم من خلال مشاركة مكثفة وعدوا بها نظرا لأهمية هذا الحدث الحاسم لمستقبل البلاد. فطوال مدة الحملة الانتخابية لم تهدأ وتيرة التواصل بين أعضاء الجالية الجزائرية وسفارات وقنصليات بلدهم ومتابعة برامج المترشحين عبر القنوات التلفزيونية والإذاعية الوطنية وكذا الانترنت وذلك قصد الاطلاع عن فحوى برنامج كل مترشح. كما كثفت مصالح القنصليات الجزائرية حرصا منها على ضمان مشاركة قوية في الاقتراع الرئاسي من التقرب المباشر وغير المباشر مع أفراد الجالية عن طريق التجمعات و النشاطات الجوارية و الاتصالات الهاتفية والبريد و الإنترنت قصد تحسيسهم بأهمية انتخابات التاسع افريل. ولضمان إيصال صدى الحملة الانتخابية للمرشحين وممثليهم وإزالة أي لبس قد ينتاب أعضاء الجالية بشأن برامجهم فتحت القنصليات الجزائرية المنتشرة عبر مختلف دول العالم أبوابها أمام هؤلاء منذ مرحلة مراجعة القوائم الانتخابية وتحيينها ثم نشر البيانات الخاصة بالانتخابات مرورا بمرحلة الطعون. وتحسبا ليوم الاقتراع اتخذت ممثليات الجزائر في الخارج كافة الإجراءات المادية والتنظيمية اللازمة لضمان سيره الحسن من خلال تجهيز المكاتب الانتخابية لاستقبال أعضاء الجالية في أحسن الظروف بعضها ابتداء من اليوم وفقا للقانون الذي ينص على انطلاق الانتخاب بالنسبة لأعضاء الجالية الجزائرية بالخارج خمسة أيام قبل الاقتراع في الجزائر. و بقصد تقريب الناخب من مراكز الاقتراع فقد اعتمدت الممثليات الدبلوماسية الجزائرية بالخارج إلى اعتماد إنشاء مكاتب اقتراع جديدة تكون قريبة من تواجد أعضاء الجالية لتسهيل عليهم أداء الواجب الانتخابي و توفير عليهم مشقة التنقلات الطويلة و قد تم إعطاء تعليمات صارمة للمصالح الدبلوماسية بالخارج من أجل السهر على ضمان سير العملية الانتخابية في أجواء من الشفافية و النزاهة و ضمان حياد الإدارة، وقد أبدى أبناء الجزائر المقيمين بالخارج حسب ما نقلته وكالة الأنباء الجزائرية لاسيما في فرنسا التي يقطن بها أكبر جالية جزائرية بالخارج وعيهم بالرهانات الوطنية و أهمية للانتخابات الرئاسية ورغبتهم القوية في المشاركة فيها لتكون وسيلة داعمة لمسار الديمقراطية الذي اتخذته الجزائر كسبيل للنمو وترقية الفرد والمجتمع على حد سواء، ورغم بعدهم عن الوطن وارتباطهم بمقتضيات الحياة اليومية بالمهجر والتزاماتها حرص أبناء و بنات الجزائر بالمهجر على متابعة كافة جوانب التحضيرات للاقتراع انطلاقا من الإعداد لقوائم المرشحين وإقرار صلاحيات الملفات من طرف المجلس الدستوري إلى مرحلة الحملة الانتخابية وتنقلات المرشحين وممثليهم عبر ربوع الوطن. قد أجمع ممثلون عن الجالية الجزائرية بالخارج على أن المشاركة في الاقتراع الرئاسي ليوم 9 أفريل هو تأكيد للمواطنة و تعبير عن الانتماء للوطن الأم و تكريس و ترقية المسار الديمقراطي الذي تشهده الجزائر. وحظي ملف الجالية الجزائرية بالخارج باهتمام كبير ضمن برامج المترشحين للرئاسيات حيث أثيرت بشأنه مسألة "إنشاء مجلس استشاري للجالية الوطنية كفيل بأن يشكل وسيلة مميزة لنسج صلات بين الجزائريين في المهجر و تعزيزها"، كما كانت الحملة مناسبة تعرض خلالها المترشحون إلى وضعية الجالية الجزائرية بالخارج وضرورة ترقيتها وجعلها من أولويات السلطات العمومية