يعالج الدكتور عبد القادر تومي في كتابه الجديد"العولمة من الاقتصاد إلى الإيديولوجيا " الأساس الفكري الذي ارتكزت عليه ظاهرة العولمة وصولا إلى الأساس الإيديولوجي الذي أصبح الوجه الحقيقي المعبر عن فلسفتها من خلال البحث عن أسس الهيمنة الحديثة التي تنتهجها الدول القوية المسيطرة والتي أصبحت تستخدم شعارات العولمة كوجه من أوجه التحديث والتطور . تطرق الباحث إلى النشأة التاريخية للعولمة والسياق الفكري العام لبروز هذه الظاهرة مؤكدا أنها نتاج تراكمي لأحداث كبرى في التاريخ ولمجموعة من المتغيرات الاقتصادية والاجتماعية المصاحبة لتطور المجتمع البشري،واعتبر الدكتور العولمة الشكل الأكثر حداثة للاستعمار بمفهومه الاقتصادي والذي قام وما يزال من أجل خدمة مصالح القوى الرأسمالية من دول ومؤسسات ضخمة متعددة القوميات وهي المصالح المتواجدة في الولاياتالمتحدةالأمريكية وبيد شركاتها حيث تمثل الشركات المتعددة الجنسيات الشرايين المغذية للنظام الاقتصادي من خلال ممارساتها الاحتكارية للتجارة الدولية وبتحكمها في السيولة النقدية . وفي قسم آخر من الكتاب حمل عنوان " منظمة التجارة العالمية ومشروع العولمة " أكد الباحث أن المنظمة تسعى إلى تنفيذ مشروع العولمة على المستويين الاقتصادي والتجاري من خلال إدماج الاقتصاديات المختلفة ، وهي المنظمة التي تضم 146 دولة . وعن الأساس الإيديولوجي للعولمة يؤكد الدكتور عبد القادر تومي أنه ساهمت في تشكيله بعض الفلسفات التي روجت للفكر الرأسمالي ودعت إلى اعتباره الفكر القادر على مسايرة الحياة المعاصرة بما فيها من مستجدات تكنولوجية . ويؤكد الباحث أن لموضوع " العولمة" ردود فعل كثيرة تعكسها الاهتمامات الواضحة من طرف النخب والسياسيين، ويضيف موضحا : " وعلى الرغم من التناول الجاد لحقيقة الظاهرة وجوانبها كما ونوعا إلا أنه يتبين الالتباس العام في دلالات المفهوم والمرجعيات الفلسفية التي أطرت عمليات تشكل الظاهرة عبر مسارها الفكري الذي يساير تطور الفكر الرأسمالي .."،وخلص الباحث في الأخير إلى أن العولمة هي إعادة صياغة العالم وفق المقاييس الأمريكية . للإشارة فإن الدكتور عبد القادر تومي أستاذ محاضر بالمدرسة العليا للأساتذة ببوزريعة ، باحث بجامعة باريس، مهتم بمسائل العولمة ، الحوار الحضاري والعلاقات الدولية والحوار الحضاري ، شارك في عدة ملتقيات وطنية ودولية .