وصف أمس مدير ضبط وتطوير الإنتاج الفلاحي بوزارة الفلاحة، عمار أصباح، التهاب أسعار البطاطا بأنها "مرحلة قصيرة لن تدوم إلا أياما قليلة وناتجة عن تأخر عملية جني محصول الفصل بسبب الأمطار" وذهب يقول "عودة الشمس ستُمكن الفلاحين من الدخول إلى المزارع وجني المحصول وهو ما سيؤدي مباشرة إلى تراجع الأسعار باعتبار أن إنتاج هذا الفصل سيُعادل المليون و400 ألف طن بزيادة 200 ألف طن عن السنة الماضية". مدير ضبط وتطوير الإنتاج الفلاحي الذي كان يتحدث في حصة "ضيف التحرير" على أمواج القناة الثالثة للإذاعة الوطنية، أرجع سبب الارتفاع الذي تشهده أسعار البطاطا هذه الأيام إلى ثلاثة عوامل أساسية بما في ذلك الأمطار المتساقطة مؤخرا والتي تسببت بدورها في منع الفلاحين من الدخول إلى المزارع لجني المحصول، إضافة إلى المضاربة التي يقوم بها البعض مستغلين بذلك ندرة المنتوج ناهيك عن نهاية الفصل بالنسبة لبعض المنتوجات، ما يجعل مادة البطاطا مطلوبة جدا من قبل المواطنين. واعتبر المتحدث هذا الارتفاع مُجرد "مرحلة قصيرة جدا" لن تتواصل خلال الأيام المقبلة بما أن الإنتاج المرتقب أن يستقبله السوق سيكون وفيرا مقارنة بما شهدته نفس الفترة من السنة الماضية، بحيث سيبلغ إنتاج هذا الفصل 1 مليون و400 ألف طن مقابل 1 مليون و200 ألف طن العام الماضي، وهو ما سيؤدي بطريقة آلية، يضيف، إلى تراجع الأسعار وعودتها إلى مرحلتها الطبيعية مع العلم أن منطقة مستغانم مثلا تشهد منذ يوم الخميس الماضي جني ما بين 500 و600 طن يوميا. وكشف عمار أصباح عن إعداد الوزارة لمخطط خاص بعمليات تخزين كبرى يهدف إلى تفادي مثل هذا المشكل مستقبلا سيما بعدما ثبت نجاح عملية التخزين السابقة على عدة أصعدة على رأسها توفير المنتوج في السوق بأسعار تتراوح بين 30 و35 دج للكيلو غرام الواحد وتحفيز الفلاحين على العودة إلى إنتاج هذه المادة بعدما غادروها من قبل إضافة إلى تجاوز مرحلة أكتوبر دون تسجيل أي ندرة في هذه المادة بالرغم من كونها المرحلة الأكثر صعوبة سنويا. كما شدد أصباح على أن الوسطاء تسببوا بشكل فعال في رفع الأسعار عن طريق ممارستهم للمضاربة وأوضح أن الوزارة تعمل حاليا على تشجيع عملية تنظيم الفلاحين ومنه الوصول إلى تنظيم عملية بيع المنتوج بداية من المزارع ومن قبل الفلاح نفسه. وعن ارتفاع أسعار المواد الأخرى مثل الطماطم التي وصلت أسعارها إلى ما بين 100 و120 دج والفاصوليا 350 دج، أورد المتحدث أن ذلك يعتبر شيء عادي بالنظر إلى كون هذه المواد ليست في فصلها، أما بخصوص المنتوجات الفصلية فأكد بأنها ستكون أكثر وفرة خلال الأيام المقبلة ما سيدفع مباشرة إلى تراجع الأسعار. وحسب الأرقام التي أعلن عنها مدير ضبط وتطوير الإنتاج الفلاحي على مستوى وزارة الفلاحة والتنمية الريفية، فإن قدرة التخزين الوطنية عبر غرف التبريد تعادل حاليا 2 مليون و200 ألف طن وأن 3 مليون و300 ألف هكتار تم تخصيصها هذا العام لإنتاج الحبوب، مبديا ارتياحه بالسنة الفلاحية الجارية مقارنة بالسابقة. يذكر أن أسعار مادة البطاطا بدأت في الارتفاع منذ عدة أسابيع لتصل حاليا إلى ما بين 100 و120 دج للكيلوغرام الواحد بعدما كانت تتراوح في الحالات العادية بين 30 و45 دج حسب المناطق.