توقع مدير الضبط وتنمية الإنتاج الفلاحي بوزارة الفلاحة، السيد أصباح، أن تؤول أزمة البطاطا إلى الانفراج مع الشروع في جني المحصول الموسمي لمادة البطاطا، بداية من الشهر الجاري، وإنزاله إلى الأسواق. وقال أصباح في تصريح خاص ب"الشروق اليومي"، إن منتوج البطاطا الموسمية لهذه السنة، سيكون اقل من السنة المنصرمة، نظرا للظروف المناخية التي ميزت هذا الموسم. غير أنه لم يستبعد تأثير وصوله إلى الأسواق المحلية على واقع الأسعار، حيث سيساهم، كما قال، في تخفيض جنون الأسعار في الوقت الحالي، لأن وصول المحاصيل التي تم جنيها سيتزامن مع شهر رمضان المعظم، الذي عادة ما يقل فيه استهلاك الجزائريين لهذه المادة. المسؤول بوزارة الفلاحة، قلل من مخاطر تأثير "مرض الميلديوز" الذي ضرب الحقول المزروعة بالبطاطا هذه السنة على الإنتاج، حيث أكد بأن المساحات المزروعة التي أتلفها هذا المرض، لم تتعد 500 هكتار فقط من مجموع 35 ألف هكتار، تم زرعها بالطاطا الموسمية في الفترة الممتدة ما بين شهري ماي وأوت بمناطق الهضاب والسهول الساحلية، مرجعا ذلك إلى الاضطرابات المناخية التي عرفها فصل الربيع الأخير، والذي تميز بتساقطات مطرية معتبرة، حالت دون تمكن الفلاحين من معالجة مساحاتهم المزروعة في الوقت المناسب. ويتوزع إنتاج البطاطا في الجزائر على ثلاث مواسم في السنة الواحدة، تتمثل في البطاطا المبكرة، التي عادة ما يشرع في زراعتها بداية من شهر مارس، والبطاطا ما قبل الموسمية التي تبدأ زراعتها في شهر نوفمبر، والبطاطا الموسمية التي عادة ما يشرع في زراعتها بداية من ماي وجوان من كل سنة، مشيرا إلى أنه من بين المشاكل التي كانت سببا في محدودية إنتاج السنة الحالية، هو مشكل نقص البذور، بسبب كثرة الطلب عليها في الأسواق العالمية، وما ترتب عن ذلك من ندرة. وحسب مدير الضبط وتنمية الفلاحة، فإنه وبالرغم من عدم توفر أية أرقام في الوقت الحالي، حول حجم إنتاج البطاطا الموسمية، نظرا لكون عملية الجني لا زالت في بدايتها على مستوى المناطق الداخلية، على غرار كل من سطيف وعين الدفلى وسوق اهراس المعروفة عادة بإنتاجها الوفير، إلا أنه أشار إلى أن نزول محصول ما يقارب 34 ألف و500 هكتار من الأراضي المزروعة إلى الأسواق في غضون أقل من شهر، من شأنه أن يساهم في تخفيض النقص المسجل على المستوى المحلي، وهو عامل اعتبره مساعدا ومؤشرا على بداية عودة الأسعار إلى مستويات معقولة في الأيام القليلة المقبلة. وكان إنتاج المواسم القليلة الماضية من البطاطا قد حقق أرقاما معتبرة، على غرار محصول السنة الماضية، الذي سجل أكثر من مليون طن، وكذلك الشأن بالنسبة لسنتي 2005 و2006 ، الأمر الذي أدى إلى وصول أسعار هذه المادة إلى مستويات جد منخفضة، كانت سببا في تضرر الكثير من الفلاحين، غير أن المضاربين أقدموا على تخزين كميات معتبرة منها في غرف التبريد، التي أنشئت في واقع الأمر بأموال العم الفلاحي، وذلك بنية الاحتكار وبغرض رفع الأسعار. محمد مسلم:[email protected]