جددت فرنسا رفضها دخول تركيا إلى الاتحاد الأوروبي كما أوضح وزير خارجيتها الذي كان سابقا من مؤيدي المشروع الذي يلاقي أيضا معارضة ألمانيا رغم مطالبات الرئيس الأمريكي باراك أوباما بضرورة دمج تركيا في منطقة اليورو بعد تطبيقها الإصلاحات المطلوبة. فقد تراجع وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنر عن موقفه السابق المؤيد لانضمام تركيا إلى الاتحاد وذلك على خلفية تصرف أنقرة الأخير في مؤتمر قمة حلف شمال الأطلسي (ناتو) الذي استضافته ألمانياوفرنسا. وبرر كوشنر في تصريح إعلامي أمس هذا التراجع بقوله إن التوجه التركي الذي يأخذ طابعا دينيا وتراجعا ملحوظا عن النظام العلماني يمثل مصدر قلق لفرنسا، معربا عن صدمته من موقف تركيا من ترشيح رئيس الوزراء الدانمركي أندرس فوغ راسموسن لمنصب الأمين العام لحلف الناتو. وأضاف الوزير أنه فوجئ بموقف تركيا الرافض لهذا الترشيح على خلفية موقفه من نشر الرسوم المسيئة للرسول الكريم محمد (صلى الله عليه وسلم) في إحدى الصحف الدانماركية قبل أربعة أعوام. ولفت إلى أن هذا الموقف جعله يشعر بتعرض لضغوط كبيرة من قبل نظرائه في الحلف بسبب موقفه السابق المؤيد لانضمام تركيا إلى الاتحاد، معتبرا أن تركيا لم تكن موفقة في إثارة مسألة الرسوم المسيئة في قمة الحلف. وكان الرئيس التركي عبد الله غل أفشل التصويت الأول على ترشيح راسموسن لمنصب الأمين العام للناتو بسبب رفضه القاطع للترشيح، لكنه تراجع عن موقفه بعد أن تمكن الرئيس الأمريكي باراك أوباما من التوصل لتسوية مرضية لهذه المسألة. يشار إلى أن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي انتقد ما وصفه تدخل أوباما في قضية لا تخص الولاياتالمتحدة عندما رد على تأييد الرئيس الأمريكي لانضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي بقوله في تصريح له قبل يومين إنه كان ولا يزال يعارض انضمام تركيا إلى الاتحاد. وانضمت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إلى هذا الموقف عندما ردت على الطلب الأمريكي بشيء من البرود، معتبرة أن انضمام تركيا إلى الاتحاد يبقى مسألة مطروحة للنقاش. يذكر أن تركيا بدأت عام 2005 مفاوضات الانضمام إلى الاتحاد والتي تعثرت بسبب معارضة فرنساوألمانيا فضلا عن الخلاف الحاد مع أنقرة بشأن إعادة توحيد الجزيرة القبرصية ومسائل أخرى تتعلق بالإصلاحات المطلوبة في أكثر من 35 مجالا يتعين على الدولة المرشحة للانضمام تطبيقها أولا قبل الموافقة على قبول عضويتها.