صدر عن منشورات الرابطة الوطنية للأدب الشعبي كتابا جديدا للأستاذ بولرباح عثماني والذي يعد مساهمة في إبراز جماليات القصيدة الشعبية في الجزائر وبالخصوص في مدينة الأغواط مسقط رأ س العديد من الشعراء الذين أبدعوا في كتابة الشعر الشعبي . أشار الأستاذ عثماني في مقدمة كتابه إلى أهمية الأدب الشعبي الذي يعتبر فرعا مهما من فروع المعرفة الإنسانية كونه يعنى بمظاهر حضارات الشعوب،وأكد المؤلف أن تعرض الأدب الشعبي لعوامل التغيير المختلفة البشرية والطبيعية والمادية جعله مهددا بالضياع حيث لايمكن تدريسه كمادة دون أن يحيط به سجل مدون يكون ملاذا للدارسين في تفحصها وتحليلها . وتناول المؤلف في القسم الأول من الكتاب " أصالة الأدب الشعبي ومقوماته" باعتباره كان ولايزال مرآة صادقة تعكس تاريخ المجتمعات وصورة معبرة عن ثقافة الشعب وتطلعاته وابرز المؤلف موضحا : " إن التراث الشعبي لايزال يحفز العقلية العربية على الاستمرار والتواصل فهو يمثل الأساطير والحكايات الشعبية ..هو جزء من الحاضرة الإنسانية وعنصر فعال في تطورها وتقدمها.." وفي القسم الثاني من الكتاب أبرز المؤلف الألوان الإبداعية الشعرية والقصصية التي تزخر بها منطقة الأغواط التي لها خصوصيات أدبية وإبداعية خاصة وأنها تضم أحد رموز الشعر الشعبي الجزائري الشاعر عبد الله بن كريو صاحب رائعة " قمر الليل " التي تغنى بها ولايزال كبار مطربي الأغنية الصحراوية وعلى رأسهم الفنان خليفي أحمد ،وأشار المؤلف إلى نخبة من الأسماء التي تؤثث مشهد الشعر الشعبي بالأغواط ، من ضمنهم : يوسف الأغواطي ، مصطفى حران ، السايح خثير..الخ وشكل " جماليات الوصف في القصيدة الشعبية الجزائرية " موضوع القسم الثالث من الكتاب حيث أكد المؤلف أن لغة القصيدة الشعبية لاتعتمد في كتاباتها على التعقيد أو الغموض إلا في بعض القصائد التي يكتنفها الرمز أو الإيحاء كما هو الحال في بعض القصائد الصوفية التي تحتاج إلى إعمال فكر واستحضار معان . وقدم الأستاذ بولرباح عثماني في القسم الأخير من الكتاب دراسة في لغة وإيقاع الأغنية الصحراوية الجزائرية حيث أكد أن موسيقى الأغنية الصحراوية اعتمدت لضمان بقاءها وحفظها على وسائل بدائية وبديهية تقوم على الحفظ والتداول الشفوي جيلا بعد جيل بعيدا عن وسائل التدوين والكتابة . للإشارة فإن الأستاذ بولرباح عثماني من مواليد مدينة الأغواط ، متحصل على شهادة الماجستير من جامعة الجزائر وهو بصدد إعداد أطروحة دكتوراه في النقد القديم ، عضو شرفي بمعجم البابطين للشعراء المعاصرين ، عضو مخبر أطلس الثقافة الشعبية الجزائرية .