استطاع في وقت قياسي أن يصنع له مكانة في السوق الأوربية والمحلية على حد سواء بفضل الاستثمارات الناجحة التي قام بها ومكنته من أن يتحدى كبريات الشركات الأوربية في قطاع صيانة السيارات. رشيد ياسف رجل الأعمال الجزائري، صاحب الشركة العالمية للسيارات "يونيفرسل تكنيك أوتوموبيل" الكائنة بالقبة بالجزائر العاصمة هو أول من أدخل المراقبة التقنية للسيارات بالجزائر سنة 1998 وقام بإنشاء ورشة متخصصة في صناعة مضخات البنزين بعدما كانت الجزائر تلجا إلى استيرادها من أوربا. حالفه الحظ للحصول على منحة للدراسة بايطاليا في نهاية السبعينات، ليتوج مشواره الدراسي بشهادة مهندس معماري سنة 1981. ياسف استغل فرصة تواجده بايطاليا للاحتكاك بكبار رجال الأعمال وأصحاب المؤسسات الصغيرة والمتوسطة والاستفادة من خبرتهم لاسيما في قطاع السيارات، حيث تمكن سنة 1984 من إنشاء أول فتح أول شركة له بهذا البلد المتوسطي واختار أن يتخصص في صيانة السيارات وبالرغم من تواجده المستمر بايطاليا إلا أنه صلته لم تنقطع بالجزائر طوال كل هذه المدة. وعليه بادر رجل الأعمال الجزائر وبفضل الخبرة التي اكتسبها على مدار عدد من السنوات بالمشاركة في صالون ل "الشباب المقاول" سنة 1989، أين اقترح إنشاء 250 ورشة مختصة في صيانة السيارات وقام بتكوين شباب موظف في شركة وطنية ومكنهم من الإطلاع على مختلف الخيرات الايطالية في الميدان. وبعد صالون 1989 وحتى سنة 1997 قام بإنشاء محطة للخدمات تضم خدمة البنزين ، الميكانيك، الغسل والتشحيم بايطاليا وبدأ نشاطه يتوسع أكثر وأكثر عن طريق البحث عن أسواق جديدة في دول الشرق الأوسط التي كانت بدورها تفتقد لمثل هذه الخدمات التي تعبر عن ثقافة أوربية محضة. وفي سنة 1997 قرر السيد ياسف إنشاء الشركة العالمية للسيارات "يونيفرسل تكنيك أوتوموبيل" بالجزائر والتي تحولت فيما بعد إلى "UTA " المزودة بخدمات البنزين. وكانت التجربة رائدة بالفعل خاصة وأن الجزائر كانت تفتقد إلى مراكز مختصة للمراقبة التقنية للسيارات. وبهدف إنجاح المشروع قام ياسف سنة 1998 باستيراد جهاز السكانير لأول مرة بالجزائر وبدأ بالمراقبة التقنية المسبقة باعتبار أن القوانين آنذاك لم تكن تلزم السائقين بتمرير سياراتهم على المراقبة التقنية وبالتالي كانت العملية تتم وفق رغبة الزبون الذي يهتم بسلامة مركبته. وعندما حصل على الاعتماد سنة 2002 تم فتح مركز خاص بالمراقبة التقنية للسيارات ليتم تعميم العملية على مستوى التراب الوطني والتي أصبحت إجبارية. أما فيما يتعلق بورشة مضخات البنزين التي أٌقامها ياسف رشيد بالقرب من مركز المراقبة التقنية للسيارات الكائنة بطريق قاريدي القبة، فقد عمد رجل الأعمال في أول الأمر وفي الفترة ما بين سنة 1999 وسنة 2000 إلى استيراد مضخات البنزين "فوليو كونتور" من ايطاليا، وابتداء من سنة 2001 أصبح يصنعها في الجزائر. صناعة هذه المضخات تتم بالجزائر، لكن يتم إدماج 50 بالمائة من المادة الإنتاجية وبهدف إنجاز هذه المضخات يقوم ياسف باستيراد العداد والمضخة والباقي يصنع بنسبة 100 بالمائة بالجزائر. ويبقى أن ياسف لا يزال يتقاسم السوق الوطنية في صناعة مضخات البنزين مع متنافس واحد وهي شركة وطنية "أ. أم. سي". يراهن رجل الأعمال الجزائري على العامل البشري عن طريق دعم التكوين كمفتاح أساسي للنجاح وتضم شركتي المراقبة وصناعة المضخات 25 عاملا من مهندسين وتقنيين سامين وأعوان صيانة، كما قام ياسف بتكوين عدد من العمال بايطاليا بهدف تمكينهم من تصليح مضخات البنزين وصناعتها بالإضافة إلى الصيانة. تنتج شركة ياسف عدد كبير من هذه المضخات وأغلبها يتم وفق طلبات أصحابها وتبلغ تكلفة الواحد 30 مليون سنتيم وقد تصل إلى 60 مليون سنتيم في حال المضخات التي تحمل مضختين. وعلى العموم يتم إنتاج من 7 إلى 10 مضخات في الأسبوع ويقوم الفريق العامل بتنصيبها على مستوى محطات البنزين. ولقد امتد نشاط الشركة إلى تنصيب محطات جاهزة للبنزين داخل حظائر السيارات التابعة لعدد من الشركات الكبرى بالجزائر، بما يمنح هذه المؤسسات نوعا من الاستقلالية في تزويد مركباتها بالبنزين وصيانتها. تصنيع هذه المضخات بالجزائر في الوقت الراهن يوفر 30 بالمائة من الأرباح، بالإضافة إلى خلق ناصب عمل، كما تضمن شركة ياسف بضمان الصيانة والمتابعة من طرف فرق جزائرية دون اللجوء إلى الأجانب كل مرة. وحاليا يستثمر ياسف في هذه المضخات وفي كل ما يتعلق بالبنزين، التصليح، الصيانة، المضخات ويسعى إلى توسيع نشاطه ليشمل 48 ولاية.