رئيس القيادة المركزية للجيش الأميركي في الشرق الأوسط وآسيا الوسطى الجنرال ديفيد بتراوس أعلن صراحة في جلسة استماع أمام الكونغرس أن أمريكا تساعد دولا عربية على مواجهة التهديدات الأمنية التي تحيق بها، وبحسب بتراوس هناك تهديدان أساسيان، الأول هو القاعدة والثاني هو إيران، ورغم أنه لم يربط بين الخطرين فإن وضعهما في نفس الدرجة بما ويحي بارتباط ما بينهما. كعادة الأمريكيين تحدث الجنرال بشيء من الوضوح وذكر أسماء الدول التي تحظى بالمساعدة، والدول هي مصر ولبنان والأردن واليمن ودول الخليج، وباستثناء لبنان الذي يعاني من هشاشة سياسية وأمنية، فإن الدول الأخرى متحالفة كلها ضد إيران وسوريا والمقاومة في فلسطين ولبنان وكل مكان، ومن هنا فإن الجنرال الأمريكي كان يتحدث، بطريقة أو أخرى، عن تفاصيل تقنية في تحالف قائم بالفعل بين أمريكا وبعض الأنظمة العربية. ما قاله بتراوس يفسر كثيرا من اللغط الذي سمعناه في أبواق الدعاية الرسمية العربية عن إيران وحزب الله والمقاومة في فلسطين ولبنان، فنحن تحالف عربي أمريكي ضد هذا المحور الممانع، ويجري الاستعداد لمواجهة محتملة في المستقبل، ومن الواضح أن العرب المعنيين بهذا التحالف أسقطوا من حساباتهم الخطر الإسرائيلي، ولو اعتبروا إسرائيل، التي تحتل الأرض ولها سوابق إجرامية ضد العرب، خطرا لما كانت هناك مساعدة أمنية أمريكية، ولما تشرف هؤلاء بأن يذكروا على لسان بتراوس، وهم يعتبرون ذكره لهم شرفا عظيما. المغرب اتهم إيران بالتآمر لأن التشيع ينتشر في المملكة، ومصر اتهمت إيران بالتآمر بعد أن اكتشفت ما سمته خلية حزب الله، فبماذا يمكن أن تتهم إيران هؤلاء وهم يتآمرون مع دولة عظمى ويضعون الخطط لمواجهتها؟، لا شك أن كل أركان المؤامرة متوفرة فيما قاله الجنرال الأمريكي، ولا بد من الاعتراف أن إسرائيل ليست بعيدة عما يجري في الغرف المظلمة في أمريكا وبلاد العرب، بل إن ما يقوله بتراوس هو الذي يفسر لنا هذا الهدوء الذي يتحدث به شمعون بيريز عندما يقول إن إسرائيل لا تنوي مهاجمة إيران، والمقصود أن هناك من سيتولى ذلك عنا.