أعلن مستشار وزير التعليم العالي والبحث العلمي سعيد ساغور، أمس، عن تحضير اللجنة الوطنية لأخلاقيات المهنة الجامعية وآدابها لوضع ميثاق جامعي يحدد حقوق وواجبات الطلبة والأساتذة على حد سواء، من شأنه مواجهة التجاوزات التي تشهدها الجامعة الجزائرية، حيث كشفت الأرقام الأولية للدراسة التي يجريها مركز الانثرويولوجيا حول ظاهرة العنف داخل الحرم الجامعي، عن بلوغ نسبة 6.44 بالمائة. أكد مستشار وزير التعليم العالي والبحث العلمي المكلف بالشؤون الطلابية سعيد ساغور، تجند الوزارة لمواجهة ظاهرة العنف داخل الحرم الجامعي من خلال وضع الميكانيزمات اللازمة لاحتواء الأزمة قبل أن تتحول إلى ظاهرة حقيقية تعكر صفو الوسط الجامعي، فبعد إنشاء المجلس الوطني لأخلاقيات المهنة الجامعية وآدابها المشكل من أساتذة ذوي خبرة تفوق 30 سنة، يجرى حاليا التحضير من قبل اللجنة الوطنية لأخلاقيات المهنة بالتنسيق مع 8 تنظيمات طلابية وأربع تنسيقيات للأساتذة وبطلب من الوزارة الوصية، التحضير لوضع ميثاق جامعي يضبط أخلاقيات المهنة ويحدد الحقوق والواجبات الخاصة بالطلبة والأساتذة على حد سواء، والذي من المنتظر أن يدخل حيز التنفيذ مع الدخول الجامعي المقبل. وحول هذا الميثاق، أشار ساغور إلى أن العمل جار على مستوى اللجنة برئاسة عبد الحميد أبركان، فضلا عن الدراسة التي يقوم بها مركز الأنثروبولوجيا للدراسات للتعرف على هذه الظاهرة الجديدة في المحيط الجامعي من أجل وضع حد لانتشارها، والذي من المفروض أن تقدم النتائج النهائية لهذه الدراسة مع نهاية السنة الجارية، حيث كشفت الأرقام الأولية التي أوردها أستاذ علم الاجتماع أحمد حويتي عن بلوغ نسبة 6.44 بالمائة فيما يتعلق بالعنف داخل الجامعة في حين بلغت نسبة التحرش الجنسي في الوسط الجامعي 27 بالمائة، لتكشف الدراسة عن 47 ألف حالة عنف مدرسي ما بين 2007 و2008. من جهته، أكد إبراهيم بولقان الأمين العام للاتحاد الوطني للطلبة الجزائريين ما قاله ساغور، مشيرا إلى أن فكرة وضع ميثاق جامعي قد سبق وأن طرحها الاتحاد منذ سنة 1994، من أجل تحديد حقوق وواجبات كل أفراد الأسرة الجامعية بما فيها الأساتذة، الطلبة، الإداريون والعمال للحيلولة دون حدوث أي تصادم داخل الحرم الجامعي، كما اعتبر إنشاء المجلس الوطني لأخلاقيات المهنة منذ أزيد من سنتين "موافقة مبدئية" لوزير لتعليم العالي والبحث العلمي رشيد حراوبية على هذا المقترح، مؤكدا في سياق حديثه عن ظاهرة العنف "الدخيلة" على الجامعة الجزائرية، ضرورة "تأثير هذه المؤسسة في المجتمع وليس التأثر بمثل هذه الظواهر النابعة أساسا من المجتمع العام". وكان موضوع ظاهرة العنف في الوسط الجامعي قد شكل محور اليوم الدراسي الذي نظمه أمس المكتب الولائي للاتحاد الوطني للطلب الجزائريين بالمدرسة العليا للأساتذة ببوزريعة تحت شعار "جامعة بدون عنف"، من أجل تحسيس الطلبة بخطورة الأحداث التي شهدتها بعض جامعات الوطن والتي كان آخرها بسطيف نهاية الأسبوع المنصرم، أين أقدم طالب على ذبح زميل له بقاعة المحاضرات وأمام مرأى الأستاذة المحاضرة ومجموع الطلبة، ولقد نشط اللقاء إلى جانب كل من الأمين العام للاتحاد إبراهيم بولقان والمدير العام للمدرسة عبد القادر هني، كل من مستشار وزير التعليم العالي والبحث العلمي المكلف بالشؤون الطلابية سعيد ساغور والمنسق الوطني لمجلس أساتذة التعليم العالي مليك رحماني، الذين اغتنموا الفرصة للتأكيد على ضرورة إيجاد حلول فورية وردعية لكبح هذه الظاهرة التي أجمع كل المتدخلين على وصفها ب"الدخيلة والغريبة على الجامعة الجزائرية".