أعلنت السلطات الفرنسية أمس موافقتها على استقبال الجزائري الحامل للجنسية البوسنية لخضر بومدين المعتقل في غوانتانامو والذي تمت تبرئته بعد أكثر من سبع سنوات من وضعه في سجن غوانتنامو في قضية ما سمي بجزائريي البوسنة الستة الذين حولتهم الحكومة البوسنية بطلب أمريكي إلى الولاياتالمتحدة بدعوى أنهم مطلوبون لديها. أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية أن برنار كوشنير وزير الخارجية وجه رسالة إلى "معتقل في غوانتانامو" يعلن له فيها أن فرنسا قد تستقبله قريبا، ثم ما لبث أن تأكد أمس الأربعاء أن الأمر يتعلق بالجزائري لخضر بومدين الذي يحمل الجنسية البوسنية المعتقل في سجن غوانتنامو، حسب ما صرح به المتحدث باسم الوزارة إريك شوفالييه. وحسب نفس المصدر فإن وزير الخارجية الفرنسية أكد في الرسالة أن زوجة بومدين وابنتيه البالغتين من العمر 9 سنوات و13 سنة سيصلن قريبا من الجزائر إلى فرنسا، وقال مصدر قريب من الملف إن المفاوضات تجري مع الجزائر للسماح لهن بالقيام بهذه الرحلة، ومعنى هذا أن السلطات الفرنسية تكون قد قدمت طلبا للجزائر من أجل السماح لعائلة بومدين من السفر للإقامة بفرنسا وحسب كلام الوزير الفرنسي، فإن السلطات الجزائرية تكون قد أعطت الضوء الأخضر لذلك. وأشار الناطق باسم الخارجية الفرنسية "إن معاييرنا لاستقبال المعتقلين في سجن غوانتنامو معروفة، قرار يتخذ بناء على كل حالة على حده، ردا على طلب شخص يعتقد أنه لا يمكنه العودة إلى بلده أو لا يرغب في العودة إليه، تقييم قضائي وأمني، ووجود رابط بشكل ما مع فرنسا"، رافضا تحديد الإجراءات التي ستتبعها السلطات الفرنسية لاستقبال المعتقل، وأضاف أن القرار الفرنسي يدخل ضمن التشاور الأوروبي حتى، وإن تعلق الأمر بقرار وطني، معتبرا أن فرنسا ومع شركائها في الإتحاد الأوروبي ما فتئت تطالب بغلق معتقل غوانتنامو. من جهة أخرى أكد مسؤول أمريكي طلب عدم كشف اسمه، أن المعتقل الذي وجهت له الرسالة هو فعلا الجزائري لخضر بومدين، وقال مصدر آخر قريب من الملف أن بومدين البالغ من العمر 42 عاما قد يحول إلى فرنسا خلال الأيام العشرة المقبلة. وكان الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي قد أعلن رسميا في الثالث من شهر أفريل الماضي أن فرنسا توافق على استقبال معتقل سابق في غوانتانامو. وكان الجزائري لخضر بومدين قد اعتقل في خريف 2001 مع خمسة جزائريين آخرين في البوسنة وسلم إلى السلطات الأمريكية بطلب منها للاشتباه في ظلوعه في التحضير للإعتداء على السفارة الأميركية في العاصمة البوسنية ساراييفو، ثم نقل مع الموقوفين الخمسة الآخرين إلى غوانتانامو بعد أيام قليلة عن فتح السجن الموجود في جزيرة كوبية، وذلك بالرغم من أن القضاء البوسني قد أصدر في حقهم حكما بالبراءة. وكانت المحكمة العليا الأمريكية، قد برأت الجزائريين الخمسة، إلا أنها رفضت الإفراج عن لخضر بومدين باعتباره شخصا يهدد الأمن ثم تمت تبرئته بشكل نهائي في نوفمبر 2008.