دعا الاتحاد الوطني للطلبة الجزائريين نقابات أساتذة العلوم الطبية، ومن خلالها كل الأساتذة المضربين إلى التوقف عن الإضراب، والتفكير بجدية في الطلبة، المهدد مستقبلهم باستمرار الوضع، كما هو عليه، وفي الوقت الذي أوضح فيه أن الوزارة الوصية مهتمة بالوضع، وقال أنها ستعالجه، طمأن الطلبة، وأكد لهم أن برمجة الامتحانات ستكون بالتنسيق بينهم وبين الإدارة، تجنبا لحدوث سنة بيضاء. أعرب الاتحاد الوطني عن قلقه البالغ في بيان أصدره أمس، تلقت "صوت الأحرار" نسخة عنه، إزاء الوضع الراهن الذي يعيشه طلبة العلوم الطبية، منذ انتهاء الثلاثي الجامعي الأول. البيان أوضح أن الاتحاد الوطني للطلبة الجزائريين يتابع باهتمام بالغ إضراب أساتذة كليات العلوم الطبية، وقد أطلع وزارة التعليم العالي على الوضع الصعب جدا الذي يعيشه الطلبة، جراء هذا الإضراب المتواصل في المقاطعة الكلية للامتحانات، وقد مضى عليه حتى الآن عدة أشهر، وما يزال متواصلا حتى هذه اللحظة، وأبلغها بحالة القلق، والحيرة النفسية الكبرى التي يوجد عليها طلبة العلوم الطبية، هم اليوم الضحية الأولى في الإضراب الجاري، وضعهم الأساتذة والوصاية بين فكي كماشة، والضغط متواصل عليهم، وهو يهددهم الآن بسنة بيضاء، وفي حالة حدوثها هذا معناه أن طالب العلوم الطبية الذين من المقرر أن ينهي دراسته الجامعية في ظرف سبع سنوات، سوف لن ينهيها إلا بعد ثماني سنوات. الاتحاد الوطني للطلبة الجزائريين أشار إلى كل هذا، وحذر من حدوث سنة بيضاء، وطالب الأساتذة والوصاية بتدارك الوضع قبل فوات الأوان، وطرح في نفس الوقت المخاوف السائدة لدى الطلبة حول شبح هذه السنة البيضاء، التي قال عنها أنهم تهددهم في مستقبلهم. ولم يستسغ الاتحاد الوطني للطلبة حالة " ستاتيكو" السائدة بين الوصاية والأساتذة منذ عدة أشهر، وحمل الأساتذة مسؤولية التجاهل المتواصل للحالة التي يوجد عليها الطلبة بسبب هذا الإضراب الذي طالت أيامه عليهم وأوصلهم أعلى درجات الخطر (سنة بيضاء). وبناء على الاتصالات التي أجراها الاتحاد الوطني للطلبة الجزائريين مع وزارة التعليم العالي، والتوضيحات التي تلقاها منها، فإن هذا الأخير يتوجه بالدعوة من جديد إلى نقابات الأساتذة، ومن خلالها إلى كل الأساتذة المضربين للتوقف عن الإضراب، والتفكير بجدية في مستقبل الطلبة، المهدد في حال استمرار وتواصل هذا الإضراب، خصوصا وأن مطالبهم هي في طريق الحل. وفي حال عدم توقف الإضراب الجاري، وتمسك الأساتذة بموقفهم الرامي إلى إحداث سنة بيضاء ، قال المكتب الوطني للاتحاد، أن برمجة الامتحانات ستكون بالتنسيق بين الإدارة والطلبة، ومن الآن مثلما يضيف يطمئن الاتحاد الطلبة، بأن الوزارة الوصية مهتمة بالوضع، وستضع كافة التدابير والإجراءات، من أجل تدارك الوضع، واستكمال السنة الجامعية في أحسن الظروف. وفي الوقت الذي دعا فيه الاتحاد الطلبة إلى التحلي باليقظة، فإنه أيضا توجه بالدعوة الصريحة والواضحة إلى أن يتحمل الجميع مسؤولياتهم قبل فوات الأوان، وانفلات الوضع. ومثلما هو معلوم للأساتذة المضربين، والوصاية، وكافة السلطات العمومية المعنية، فإن الطلبة قد دقوا نواقيص خطر سنة بيضاء، وطالبوا كل هذه الجهات الرسمية المعنية بتحرير الطلبة من هذه الوضعية، التي هم ليسوا طرفا في معادلتها، لا من قريب ولا من بعيد، هم متضامنون مع مطالب أساتذتهم، لكن مثلما قالوا، لا يجب أن تحل على حساب مستقبلهم العلمي، وبأقسى الوضعيات، والأساتذة أنفسهم يعرفون هذا الموقف، وقد أبلغوا إياه في أكثر من جمعية عامة، يسمح فيها لممثلي الطلبة من حضورها، وكانت آخرها الجمعية العامة، التي تقرر فيها الإضراب العام المنتظر شنه أيام 11، 12، و13 ماي الجاري، والذي سيمس أيضا الخدمات الطبية بالهياكل والمرافق الصحية عبر كامل التراب الوطني.