قرر أمس الأساتذة والأساتذة المساعدون في العلوم الطبية و"الدوسانت" مواصلة مقاطعة امتحانات كليات الطب، والدخول مرة أخرى في إضراب جديد أيام 11، 12، و13 ماي المقبل في مجال الخدمات الصحية بالمستشفيات والهياكل الصحية الأخرى، ومواصلة الضغط على وزارتي الصحة والتعليم العالي، والسلطات العمومية الأخرى المعنية، من أجل تحقيق المطالب المرفوعة،وفي مقدمتها الأجر التكميلي الممنوح لهم من قبل وزارة الصحة. التقى صباح أمس بمستشفى مصطفى باشا الجامعي أكثر من 400 أستاذ وأستاذ مساعد في العلوم الطبية، و"الدوسانت"، في جمعية عامة، قيموا فيها الإضراب المنتهي، الذي استغرق ثلاثة أيام، وناقشوا انعكاسات هذا الإضراب من جميع الجوانب، وفي مقدمتها الانعكاسات السلبية، اللامنتهية، المسجلة على مستوى امتحانات طلبة العلوم الطبية، وقد فسحوا المجال أمام عدد من ممثليهم، حيث عبروا لهم عن تضامنهم معهم، من أجل تحقيق مطالبهم المهنية الاجتماعية، وفي نفس الوقت حسسوهم أكثر بالوضعية الصعبة والمعقدة التي وضعوهم فيها بسبب هذه الإضرابات المتواصلة التي لم تنته منذ الثلاثي الثانى من السنة الجامعية الجارية، والتي كان التركيز فيها بالأساس على عدم إجراء الامتحانات لطلبة العلوم الطبية، ومقاطعتها مقاطعة تامة. ممثلو طلبة الطب، جراحة الأسنان والصيدلة استعرضوا كافة الانعكاسات السلبية التي يعانون منها جراء هذه المقاطعة الشاملة لامتحاناتهم المتواصلة، وطالبوا أساتذتهم بإيجاد المخارج والحلول المطلوبة، لإعادة مياه المجاري الدراسية إلى وضعها الطبيعي، وبينوا لهم الصعوبات التي سيجدون أنفسهم فيها لاحقا في حال استئناف الامتحانات، ذلك مثلما قال أحدهم، أن الفترة الزمنية القصيرة المتبقية من السنة الجامعية الجارية غير كافية بالمرة لمواصلة تلقي الدروس والمحاضرات والحفظ والمراجعة، وتلقي الأعمال التطبيقية المقررة، وإجراء الامتحانات في نفس الوقت. هؤلاء الطلبة الممثلون لزملائهم على المستوى الوطني كله، لم يطلبوا من أساتذتهم مثلما قال أحدهم وقف الإضراب، ولن يفعلوا، لأنهم يدركون مشروعية مطالبهم، ولكنهم في نفس الوقت يطلبون منهم ، التفكير في كل التبعات السلبية الضارة، التي ستلحقها بهم هذه المقاطعة المستمرة لامتحاناتهم. وضمن سياق تدخلات ممثلي الطلبة، أوضح ممثل طلبة الصيدلة، وقال، أن الأمين العام لوزارة الصحة وبعض مساعدي الوزير قد اجتمعوا مؤخرا بممثلي الطلبة، ولم يتوصل إلى أية نتيجة بشأن الامتحانات،وهو الأمر مثلما أضاف الذي قد يحتم عليهم تنظيم تجمع أمام مقر وزارة الصحة، وإن لم يفلحوا فأمام الوزارة الأولى، وكل هذا من أجل إجراء الامتحانات في أوقاتها. وكان ممثل الاتحاد العام الطلابي الحر من بين المتدخلين الذين منحت لهم الكلمة داخل الجمعية العامة، حيث أكد هو الآخر تضامن تنظيمه الطلابي مع الاستشفائيين الجامعيين، وفي نفس الوقت تقدم لهم بمجموعة طلبات، نذكر منها على وجه الخصوص: وضع برنامج واضح للامتحانات، تجنب سنة جامعية بيضاء، الإعلان عن الامتحانات في حال العودة إليها بمدة 15 يوما قبل البدء فيها. ومن دون أن يحضر الجمعية العامة ممثل عن الاتحاد الوطني للطلبة الجزائريين، فإن هذا الأخير هو الآخر سجل موقفه أمس في بيان مقتضب، تلقت "صوت الأحرار" نسخة عنه زوال أمس، حيث قال فيه أن المكتب الوطني للاتحاد يتابع ببالغ الاهتمام إضراب أساتذة كليات العلوم الطبية. وأمام التخوف السائد لدى الطلبة حول السنة الجامعية فإنه يدعو وزارة التعليم العالي والبحث العلمي ووزارة الصحة لاتخاذ الإجراءات المناسبة لحل المشكل، وإعطاء ضمانات لطلبة العلوم الطبية باستدراك الوضع. وفي نفس الوقت طالب الأساتذة بالتفكير في الطلبة المهددين في مستقبلهم باستمرار الوضع كما هو عليه. وحمل الاتحاد من الآن المسؤولية للجميع مثلما قال قبل فوات الأوان وانفلات الوضع. كل هذه النقاشات والتدخلات والمواقف من جانب الأساتذة، ومن جانب الطلبة،أسفرت في النهاية عن تمسك الاستشفائيين الجامعيين بمواصلة مقاطعة امتحانات كليات العلوم الطبية، والاستمرار فيها، وفي ذات الوقت الدخول مرة أخرى في إضراب جديد، أيام 11، 12 و13 ماي المقبل، وعلى أن يعد من الآن إشعار جديد بالإضراب، يوجه إلى الجهات الرسمية المعنية في حالة ما إذا تسلمت نقابتا الاستشفائيين الجامعيين قرار العدالة، الذي أقر عدم شرعية الإضراب غيابيا، ودون تمكين أي ممثل رسمي عن الفئات الثلاث المعنية بالإضراب من الحضور. وعبر البوفيسور جيجلي أمين عام النقابة الوطنية لأساتذة العلوم الطبية عن أمله في أن تسوى كافة الأمور العالقة مع مقدم الوزير الجديد، والمهلة الزمنية الحالية الممنوحة هي من أجل ذلك، وتلك هي أمنية كافة الطلبة الذين هم في خوف شديد من سنة بيضاء بسبب هذا الوضع غير الطبيعي السائد بين الأساتذة من جهة، والوصايتين وباقي السلطات العمومية المعنية الأخرى من جهة ثانية.