خرج المشاركون في ملتقى " كتابات المرأة وقضاياها" الذي اختتم مساء الخميس بالمعهد العالي للموسيقى بعدة توصيات من ضمنها استحداث جائزة خاصة بالإبداع النسوي وتأسيس موقع على شبكة الانترنيت يضم كل ما يكتب حول الإنتاج الثقافي والعلمي للمرأة العربية . قدمت خلال أشغال الملتقى الذي نظمته جمعية المرأة في اتصال تحت شعار " من النضال بالدم إلى النضال بالقلم عدة مداخلات وندوات فكرية تناولت واقع الإبداع النسوي في الوطن العربي وأهم القضايا والهموم التي تطرحها المرأة الكاتبة في إنتاجها الفكري والمعرفي. وفي هذا الصدد قدمت الدكتورة نجاعي فاطمة الزهراء ورقة حول " العنف المعنوي والتأديب الجسدي في الأدب النسوي الجزائر المكتوب باللغة الفرنسية فأوضحت المتدخلة أن " العنف الناعم" مصطلح أفرزته السلطة الأبوية التي تخدم هدف معين وهو ترويض الجسد للوصول إلى بناء تصور مثالية الشرف عند المجتمع الجزائري وأشارت الدكتورة نجاعي في هذا السياق إلى رواية " أم الخير " للكاتبة حورية حجاجي التي تدور أحداثها في الخمسينات والتي تصور الاضطهاد الذي تعرضت له فتاة جزائرية بفعل التقاليد النمطية السائدة في مجتمعها ، كما أبرزت الدكتورة نجاعي علاقة الصدمة بالتشتت الرمزي في رواية " لاتلتفتي إلى الخلف"للكاتبة ماسية باي. أما الروائية والإعلامية السعودية سمر المقرن فتناولت في مداخلتها واقع الأدب النسوي في المملكة العربية السعودية فأشارت إلى أن المشهد الثقافي السعودي شهد في الآونة الأخيرة بروز جملة من الأعمال الروائية وصلت إلى 150 رواية ، وأكدت المقرن أن المرأة السعودية تحاول مجابهة الواقع لصالح المرأة العصرية المثقفة بعيدا عن هيمنة المجتمع الذكوري . وأضافت المقرن أن الواقع الذي تعيشه المرأة السعودية جعلها تتمرد على أوضاعها الاجتماعية من خلال تناول المناطق المحرمة والمسكوت عنه في كتاباتها . وتطرقت الباحثة التونسية أمال قرامي إلى " حقوق المرأة وواقعية الكتابة النسائية في تونس" فأوضحت أن المرأة التونسية تتمتع بهامش كبير من الحرية بفضل السياسة البورقيبية، غير أن هذا لايمنعها – تضيف المتحدثة – من البحث عن إمكانية توسيع هذه المساحة من الحرية . وكان لموضوع " الرقابة على إبداع المرأة العربية حيزا معتبرا في مداخلة الدكتورة "موزة المالكي" حيث أكدت أن الكاتبة العربية مازالت لم تتخلص بعد من الرقيب الداخلي الذي صنعه مجتمعها منذ عقود من الزمن، وتطرقت المالكي إلى مختلف المشاكل النفسية والاجتماعية التي تواجهها المرأة العربية بصورة عامة والمبدعة بصورة خاصة . للإشارة فقد تم في هذا الملتقى تكريم نخبة من المجاهدات والمبدعات حيث كرمت المجاهدتين لويزات أحريز وجميلة بوباشا والمبدعة زهور ونيسي والروائية فضيلة الفاروق والروائية