أكدت وزيرة الثقافة خليدة تومي، صباح أمس، أنّ ما قدم حول قضايا وهموم المرأة في الأدب العربي والجزائري، لم ينصف المرأة مطلقًا، بل عمل على طمس هويتها باسم العادات والتقاليد، لهذا وجب على المرأة اليوم أن تكتب عن همومها وقضاياها وفق ما تراه وتشعر به، داعية في الوقت نفسه إلى ضرورة سعي المرأة خاصة الجزائرية إلى تغيير الصورة المشوهة عنها، التي يعمل الرجل على الترويج لها. وأضافت تومي، على هامش افتتاحها للملتقى الثاني حول الكتابة النسائية وقضايا المرأة، الذي بادرت بتنظيمه جمعية "المرأة في اتصال"، وبدعم من الديوان الوطني للثقافة والإعلام، بفندق السفير بالعاصمة، وبرعاية خاصة من وزارة الثقافة، أنّ هذا اللقاء أصبح مناسبة هامة ومحطة ثقافية تلتقي فيها المبدعات وكل المهتمين والمهتمات بالإبداع الأدبي النسائي، لمناقشة راهن ورهانات الكتابة النسائية، ومحاولة دراسة موقع المرأة في الفضاء الثقافي الرحب والفسيح خاصة وأن الملتقى في دورته الثانية يتمحور حول "صورة المرأة في التراث الثقافي وتمثلات الجسد في النصوص الأدبية العربية"، مؤكدة في الوقت ذاته أن الموضوع يستحق البحث والدراسة باعتبار أن الكثير من الآثار الأدبية لا تخرج عن رومانسية حواء أي اعتبارها قيمة شكلية حسية مفرغة من الحضور الفاعل مما يخالف الواقع التاريخي الذي يسجل حضورا قويا وفاعلا للمرأة، ودعت تومي المشاركات في الملتقى إلى تسليط الضوء على الجوانب الإيجابية الموجودة في التراث العربي. وعرف اليوم الأول من هذه التظاهرة تكريم نخبة من المجاهدات والمبدعات من ضمنهن الروائية فتيحة بوروينة والباحثة نعيمة العقريب، والمناضلة القديرة زهرة ظريف بيطاط، كما تم بالمناسبة تقديم عدة مداخلات تناولت موضوع "تمثلات الجسد وصورته في الموروث العربي"، نشطها باحثون ومختصون في الموضوع. وفي هذا الصدد قدم الباحث سعيد جاب الخير محاضرة حول "الجرأة التي يتميز بها النص الصوفي الجزائري في طرحه مفردات الجسد الذكوري والأنثوي على السواء"، وذلك في سياق الخالات الروحانية التي ارتبطت بالمتعالي، أما الباحثة وسيلة بوسيس، فقد سلطت الضوء على "صورة الجسد الأنثوي في الموروث العربي"، حيث أكدت في مداخلتها أنّ الجسد الأنثوي في الأدبيات العربية الإسلامية لا يتحقق إلا في نزوعه إلى الآخر الذكري من أجل تشكيل لحمة أبدية تحقق التناغم وتنخرط في شروط الطبيعة. وبالموازاة مع هذا الملتقى نظم "المنتدى الوطني للإبداع الأدبي" خلال الفترة المسائية أمسية شعرية بمشاركة نخبة من الشاعرات أمثال نسيمة بوصلاح، وسيلة بوسيس، زهرة بوسكين، وغيرهن من ضيوف الملتقى، حيث قرأت الشاعرات قصائد شعرية تنوعت مضامينها وتجاوب معها الجمهور بالتصفيق.